-خلال الأسبوع الماضي، توالت الأخبار المتواترة، عن إعادة فتح عدد من الطرقات الرئيسية في المحافظات، بعد أن ظلت مغلقة لسنوات طويلة، وتحمّل المواطنون في كل ربوع اليمن، تبعات كارثية ومعاناة لا توصف، وتجرعوا صنوف الألم جراء ذلك الإغلاق، وقد تقطعت أوصال البلد إلى أجزاء، وصارت كانتونات مغلقة ومنكفئة على نفسها، بينما ظل الأعداء يراقبون ويتلذذون، بمعاناة الشعب اليمني.
-هذه الأنباء المتزامنة مع أجواء وروحانية عشر ذي الحجة، وأفراح عيد الأضحى المبارك، والتي كان لصنعاء فيها فضل السبق والمبادرة، حملت معها بشائر الانفراج، وأحيت الآمال العريضة في نفوس اليمنيين، وأثبتت حقيقة ان أبناء هذه البلاد، قادرون على تجاوز جراحاتهم ولملمة صفوفهم وحل مشاكلهم، بعيدا عن المتدخل الخارجي ووصاية وتوصيات الأوصياء والأدعياء، وهي الحقيقة التي حاول ويحاول الأعداء، تغييبها عن العقول والنفوس.
-جسّد اليمنيون عبر التاريخ قديمه وحديثه، البيت الشعري الجميل للشاعر العربي البحتري، الذي يقول فيه:
إذا احتربت يوما فسالت دماؤها تذكّرت القربى ففاضت دموعها
واليوم مطالبون – وأكثر من أي وقت – بنسيان كل ويلات وآهات وأحزان وخلافات الماضي والانتصار لآمال وتطلعات هذا الشعب العظيم الذي يستحق الكثير والكثير من قياداته وممثليه، وعليهم جميعا أن يقطعوا الطريق على العدو وحبائله ومؤامراته التي لا تعرف حدودا.
-خلال الساعات الأولى من فتح طريق الحوبان صباح يوم الخميس الماضي – وبعد أن استكملت وزارة النقل وهيئة تنظيم شؤون النقل البري في صنعاء تجهيز وتهيئة طريق (الحوبان – جولة القصر – الكمب) بمدينة تعز – عمت مشاعر الفرحة نفوس المواطنين وانطلقت الابتهاجات الجماهيرية بصورة عفوية في مشهد عكس تعطّش أبناء شعبنا للحظات من السعادة والفرح بعد سنين المعاناة والوجع.
-المواطنون في كل المحافظات، وليس في تعز وحدها، عاشوا لحظات رائعة، وهم يتابعون وصول السيارات والمركبات عبر هذا الطريق، وحتما كان الشعور كذلك في نفوس المواطنين بمناطق الطرقات، التي تم إعادة فتحها، واستبشر الجميع بانفراجة وشيكة على الصعيد الوطني، بعيدا عن المؤثرات والتدخلات الخارجية التي يزعجها كثيرا، مثل هذا التقارب اليمني اليمني.
-مبادرة صنعاء بفتح الطرقات، والتي بدأت بفتح طريق الحوبان بتعز كانت انتصارا إنسانيا وأخلاقيا وسياسيا، وكان لها الصدى الإيجابي على المستوى الشعبي والوطني، وبقي أن تبدي جميع الأطراف النوايا الحسنة وتغليب مصالح الناس على ما سواها ليتحقق هدف إعادة جميع الطرقات إلى سابق عهدها، وأخص بالذكر هنا طريق الجراحي – حيس بمحافظة الحديدة، الذي صار مثل كابوس جاثم على صدور الملايين من الناس هناك، وغيره من الطرق الحيوية، ليتنفس اليمنيون الصعداء، ويستبشرون بتحقيق المزيد من الخطوات الواضحة والملموسة، على طريق الوفاق والتصالح وإعادة اللحمة والاصطفاف جميعا في خندق الوطن، الذي بات معلوما للجميع حجم ما يحدق به من مؤامرات ومخططات هي أكبر بكثير من مجرد تباينات واختلافات، بين فرقاء السياسة في البلد الواحد، كما يحاول العدو أن يظهره.. فهل يفعلها اليمنيون وينتصرون لأنفسهم ووطنهم وأمتهم بعيدا عن أي تدخلات وشروط وإملاءات خارجية؟ الأمل كبير، وما ذلك على الله بعزيز، وكل عام واليمن وشعبه، بخير واستقرار ووئام.