في حضرة الرسول الأعظم.. صنعاء عاصمة اليمن الخضراء

خالد عبدالخالق النهاري

 

يوما بعد يوم تزداد العاصمة اليمنية صنعاء ألقاً وبهاءً استعداداً لاستقبال أغلى مناسبة دينية عظيمة المتمثلة بمولد سيد البشرية وخاتم الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، الذي بمولده أشرقت أنوار الأرض فرحا وابتهاجا بمقدمه، وها نحن بفضل من الله وإلهام القائد السيد -حفظه الله ورعاه- نستعيد ملامح هذه الفرحة الذي غيبت عنا لسنين طوال وكانت تمر مرور الكرام، لدرجة أننا نستذكر الاحتفال بعيد الأم والشجرة والعمال وغيرها من المناسبات التي لا تقاس بحجم وعظمة هذه المناسبة.

ها هي صنعاء اليوم بفضل من الله وحنكة قيادتنا الحكيمة تستعيد لهذه المناسبة القها لتتسيد كل المناسبات ولا تعلوها أو تضاهيها أي فعالية أخرى، ها هي صنعاء تكتسي رداءها الأخضر لتظهر في أحلى صورة بهية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من قبل وكل عام يزداد جمالها أكثر فأكثر ومثلها بقية محافظات اليمن لنحمل من خلالها أقوى وأعظم رسالة في التاريخ للعالم أجمع بأن هناك أمة يمنية مازالت تقوم بنفس ذلك الدور الايماني الرائد الخالد في سجل التأريخ كأنصار وقادة وفاتحين وهي رسالة تزعج معظم دول العالم المعادية للإسلام التي تسعى جاهدة لطمس تلك الهوية وتسخر في سبيل ذلك جل مقدراتها المادية والمعنوية وتعتبر تغييبها لهذا المشهد الروحاني هدفاً مهماً وحساساً في رحلة مشوار مخططها الرامي لهدم وطمس الهوية الإيمانية وهيهات لهم ذلك في بلد الإيمان والحكمة.

وبحسب المصادر الواردة، تشكل اليمن من خلال الصور الملتقطة لها فضائيا لوحة جمالية بديعة كنقطة ذات مساحة خضراء مميزة لفتت من خلالها أنظار المهتمين والمتابعين في دول العالم أجمع، وهي الغاية والهدف الذي نسعى من خلاله إلى تعريف العالم بعظمة ومكانة هذا النبي الكريم في نفوسنا، ولعلها أبلغ وأعم وأشمل من مئات المحاضرات والخطب واقوى حائط صد أمام مخططات طمس الهوية الايمانية التي يسعى من خلالها أعداء الإسلام لتشويه الرسالة الخالدة ويلصقون بها كيد مخططاتهم من تهم الإرهاب والتمييز العنصري …..الخ ولو علمت تلك الشعوب سماحة وعظمة رسالة خاتم الأنبياء لما ظلت تحت هذا القمع والتضليل الذي تعيش فيه ليصل بأبنائها إلى حد الانتحار والشذوذ والانتحار، ونحمد الله على فضله وكرمه ومنَّه أن فضلنا على كثير ممن خلق وجعلنا من أمة محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه في كل وقت وحين، وبهذه المناظر والمباهج الاحتفالية وما عكسته من إعجاب قد تكون لتلك المشاهد دلائل عظيمة في لفت أنظار الكثير من المتابعين والمهتمين في العديد من دول العالم، للتمعن في أسباب هذه المظاهر والتعرف أكثر فأكثر، وقد يتحقق بفضل الله ما لم نتوقعه نحن من نشر معرفي لثقافة الإسلام ونبي الرسالة والتعريف بهما بهذه المشاهد التي لا يحسب لها وقد تعمل بمدلولاتها وعفويتها على إبطال فاعلية الآلاف من المخططات التدميرية التي يروجون لها وتنعكس مردودة عليهم وذلك بفضل وتوفيق من الله، فلله الحمد والمنة على ذلك.

قبل الختام نحب أن نحث الجميع على إكمال وإتمام هذه الفرحة والبهجة بما يليق بها من مكانة وتعظيم، وقبل أن نزين مكاتب أعمالنا وحاراتنا وأفياء بيوتنا وسياراتنا بمختلف أنواع تلك المظاهر التي نشاهدها ونعيش أجواءها لحظة بلحظة، ينبغي علينا أن نكون بنفس القدر من المسؤولية تجاه هذه المناسبة العظيمة من خلال التحلي بأخلاقه وسيرته العطرة صلوات ربي وسلامه عليه قولا وعملا والتطبيق الفعلي في تعاملنا مع أبنائنا وأهلنا، لنغرس فيهم حب وعظمة هذا النبي الكريم.

ينبغي علينا كمسؤولين ورجال دولة الاستشعار لحجم وعظمة الأمانة الملقاة على عاتقنا والتحلي بأخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم في إدارته لشؤون الدولة، ينبغي علينا الترفع عن سفاسف الأمور التي تعكر صفو المناسبة من إتاوات ومتحصلات غير قانونية وتضييق الخناق على المعسرين وينبغي أن يكون شهر ربيع الأول شهر حرم بضم الحاء، لا جباية فيه ولا تنفيذ ولا حبس ولا فعل أي عمل ينغص صفو جو هذه المناسبة باستثناء ما يمس الجانب الأمني الذي ينبغي على القائمين عليه القيام بالدور المناط بهم دون مراعاة لهذه الجوانب.

ينبغي على المؤسسات والمصالح والجهات الحكومية والمحلات التجارية تمييز هذا الشهر بمزايا خاصة، تتمثل بمنح وتحديد نسب خصم من فواتير جميع الخدمات وأمام جميع المكلفين أو المستفيدين واقتصارها على أيام هذا الشهر، ليكون لهذه المناسبة صدى واسع وتمييز خاص وحقيقة معاشه وملموسة، تظل مغروسة في أذهان الجميع، وبمثل هذه الأعمال التي يكون لها الأثر البالغ في نفوس كل المستفيدين من تلك المزايا والخدمات وبهذا نكون جسدنا تلك التوجهات الحكيمة لقائد المسيرة القرآنية -حفظه الله ورعاه- قولا وعملا، لا أن تقتصر مظاهرنا على الاكتفاء بتعليق الزينة فحسب.

كل عام وحبنا وولاؤنا لله ورسوله وال بيته أكثر وأكثر كل عام وقيادتنا الحكيمة وشعبنا اليمني العظيم في شموخ وفي خير وعزة ونصر.

عطرو أفواهكم بالصلاة والسلام على رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آل بيته الأطهار في كل وقت وحين وكل عام وانتم بخير.

 

 

قد يعجبك ايضا