
–
إعداد/زكي الذبحاني
ارتفاع عدد حالات الوفاة بمرض الحصبة أخذ في تزايد في بعض المحافظات إذ بلغت عدد حالات الحصبة للعام 2011م وحتى شهر فبراير 2012م (3.396) حالة وفق احصاءات وزارة الصحة وبرنامج الترصد الوبائي التابع لها – وبموجبها بلغت عدد الوفيات الناجمة عن هذا المرض لنفس الفترة (126) حالة وفاة.
وبالنظر إلى التحليل الوبائي الذي يوضح ويبين المحافظات ذات الأولوية والوبائىة العالية بالمرض جاءت محافظات (لحج أبين ذمار البيضاء عدن شبوة صعدة) في الطليعة وبذلك شملت بالاستهداف في المرحلة الأولى لحملة التحصين الوطنية ضد مرضى الحصبة وشلل الأطفال التي تباشر وزارة الصحة العامة والسكان تنفيذها حالياٍ في الفترة من (10 – 15 مارس 2012م) عبر المرافق الصحية والمواقع المستحدثة المؤقتة للتحصين وليس من منزل إلى منزل كما جرت العادة في حملات التحصين ضد شلل الأطفال.
وتستهدف هذه الحملة الوطنية تحصين جميع الأطفال دون سن العاشرة عموماٍ في السبع المحافظات المشمولة بالاستهداف من خلال:
– تحصين الأطفال من عمر (6) أشهر وحتى ما دون (10 سنوات) ضد مرض الحصبة وعددهم (1.837.949) طفلاٍ.
– تطعيم من هم دون الخامسة من العمر ضد شلل الأطفال ويصل عددهم إجمالاٍ إلى (1.259.735) طفلاٍ.
إلى جانب أن هذه الحملة تتيح في تلك المحافظات تزويد كل الأطفال من عمر (6) أشهر وحتى ما دون (5) سنوات بجرعة من فيتامين (أ) الداعم لمناعة الجسم والمعزز لها ضد مرض الحصبة والكثير من الأمراض الخطيرة والتي من أبرزها «الإسهالات الشديدة والالتهابات التنفسية الحادة..»
ومع زيادة عدد حالات الحصبة بشكل كبير خلال عام 2011م وما مضى من عام 2012م فهناك عوامل متعددة وكذلك أسباب ساهمت مجتمعة في انتشار مرض الحصبة بصفة وبائية لتضع اليمن أمام معترك واسع من أجل هذا الخطر الداهم عبر رفع وتيرة التحصين بما يكفل احتواء المشكلة وتقليص انتشار المرض وتضمنت هذه العوامل والأسباب:
1-ضعف التغطية الروتينية بلقاح الحصبة في المناطق التي انتشر فيها المرض.
2- رفض بعض الأسر تطعيم أطفالها بشكل ساعد في انتشار المرض بين الأطفال.
3- الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد خلال العام 2011م لا شك أنها انعكست سلباٍ على المواطنين ما أدى إلى نزوح العديد من الأسر بين المحافظات وبالتالي نقل المرض من منطقة لأخرى.
4- عدم استقرار الأوضاع الأمنية في بعض المحافظات مثل (صعدة وأبين..) أثر سلباٍ وبشكل كبير في إيصال خدمة التحصين أو وصول الأهالي إلى مواقع التحصين.
5- ازدياد عدد الأطفال المهيأين للإصابة بمرض الحصبة عاماٍ تلو عام أرسى الأجواء الملائمة لانتشار الحصبة فيحرمان بعض الأطفال من التحصين بلقاح الحصبة لم تحصل هذه الفئة على المناعة المطلوبة لتقيهم وتجنبهم الإصابة.
6- تدهور المستوى المعيشي للكثير من الأسر بدوره أفضى إلى زيادة سوء التغذية عند الأطفال مما أدى إلى ضعف جهازهم المناعي.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها التطعيم بلقاحي الحصبة والشلل معاٍ ففي أواخر عام 2009م جمع التحصين – آنذاك اللقاحين معاٍ في الحملة الوطنية ضد مرضى الحصبة وشلل الأطفال وكذلك في جميع حملات الحصبة المصغرة التي نفذت في المديريات والمحافظات ذات الخطورة.
ولعل الداعي والمبرر لازدواجية التحصين في هذه الحملة ما يعول من غايات على تنفيذها ترقى إلى تحسين الحالة المناعية للأطفال دون سن الخامسة بمدهم بلقاح شلل الأطفال الفيروسي منعاٍ لظهوره وانتشاره في اليمن مجدداٍ إلى جانب تحصين الأطفال المعرضين لعدوى الحصبة باللقاح المضاد لهذا الداء منعاٍ لانتشاره ولوقف وبائيته العالية.
فلا بد من تفهم حقيقة الوضع الوبائي لمرض شلل الأطفال الفيروسي في اقليم شرق البحر المتوسط «وهو حيز جغرافي كبير يشمل اليمن وعدداٍ كبيراٍ من البلدان بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية» حيث لا يزال مستمراٍ ظهور حالات الإصابة بشلل الأطفال الفيروسي في بعض دول إقليم الشرق المتوسط مثل «باكستان أفغانستان» وحتى خارج الإقليم بالقارة الأفريقية في بلدان لا تزال تعاني من انتشار وسريان فيروس الشلل مثل «نيجيريا تشاد» وإن بعدت عن اليمن فليس المسافة الطويلة تعد فاصلاٍ جغرافياٍ ليعيق انتشار فيروس شلل الأطفال عن الوصول إلى اليمن أو إلى دول مجاورة ومنها إلى اليمن عبر حركة السفر بين البلدان.
وبالتالي من المحتمل جداٍ أن يكون من بين المسافرين القادمين من تلك البلدان التي ينشط فيها المرض أن يكون من بينهم من يحمل عدوى الفيروس فينقلون العدوى إلى البلدان التي توجهوا إليها بكل يسر ودون علمهم بذلك أو بأنهم يحملون هذه العدوى.
وهذا يضع اليمن الخالية من المرض أمام تحدُ جديد يفرض استمرارها يرفع وتيرة ومستوى التحصين الروتيني إلى جانب سيرها في تنفيذ حملات التحصين من أجل المحافظة على خلوها من فيروس شلل الأطفال البري تجنباٍ لعودة المرض ومنعاٍ لحدوث فاشية جديدة كتلك التي حدثت أواخر العام 2004م امتداداٍ إلى العام 2005م بما يضمن بقاء مناعة جميع الأطفال دون الخامسة من العمر قوية ضد المرض تْمكنهم من التصدي لفيروس الشلل والحيلولة دون وقوع الإصابة.
وختاماٍ.. أقول لكل الآباء أو الأمهات: أنتم أمام الله مسؤولون عن حملة أطفالكم من الأمراض الخطيرة طالما يمكن توقيها والحد منها فلا تحرموهم من التحصين الروتيني فهو يكفل صونهم وحمايتهم وبادروا أيضاٍِ في إطار المحافظات المستهدفة بتحصينهم فـ الحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة وشلل الأطفال الجاري تنفيذها حالياٍ من (10 – 15 مارس 2012م) ضمن مرحلتها الأولى بمحافظات (لحج أبين ذمار البيضاء عدن شبوة صعدة) في وقت لاحق سيْعقها تنفيذ مراحل أخرى ستشمل بقية المحافظات بدءاٍ بأعلى وبائية ثم الأدنى فالأدنى.
> المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان