حين تكتب العدسة شعرا

قابلته في بغداد كان يبدي هوسا بالكاميرا وهو يصور الحاضرين وفعاليات المسرح وعروضه ونجوم الحفل على ضفاف دجلة الفاتنة من كل أرجاء الوطن العربي أوقفني أنا والفنان اليمني نبيل حزام والشاعرة المصرية ناهد السيد والشاعرة العراقية صابرين كاظم والشاعرة البحرينية نهى حسن. وأخذ يصورنا.
محمد ليس أحد هواة التصوير إنه فنان يحمل في قلبه عدسة وفي عدسته قلب وإحساس» يمكن للعدسة أن تفعل كل شيء مادام روح وإحساس المصور في اللقطة التي يلتقطها يمكن أن ترسم حلما سرياليا ويمكن أن تكتب وتسرد الأبيات الشعرية التي تأخذ المتلقي في بحر الخيال الواسع الجميل» يقول محمد.
محمد زنكنة.. مصور عراقي شاب يقول عن نفسه: «ولدت في بلد يشتهر ببلد الحضارات وبلد الفن وبلد الأدب… بلد تكاتفت عليه دول العالم من أجل انحنائه لكنه أبى أن ينحني لأنه رمح الله في الأرض وجمجمة العرب ورمح الله لا ينكسر».
محمد من مواليد بغداد 1991م درس في كلية الإعلام عضو في الجمعية العراقية للتصوير وله مشاركات عديدة منها المحلية والدولية العربية في معارض التصوير بدايته مع التصوير كانت في التصوير بواسطة الهاتف المحمول كهواية ومن ثم سرعان ما تحولت إلى عشق وثقه في معرض حمل عنوان «نفحات من بلادي» وآخر أعماله هو إقامة معرض صورة واحدة لا تكفي في 11/10/2013م».
يؤمن محمد بدور الصورة في نقل الجميل وتصوير وإيصال رسالة الإنسان الفنان للناس ولمحمد رسالته (علاقتي بالصورة كعلاقة الجنين برحم أمه العدسة وهذا الاختراع العجيب هو الينبوع الذي اشرب منه ماء الحياة لكي أعيش في ظروف بلادي من قتل ودمار وإرهاب ونحن بعدساتنا نحاول أن نرسم لكم ولكل العالم صورة مشرقة عن العراق غير صور الإرهاب والقتل والتطرف… ونبعث لكم رسالة مفادها …يا شعوب العالم العراق لا يزال بخير).
ما زال محمد يحمل الكاميرا ويعاني من أجل أن يحقق ما يحلم به وما يريد أن يقوله عبرها يتحدث لنا عن مستقبل الصورة ومستقبل الفن الفوتوغرافي في العراق والوطن العربي قائلا : (مع الأسف ما زال مستقبل هذا الفن إلى المجهول لأنه لحد الآن ليست هنالك مؤسسات تدعم المصورين الشباب وكما تعلم فالمصور يحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي وعلى سبيل المثال في العراق هواية التصوير مزعجة جدا… لأنك ليس لك الحق في التصوير في أي مكان إن لم يكن لك تراخيص أمنية وهنالك البعض من الأجهزة يعتبر الكاميرا سلاح موجها ضده).
لكنه ما زال يؤمن أن هذا الفن (يستطيع الصمود كفن بموازاة الفنون البصرية الأخرى بل أصبح ينافس في جميع الفنون الأخرى وأصبح للتصوير مكانة واسعة في كل أنحاء العالم, حيث أصبح من الفنون التي لها نقادها ومعلموها كالفن التشكيلي ومال إلى غير ذلك من الفنون الجميلة).
الرؤية الفنية التي تسود أعمال محمد بحسب وصفه هي (أن تصل إليهم الصورة بإحساس صادق يسعى الفنان لكي تكون الصورة التي التقطها رسالة مفادها الحب والسلام والإبداع والفن وأن تحاكي المتلقي في جميع الأحاسيس).
ويضيف محمد (أصبح للفن الفوتوغرافي جمهوره في كل العالم والوطن العربي ولم يعد من الفنون المحصورة داخل النخب والأوساط المحددة وذلك يرجع إلى انتشار الكاميرا حيث أصبح عصرنا يسمى بعصر الصورة وأصبحت الصورة سيدة الحدث بلا منازع).

قد يعجبك ايضا