وكيل الزراعة: نعمل مع الشركاء على استيعاب المواد الخام الزراعية في الصناعات الغذائية
في مهرجانها الأول فاكهة المانجو اليمنية تدخل بورصة التنافس الاستثماري والتصنيعي
وكيل الصناعة: تصنيع العصائر سيحقق ميزة إضافية لمنتج العصائر المحلية ويفتح الآفاق لأسواق خارجية
تجار المانجو: زيادة العرض في السوق المحلي ومعوقات عملية التصدير تسببا في تدني أسعار المانجو
مزارعو المانجو: نبارك ما تقوم به أجهزة الدولة المعنية من التدخل العاجل لدعم المزارع وحمايته
بهدف الترويج لفاكهة المانجو وتحسين طرق تسويقها، وفتح أسواق خارجية جديدة، وتصديرها للأسواق العالمية، أعلنت اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري ووحدة تمويل المشاريع الزراعية والسمكية بأمانة العاصمة عن العزم في إقامة المهرجان الوطني الأول للمانجو، يوم الأحد المقبل في حديقة السبعين.
المهرجان، الذي يستمر خمسة أيام ابتداء من الأحد القادم، يهدف إلى الترويج والتسويق لفاكهة المانجو التي تعتبر ثمارها من أفضل وأجود أنواع المانجو في العالم.
كما يعد المهرجان فرصة للترويج في مجال الاستثمار الزراعي في مجال تخزين الثمار، وإيجاد برادات كبيرة ذات سعات تخزينية عالية، تكفل حفظ ثمار المانجو وتوفيرها على مدار العام لتغطية الاحتياج من العصائر والوصول إلى مرحلة الاكتفاء والتقليل من فاتورة الاستيراد وإيجاد وكلاء تبريد وتسويق في كل محافظة للإسهام في إطالة فترة توفير المانجو في السوق من شأنه الإسهام في ضمان استقرار أسعار المنتج في السوق بحيث لا يتضرر المزارع ولا الاقتصاد.. العمل على فتح أسواق خارجية، وتشجيع إقامة مصانع ومنشآت لإنتاج لب المانجو محليا ووقف استيراد لب المانجو والعصائر من الخارج والذي يكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة.
“الثورة”، تابعت التجهيزات للمهرجان المزمع إقامته بميدان السبعين بأمانة العاصمة.. تواصلت بعدد من المسؤولين القائمين على التجهيزات وتجار ومزارعي المانجو، واطلعت على نتائج الخبراء والمختصين الزراعيين، وخرجت بهذه الحصيلة:
الثورة / يحيى الربيعي
في البداية، أوضح وكيل وزارة الزراعة لقطاع الخدمات الزراعية ضيف الله شملان أن الوزارة بالتعاون مع شركاء التنمية يعملون على استيعاب المواد الخام الزراعية في الصناعات الغذائية، ومنها ثمار المانجو، حيث بدأت أولى الخطوات من خلال مجمع باجل للصناعات الغذائية، الذي سيعمل على تزويد مصانع العصائر بلب المانجو لإحلاله بديلاً عن المواد الخام المستوردة.
ويشاطره وكيل وزارة الصناعة والتجارة لقطاع التجارة الداخلية محمد قطران، التأكيد بالقول: إن ثمار المانجو المحلي من أفضل وأجود أنواع المانجو في العالم وأن إدخالها في تصنيع العصائر سيحقق ميزة إضافية لمنتج العصائر المحلية التي، بإذن الله، ستحقق الاكتفاء الذاتي للسوق المحلية وتفتح الأبواب نحو الأسواق في المنطقة.
كما أشار وكيل وزارة الصناعة والتجارة إلى أن الوزارة بدأت العمل على استخدام محصول الطماطم المحلي في عملية صناعة الصلصة بدلا من الخام المستورد، في إطار خطة واسعة لتحويل كافة الصناعات الغذائية نحو استخدام مدخلات الإنتاج الزراعية المحلية في عملية التصنيع.
رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان، نائب مدير عام التسويق والتجارة الزراعية، المهندس علي هارب، من جهته، أوضح أن المهرجان سيحظى بمشاركة واسعة من قبل المنتجين المحليين، والجمعيات الزراعية، ومصدري المنتجات الزراعية من تجار ومسوقين ووكلاء، والأسر المنتجة، ومعامل الصناعات الغذائية، والجهات الرسمية ذات العلاقة.
وأفاد بأن المهرجان يتضمن فعاليات ثقافية وعروضاً مسرحية، ومسابقات للرسم والفنون في مجال التسويق والترويج للمنتجات المحلية، بالإضافة إلى جناح للإرشاد الزراعي، ويتضمن عددا من الندوات وحلقات النقاش وأوراق عمل حول محصول المانجو وأهميته الاقتصادية، وطرق الترويج والتسويق الحديثة.
واجب وطني
أما مدير الإعلام والإرشاد الزراعي المهندس يوسف صبرة، قال: إن محصول المانجو هذا العام لا مثيل له من حيث وفرة الإنتاج وجودة الثمار، معتبرا أن كمية العرض من ثمار المانجو في الأسواق وأسعارها المنخفضة فرصة لأصحاب المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة في الصناعات التحويلية.
ودعا صبرة رجال الأعمال والمستثمرين إلى التوجه نحو الاستثمار في الجانب الزراعي كونه بيئة اقتصادية واعدة في هذه المرحلة التي تم خلالها التخلص من الوصاية الخارجية في ظل القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وتوجهاتهما نحو تحقيق التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي.
ونوه بأن المرشد الزراعي يسهم في إيصال المعلومات والإرشادات الزراعية بطريقة سريعة وسهلة للمزارعين، إلى جانب تمكينهم من الاستفادة من البرامج الإرشادية الإذاعية والتلفزيونية والبرامج الميدانية التي سيتم تنفيذها عبر فريق الإرشاد الزراعي في فروع الهيئة ومكاتب الزراعة بالمديريات، والتي من شأنه أن تسهم في تعزيز دور الإرشاد والتوعية بمختلف المعاملات الزراعية والتسويقية المتعلقة بالمانجو، والتركيز على طريقة القطف والتعبئة، فضلا عن تنفيذ مدارس حقلية وجلسات توعوية حول ثمار المانجو كونها تختلف عن المحاصيل الأخرى.
تقليل الفاتورة
وفي السياق، أوضح مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة والري المهندس وجيه المتوكل، أن إدخال صنف التيمور إلى البلاد وهو من أفضل وأجود أنواع المانجو اليمني، ونتيجة لأن أسعار ثماره قبل سنتين إلى ثلاث سنوات مرتفعة حيث وصل سعر الكيلو جرام، إلى ألفي ريال، ما دفع المزارعين إلى تطعيم أشجار المانجو في مزارعهم سواء من أصناف السوداني والبركاني وقلب الثور وغيرها بصنف التيمور، وأدى ذلك إلى زيادة الإنتاج من ثمار التيمور بكميات كبيرة ما تسبب في تكدس كميات الإنتاج من هذا الصنف وتراجعت قيمته الشرائية ووصولها إلى أدنى مستوى لها بمعدل ثلاثة كيلو بألف ريال.
ولفت مدير عام الإنتاج النباتي إلى دور وزارة الزراعة في تنظيم عملية الإنتاج والتسويق للمحاصيل والمنتجات الزراعية والاستفادة منها في مجال الأمن الغذائي، وتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج.
مؤكدا أن المهرجان فرصة للترويج في مجال الاستثمار الزراعي والعمل على فتح أسواق خارجية، وتشجيع إقامة مصانع ومنشآت لإنتاج لب المانجو محليا ووقف استيراد لب المانجو والعصائر من الخارج والذي يكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة.
فاجعة تدني الأسعار
مزارعو المانجو في وادي مور بمديرية الزهرة- محافظة الحديدة، لم يتوقعوا أن تتبدد أحلامهم وتتوقف طموحاتهم عن تنفيذ مشاريعهم التي خططوا لها منذ بداية الموسم خاصة وأن مزارعهم تعج بأشجار المانجو المثمرة بشكل غير مسبوق، لكن الواقع فاجأهم بسعر السلة من أصناف (قلب الثور، والتيمور) يتراوح ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف ريال.
وأفادوا بأن ذلك تسبب لهم في حدوث انتكاسة إذ اضطرهم للبيع بالأسعار تحت ضغط الوقت، إذ لا يمتلك أحدهم أي خيار يستطيع من خلاله التحكم بسعر محصوله السنوي من الفواكه، فيجبر، بدافع الخوف من تلف الفواكه، على البيع بأسعار متدنية.
المعاناة هي نفسها يعبر عنها مزارعو مانجو في محافظة الجوف، وفي حجة، بالقول: أنفقنا مبالغ كبيرة في خدمة الأشجار منذ بداية الإزهار وحتى الوصول إلى إنتاج أجود ثمار المانجو وبكميات وفيرة آملا الحصول على أرباح مجزية، أسوة بالأعوام الأخيرة الماضية التي كان يحصل خلالها على أرباح وعائدات تغطي نفقات تكاليف مدخلات الإنتاج ومصاريفه لمدة عام. فكانت فجيعتنا في هبوط الأسعار بشكل مخيف وغير متوقع.
لكن، الجميع، أكدوا أنهم لم يفقدوا الأمل في الحصول على ما يغطي نفقات الإنتاج رغم تدني أسعار ثمار المانجو هذا العام إلى مستوى لم تشهده مبيعاتها في أي من السنوات الماضية.. مباركين ما تقوم به أجهزة الدولة المعنية من التدخل العاجل بعمل معالجات لدعم المزارع وحمايته من هذه الخسائر الكبيرة في المبيعات.
تجار المانجو، من جهتهم، أرجعوا سبب تدني أسعار ثمار المانجو إلى زيادة العرض في السوق المحلي بسبب المعوقات التي تواجه عملية التصدير وعدم وجود أسواق خارجية لاستيعاب الكميات المنتجة، مشيرين إلى أن غياب السياسات الزراعية عوامل أثرت على مبيعات هذا العدد من المنتجات الزراعية المحلية ومنها فاكهة المانجو، حيث يتجه المزارعون في موسم واحد إلى إنتاج ثمار لأفضل وأجود الأصناف مثل التيمور ما يجعل الثمار تتكدس في الأسواق في الموعد نفسه وتصاب بالبورة “كثرة المعروض” مع قلة الطلب عليها من قبل المستهلكين فتصل الأسعار إلى أدنى مستوى لها.
مؤكدين أن ثمار المانجو من أفضل وأجود أنواع المانجو محليا وعربيا، كما أنها تنافس وبقوة نظيراتها من ثمار المانجو الهندي والمصري وعدد من الدول المنتجة لهذا المحصول. وأن السوق المحلي، ولله الحمد يعج بكميات كبيرة من الإنتاج المحلي عالي الجودة، الأمر الذي خفض كثيرا من قيمته، آملا أن تسعى الجهات المعنية في الدولة والقطاع الخاص إلى التعجيل في وضع سياسات تسويقية تكفل استيعاب المنتجات المحلية، مؤكدا أن ضمان استمرار المزارعين في الزراعة يتوقف على استدامة العائد المجزي.
كساد المانجو
باحثون من محطة البحوث والإرشاد الزراعي في تهامة قالوا: إن المانجو في تهامة من أفضل أنواع الثمار وتشتهر تهامة بإنتاجيتها وجودة ثمارها، وأصناف المانجو المزروعة هناك تمت دراستها في البحوث الزراعية ولم يخرج أي صنف إلا بعد خضوعه للاختبارات الفنية منذ البذرة وحتى عمر 12 عاما للشجرة، حيث يتم أخذ بيانات عنها وعن الآفات والحشرات والأمراض التي تصيبها.
وبحسب خبراء أكاديميين فإن العام الذي تكون الأمطار فيه غزيرة، يزيد المعروض في السوق، فينخفض السعر، على عكس السنة التي يقل فيها المعروض، فيزداد سعر المانجو، كما أن موجة الحر الشديد التي تشهدها مناطق زراعة المانجو باعتبارها ثمرة صيفية كانت أحد عوامل تعجيل نضج الثمار، وصولًا إلى طور النضج الاستهلاكي، حيث قام المزارعون بقطف الثمار في وقت واحد، مما أدى إلى زيادة المعروض.
كما أن الإنضاج الصناعي للثمار أدى إلى ضغط الموسم وزيادة العرض من أصناف المانجو المختلفة في وقت واحد، وعدم التنوع في الأصناف المزروعة والاقتصار على صنفين أو ثلاثة “قلب الثور والسمكة والتيمور”، أدى إلى تكدس الثمار في الأسواق وبالتالي انخفاض أسعارها إلى مستوى قياسي.
وأشار الخبراء إلى أن تراجع التصدير للدول المجاورة بسبب استمرار العدوان والحصار أدى إلى إغراق الأسواق بالمانجو، وانخفاض سعره، فضلا عن عدم وجود مصانع متخصصة لصناعة لب المانجو أو المانجو المركز الطبيعي بدلًا عن استيراده من الخارج.
التوسع الكبير
ومن واقع بيانات كتاب الإحصاء الزراعي، يتضح أن تسعينيات القرن الماضي، شكلت بداية زراعة المانجو، والتي بدت في حينها، استثمارات مجدية ومربحة، وتوجه الكثير من المزارعين والمستثمرين إلى زراعة هذا المحصول حتى وصل عدد المزارع في تهامة فقط إلى 350 مزرعة مانجو في عام 2003م، وشهدت زراعة المانجو توسعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة في مختلف مناطق السهل التهامي، والتي شملت مزارع الاستثمار والقطاع الخاص والدولة والمزارعين.
كما أوضحت بيانات كتاب الإحصاء الزراعي أن إنتاجية اليمن من فاكهة المانجو بلغت 402 ألف طن تقريبا من مساحة تقدر بأكثر من 26 ألف هكتار خلال العام 2021م، ارتفاعاً من 291 ألف طن من مساحة قدرها 23 ألف هكتار خلال العام 2018م .
وبحسب البيانات فإن محافظة حجة تصدرت قائمة المحافظات إنتاجاً للمانجو في العام 2021م بإنتاجية 202 ألف طن تقريبا من مساحة مزروعة قدرها 13 ألف هكتار، تلتها محافظة الحديدة بإنتاجية قدرها 167 ألف طن من مساحة تقارب 11 ألف هكتار.