حديث الثلاثاء‏(خيوط المؤامرة).. الحلقة الأولى  

مراد راجح شلي

 

الساعة التاسعة مساءً – الأحد 30 مايو 2025

في غرفة عمليات إسرائيلية محصنة داخل المقر الرئيسي لجهاز الموساد الواقع في منطقة جليلوت بيافا المحتلة، أضاءت شاشات متعددة وجوه ضباط كبار يحيطون بطاولة ضخمة، تتوسطها خريطة اليمن مفصلة مع علامات حمراء تشير إلى نقاط الضعف والفرص.

يتحدث ضابط استخبارات إسرائيلي :

– لقد استنفدنا الخيار الجوي ضد اليمن… الضربات المتكررة فشلت في كسر إرادتهم أو تعطيل قدراتهم بشكل مؤثر لإيقاف إسنادهم مع غزة .

تحدث وهو يرفع رأسه باتجاه إحدى الشاشات أمامه ويظهر عليها ضابط مخابرات أمريكي والذي أومأ برأسه موافقاً ليضيف :

– الخيارات أمامنا محدودة… لا بد أن نلجأ إلى أدوات أخرى، والتقارير الاستخباراتية لدينا والمقدمة لكم تشير إلى أن أوراق الضغط المتبقية لدينا موجودة في الداخل.

ابتسم قائد العملية ذو الأنف المعقوف وقال بابتسامة باردة :

– بقايا عفاش والخونة والمرتزقة هم بوصلتنا الآن… دعم أدواته وإعادة تمكينها سيكون خيارنا لتحريك الداخل وخلق الفوضى والفتنة لخدمة هدف الخطة الاساسي وهو إيقاف الإسناد اليمني لغزة .

ثم حرك عينيه باتجاه الحضور وأكمل :

سنرسل جميع الموارد الممكنة لتعزيز هذه الميليشيات ونسهل لها كل الطرق حان الوقت لاستغلال الأدوات الخائنة بدلاً من الاعتماد على الضربات الجوية التي أرهقتنا.

أومأ الجميع برؤوسهم بعد مراجعة الخطة والموافقة عليها والتي تقوم على ميليشيات عفاش وبقية الخونة والمرتزقة لإثارة الفتنة وتفجير الوضع العسكري داخل اليمن عبر ثلاثة مسارات ” عسكري وأمني وإعلامي ”

الخطة التي تم التحضير والاعداد لها بطريقة شيطانية ..

***

الساعة الواحدة صباحاً – الثلاثاء 10 يونيو 2025

في غرفة جلوس واسعة باذخة الأثاث بأحد أفخم فنادق دبي، يلتقي موفدو الجانب الأمريكي والإسرائيلي بأحمد عفاش ليطلعاه على الخطة الصهيونية البديلة والتي سيكون هو أحد أدواتها.

تحدث بصوت مهزوز وجسد مرتعش:

– لكننا أصبحنا خارج صندوق اهتمامات الناس بعد هروبنا من اليمن .

أجابه الضابط الإسرائيلي بصوت حازم ولغة عربية سليمة:

– لا عليك، سنقوم بإعادتكم إلى واجهة الأحداث عبر حدثين يتم صنعهما لكما، سيعيدانكم إلى محور اهتمام الناس وتعاطفهم .

عليك أن تهتم بقراءة الخطة جيداً والبدء في تنفيذها تحت إشرافنا المباشر حتى لا تحدث أخطاء من جانبكم .

ثم أضاف بصرامة:

– سنكون واضحين معك ، عليك ان تتذكر انك مجرد بيدق وحان وقت استخدامه . هل فهمت !!

***

الساعة الواحدة ظهراً – الأحد 15 يونيو 2025

في غرفة صغيرة داخل أحد معسكرات المرتزقة على أطراف المخا، اجتمع ثلاثة قادة من الميليشيات، وجوههم تحمل علامات التعب والقلق والخوف. يتصببون عرقاً وهم يشعرون بالتوتر بعد إبلاغهم بمهمة جديدة استدعت عودتهم من دول عربية مختلفة.

بصوته الأجش وجسده المكتنز، تحدث طارق عفاش قائلاً:

– وصلتنا اليوم تعليمات سرية من هيئة التنسيق الإماراتية السعودية المشتركة بتنفيذ خطة إسرائيلية، وما يهمنا هو الجانب العسكري المنوط بنا لأن الأخ أحمد علي تولى الجانب الأمني من الخطة حيث سيتم استقطاب شخصيات قبلية وحزبية وازنة وغير متوقعة .

تنفرج شفتيه بابتسامة غامضة ويواصل :

– ستعمل على قيادة. الجانب الامني من الخطة عبر استغلال بعض المناسبات الحزبية والوطنية .

شاهد امتعاض القائدين فتوقف عن الحديث ثم أردف:

– سيتم تقديم دعم وموارد مالية مفتوحة للجانب العسكري من الخطة .

لمعت عيناهما وانفرجت أساريرهما، لكن ما لبث أحدهما أن زوم شفتيه قائلاً :

– الوضع في الجبهة هش، والمقاتلون يا فندم توقفوا عن التدريبات العسكرية.

نظر باتجاه طارق المتجهم الوجه وأضاف بصوت ضعيف:

– مع ذلك الفرصة سانحة، الفوضى الداخلية ستشتعل قريباً، ونحن سنستغل ذلك لضربهم انطلاقا من الحديدة وكل الجبهات.

أضاف الثالث بصوت منخفض:

– لكن هل نحن مستعدون لمواجهة رد الفعل الحتمي من صنعاء؟ لا يمكننا أن نتحرك في الظلام بلا تنسيق واضح مع الدعم الخارجي.

أجابه طارق عفاش بصوت واثق:

– لدينا الاتصالات مع ضباط الدعم من الخارج، والتمويل مستمر، لا مجال للارتباك الآن. المهم هو استغلال كل شاردة وواردة في الداخل.

فيما ابتسم ضابط إسرائيلي من على شاشة صغيرة معلقة أمامهم وتحدث باقتضاب:

– حسناً انتهى الاجتماع . .

يتبع الحلقة الثانية….

 

 

 

قد يعجبك ايضا