وانتصر الدم على السيف …

محمد فؤاد زيد الكيلاني

 

وانتهى العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة الذي استمر لمدة 471 يوماً، وكانت نتائجه واضحة للجميع، بأن المقاومة انتصرت ووضعت الشروط التي تريدها وأخضعت هذا الكيان على الانصياع لها دون أي تأخير يذكر.

توهم هذا الكيان بأنه يستطيع أن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني وتحديداً شعب غزة الذي عانى وتحمل مرارة هذا العدوان الصهيوأمريكي عليه، وكل هذا الضغط كانت نتائجه انتصاراً تاريخياً وأسطورياً بامتياز.

أراد هذا الكيان أن يكسر إرادة أهل غزة وفشل فشلاً ذريعاً وبشهادة القاصي والداني، ونسي وتناسى بأن الدم هو المنتصر دائماً على السيف، وكانت النتيجة بغزة أكبر دليل على ذلك.

لم يستطيع أن يحقق هذا الكيان أي هدف من أهداف الحرب التي أعلنها منذ بداية هذا العدوان على القطاع، وكان الدعم الأمريكي له واضحاً بكل الطرق العسكرية والمادية، واستعمال حق النقض الفيتو للاعتراض على وقف العدوان على غزة، واستمر العدوان كل هذه الأشهر حتى انتصرت غزة بكل ما تحمله كلمة الانتصار من معنى، وهذا بشهادة العالم الذي دعم فلسطين وغزة تحديداً طيلة فترة هذا العدوان.

هذه الحرب على غزة لو اعتبرناها جولة من جولات القتال، لاتضح بشكل لا لبس فيه بأن إسرائيل هزمت بامتياز في هذه الجولة، وانتصرت غزة على هذا العدوان، فالسلاح الذي استعملته في هذا العدوان كانت نتائجه خسارة مادية كبيرة جداً، ويرى محللون اقتصاديون بان إسرائيل إذا أرادت الوقوف من جديد فإنها تحتاج لعشرات السنوات كي تعيد ترميم جيشها المهزوم في قطاع غزة.

بينما النتائج في الجهة المقابلة المنتصرة كان هناك دمار هائل في القطاع، والجميع يعلم أن الفلسطينيين منذ التاريخ يضحون بالغالي والنفيس من أجل فلسطين وتحريرها من أي عدوان، فعملية البناء التي ستتم في قطاع غزة ستذهل العالم، من حيث الإرادة في إعادة الإعمار وتجاوز هذه الأزمة بكل امتياز، والذي سيكون مدعوماً من قبل دول العالم الحر.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا