نعاهد الشعب اليمني بأن نكون على مستوى هذه التضحيات لشعبنا ولكل أحرار أمتنا والعالم ولن نتراجع
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل لـ” الثورة “:معركة البحر الأحمر تلونت بدماء أبناء اليمن نصرة للقضية الفلسطينية
القوات المسلحة اليمنية تخوض المرحلة الرابعة من هذه المواجهة وهي أكثر اقتداراً
أمريكا ليست وسيطاً نزيهاً وكما كانت منحازة في اتفاق أوسلو هي شريكة في العدوان على شعبنا
ثمن المجاهد الفلسطيني علي فيصل -عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين- في حديث خاص لـ: «الثورة» دور الشعب اليمني رغم العدوان عليه لثماني سنوات، إلا أنه كان خير نصير للقضية الفلسطينية، بحركته الشعبية المليونية وبتبرعاته، وأيضاً بشهدائه الذين سقطوا في صفوف الثورة الفلسطينية على امتداد نشأتها، وكذلك بضرباته العسكرية العظيمة في البحر الأحمر..
وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: إن المقاومة الفلسطينية في حالة صمود أسطوري منذ معركة طوفان الأقصى وحتى الآن، وهي تزداد صلابة وتجذراً في ضمير ووجدان الشعب الفلسطيني وشعوب أمتنا وأحرار العالم.
الثورة /أحمد السعيدي
وقال المجاهد الفلسطيني علي فيصل -عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الذي تحدث لـ: «الثورة» عن الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية:
«المقاومة في حالة صمود أسطوري منذ معركة طوفان الأقصى وحتى الآن، وهي تزداد صلابة وتجذراً في ضمير ووجدان الشعب الفلسطيني وشعوب أمتنا وأحرار العالم، وهي تخوض معركتها للشهر التاسع على التوالي وقد حققت إنجازات كبرى، ومنعت نتنياهو وحكومته من تطبيق مشروع الإبادة الجماعية والتنكيل للشعب الفلسطيني وللهوية والكيانات الوطنية، وواجهت بما لا يدع مجالاً للشك الحرب الاستئصالية التي يشنها تحالف الإرهاب بقيادة بن غفير وسموترتش ونتنياهو بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، المشروع الذي يستهدف الضفة الفلسطينية بمزيد من الاستيطان والقتل والقمع، تمهيداً لضمها وضم القدس إلى دولة إسرائيل الكبرى، وارتكاب عملية تطهير عرقي وتهجير وترانسفير بحق أهلنا في غزة نحو تهجيرهم إلى سيناء في محاولة لارتكاب مفاعيل نكبة ثانية جديدة، وهذا ما وقفت المقاومة سداً منيعاً أمامه، وهذا ما فرض تحدياً وجودياً على شعبنا الفلسطيني في مواجهة هذا العدوان، المقاومة اليوم أفشلت كل العملية العسكرية الصهيونية، وزادت من تآكل قدرة الردع، ولم تسمح بتهجير أهلنا في قطاع غزة، ولم تستطع إسرائيل أن تنقذ حياة الأسرى الإسرائيليين بقوة الحديد والنار، ولم تتمكن من تحقيق إنجاز ينفعها نحو تحويله إلى منصة لبناء نظام إقليمي، وإعادة رسم خارطة المنطقة كما كان يحلو لنتنياهو أن يقوله بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضاً مع المطبعين في منطقتنا، فلذلك نحن على ثقة بأن مقاومتنا مسنودة بجبهات المقاومة في اليمن وفي لبنان وفي سوريا وفي العراق وفي إيران وجبهة المساندة العالمية، وأيضاً جبهة المساندة في أمريكا اللاتينية، وبدعم من الصين وروسيا، ستسعى المقاومة بكل جهدها لإحباط مخططات العدو الأمريكي والإسرائيلي بإنشاء نظام إقليمي جديد يشكل مرتكزاً لإعادة بناء نظام عالمي جديد، برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، هذا الصمود هو الذي أسس وسيؤسس لنظام جديد في هذه المنطقة لصالح الشعب الفلسطيني ولصالح شعوب المنطقة، ولصالح قوى المقاومة، ولصالح الأحرار في هذا العالم، وستسهم أيضا في تشكل عالم جديد متعدد الأقطاب في مواجهة الهيمنة الأمريكية والأطلسية الغربية.
دور الشعب اليمني
وفيما يخص الدور اليمني تجاه القضية الفلسطينية أضاف المجاهد الفلسطيني علي فيصل: «نحن نشكر ونقدر عالياً دور الشعب اليمني برغم ما يتعرض له من حرب عدوانية دامت لأكثر من ثمان سنوات، إلا أنه كان خير نصير للقضية الفلسطينية بحركته الشعبية المليونية وبتبرعاته، وأيضاً بشهدائه الذين سقطوا في صفوف الثورة الفلسطينية على امتداد نشأتها، واليمن الآن تسطر ملحمة بطولية بالتصدي لوجود الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في البحر الأحمر، وهي التي سدت منافذ الملاحة البحرية الصهيونية والأمريكية ووجهت ضربات قاسية للقوة العسكرية الأمريكية والبريطانية دعماً لشعبنا الفلسطيني، ومن أجل فك الحصار ووقف العدوان، وهذه المعركة التي تدور في البحر الأحمر، والتي تلونت بدماء أبناء اليمن نصرة للقضية الفلسطينية، هي معركة جيواستراتيجية، وستسهم بشكل فعال في إعادة بناء معادلات جديدة على مستوى المنطقة، بل على مستوى العالم، لأنها تمسك بالممرات المائية الهامة سواء في البحر الأحمر أو باب المندب، أو حتى وصولاً لقناة السويس وميناء أم الرشراش، وبحر العرب والمحيط الأطلسي، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط، وهي قالت إنها تخوض الآن المرحلة الرابعة من هذه المواجهة، وهي أكثر اقتداراً وتصيب أهدافها بدقة، وهذا والدور للشعب اليمني وثورته وقواته المسلحة، وللإخوة في أنصار الله، يعتبر إسهاماً كبيراً في إحباط مخطط العدو الإسرائيلي، ودعماً حقيقياً وشراكة حقيقية للشعب الفلسطيني في إسقاط هذا العدوان، إلى جانب جبهات المقاومة الأخرى، ونحن نعاهد الشعب اليمني أن نكون على مستوى هذه التضحيات الجسام لشعبنا ولكل أحرار أمتنا والعالم، ولن نتراجع قيد أنملة إلا حينما ننهي هذا الاحتلال وننهي الاستيطان ونقيم الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وسنرفع علم اليمن، ويعلم كل أحرار أمتنا وأحرار العالم الذين وقفوا إلى جانبنا في قلب القدس عاصمة دولة فلسطين.
التحية للأحرار
ووجه المجاهد الفلسطيني علي فيصل التحية للشعب اليمني ولكل أحرار الأمة قائلاً:
«التحية لكم يا أبناء الشعب اليمني، التحية للثورة اليمنية ولأبطالها، التحية لكل حر على امتداد هذه المنطقة والعالم، وقف إلى جانب القضية الفلسطينية وسوف نحتفل وإياكم بالانتصار الكبير الذي تحقق في اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى ويتحقق اليوم في صمود غزة، ويتحقق على يد أبناء جبهات المقاومة على امتداد هذه المنطقة وعلى امتداد العالم، ونحن في هذا السياق أيضاً نسعى بكل قوتنا لأن نمنع كل المخطط الإسرائيلي والأمريكي الذي يقول: إنه سيحسم مصير الشعب الفلسطيني في اليوم الثاني لغزة، نحن نقول: إن اليوم الثاني لغزة هو اندحار الاحتلال واندحار الولايات المتحدة الأمريكية، ومصير غزة، ومصير الضفة، ومصير القدس، يقرره الشعب الفلسطيني وفصائل العمل المقاوم في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وبالسياسة تنتهج المقاومة والانتفاضة أسلوباً نضالياً كبيراً، وأيضاً ندعو إلى تعليق وسحب الاعتراف بدولة إسرائيل، وتوفير المناخ للاعتراف الدولي بدولة فلسطين كاملة العضوية واستكمال العمل من أجل محاكمة إسرائيل في محكمة العدل الدولية وفي محكمة الجنايات الدولية، وبالتالي الاندفاع في إطار نضال مستمر لوقف العدوان، وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة ومن الضفة الفلسطينية، وأيضاً فك الحصار وإدخال المواد الغذائية والتموينية وإعادة النازحين إلى بيوتهم ومنازلهم وقراهم في قطاع غزة، وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين، هذا هو طريق الحرية، ومهما حاول بايدن الآن أن يذر الرماد في العيون من أنه يريد وقفاً لإطلاق النار، ويتقدم بدعوة لمجلس الأمن لكي يثبت ذلك، فهو يريد أن يحاصر المقاومة ويبرزها بأنها هي التي لا تريد وقف إطلاق النار، وأن نتنياهو هو الذي يريد العدالة للإنسانية، وبالتالي هذا كلام مرفوض، مرفوض، المقاومة واضحة أنها تريد وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وانسحاباً شاملاً لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وأيضاً، فك الحصار بالكامل عن قطاع غزة ووقف الاستيطان ووقف القتل في الضفة الفلسطينية وإطلاق سراح المعتقلين، وبالتالي ضمانات مكتوبة وخطية من الوسطاء، وأمريكا ليست وسيطا نزيهاً، كما كانت منحازة وقت اتفاق أوسلو، فهي شريكة في العدوان على شعبنا الفلسطيني، ولذلك نحن سنواصل النضال من أجل محاكمة إسرائيل ومحاكمة أمريكا باعتبارهما دولتين ارتكبتا مجازر جماعية ومحارق بحق شعبنا، ودفعتا نحو الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، ولذلك ينبغي أن يدخل قادة إسرائيل إلى السجون وقادة الولايات المتحدة الأمريكية أعداء الإنسانية، وأعداء العدالة، وأعداء الديمقراطية في العالم.