أمل يهتف بالمخاوف

عبدالله الصعفاني

مقالة


عبدالله الصعفاني –

مقالة

عبدالله الصعفاني
القضية ليست أبدا استبدال رئيس جمهورية برئيس جديد وليست في تغيير المزيد من الأسماء الجديدة مقابل المزيد من الأسماء القديمة أو حتى إعادة إنتاج الأسماء القديمة.. القضية أكبر.. إنها قضية التغيير في الأفكار والتغيير من أجل التطوير.
ولا أكتم الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوة سرا لو قلت لهما أني أضع يدي على قلبي مع كل قرار أو وعد يطلقانه ليس شكلا وإنما خوفا من أن يكون هناك قرار لا ينفذ أو وعد تتلقفه الرياح وليس خوفا عليهما لأن كبار المسئولين يعرفون كيف يتدبرون أمورهم ولكن فزعا على الشعب الذي توجه إلى الانتخابات بقلوب تهتف بالأمل والثقة في القادم الأجمل ولم يعد بمقدوره تحمل المزيد من عواصف خيبة الرجاء والأمل.
عندما يقول رئيس الجمهورية لا قبول لأي عذر من قبل الحكومة إن هي قصرت في مهمة الخروج بالبلاد لآفاق رحبة فإن عليه أن يفعل ما يقول وعلينا جميعا أن نسانده.. وعندما يقول رئيس الحكومة أمامنا عامان لإعادة اليمن إلى حظيرة النظام والقانون والمسار الصحيح فلا عذر إن أضاعت الحكومة مدتها انشغالا بما لا يعنيها عما يعنيها..
وعندما تقول القوات المسلحة بأنها لن تسمح لكائن من كان بالعبث بأمن واستقرار الوطن فإن عليها أن تؤكد ما تقول وأن تبدأ بتوحيد نفسها قبل أي كلام مرسل..
هل أدركتم الآن لماذا أضع يدي على قلبي أثناء متابعة نشرة الأخبار الرئيسية¿
لم يعد مقبولا بالمطلق أن يعيد أي مكون من مكونات سلطات الدولة دور الضحية تماما كما لم يعد مقبولا أن يتسابق المتحدثون عن الثورة أو التغيير أو التطوير عن ماض كانوا جزءا منه وإنما عليهم تقييم ما هو كائن والمسارعة إلى التغيير نحو الأفضل بنكران للذات والوفاء باستحقاقات التغيير وليس من سبيل لمكافحة الفساد المالي والسياسي والإداري والترهل والمحسوبية إلا التغيير في الأفكار وفي الإدارات قبل التغيير في الأسماء والصور وماركات البدلات والأحذية والعطور لمن تم أو سيتم تعيينهم.
وكما لم يعد مقبولا أن يقول المسئول لمرؤوسيه أنا أبوكم وأعرف مصلحتكم .. أسمعوا الكلام ولا تناقشوا ليس منطقيا أن يقول العاملون في كل مرفق: خلاص الحل فقط في الاعتصام والتظاهر وتعطيل الحياة في كل المرافق.
القيم الوطنية والثورية والتغييرية وقبل وبعد ذلك القيم الدينية تدعونا للإيمان بمسألتين.. الأولى رفض بقاء الحال على ما هو عليه.. والثانية عدم تحطيم ما تحقق من مكاسب على مدار أكثر من خمسة عقود بإعادة إنتاج التخلف وتدوير الأزمات.
إن للدولة اليمنية التي يرأسها اليوم عبدربه منصور شرعية قوية تمتلك فرصة الوفاء بدور ” المخلص” بتشديد اللام, ومن شروط المخلص أن يتمثل دور رجل الدولة الذي لا يختار ما يناسبه ولا يوزع حبوب الأسبرين وإنما يكون حاميا للدستور والقانون بكل التفاصيل.
هذا إذا كانت عندنا الجدية والطموح.. ماذا وإلا فليس أمامي شخصيا إلا إعلان الإحباط الشامل واعتبار الخبر الأول في متابعاتي هو الخبر الذي يعلن أن عصير الخوخ المجفف يعد ملينا طبيعيا للوقاية من الإمساك..!!

قد يعجبك ايضا