الثورة / وكالات
تسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة باستشهاد أكثر من 34 ألف فلسطيني وخلّفت مستويات كارثية من الجوع والإصابات، كما ألحقت دمارا ماديا هائلا في القطاع تجاوز حجم الدمار الذي تعرضت له مدينة درسدن الألمانية التي قصفتها قوات الحلفاء عام 1945 خلال الحرب العالمية الثانية بحسب تقرير أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
ففي دراسة عسكرية أمريكية تعود إلى العام 1954، أوردتها “فايننشال تايمز” فإن القصف أواخر الحرب العالمية الثانية ألحق أضرارا بـ59%من مباني درسدن.
وأواخر أبريل الماضي، قال مدير برنامج إزالة الألغام في الأراضي الفلسطينية مونغو بيرش إن كمية الركام الذي ينبغي إزالته في غزة يتجاوز الركام الذي خلفه الغزو الروسي لأوكرانيا خلال أكثر من عامين.
وقال كوري شير من جامعة مدينة نيويورك الذي أجرى أبحاثا في صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة لغزة إن “معدل الأضرار التي تم تسجيلها لا يشبه أي شيء قمنا بدراسته من قبل. إنه أسرع بكثير وأوسع نطاقا من أي أمر سبق وقمنا بمسحه”.
وفي وقت دخلت فيه دبابات الاحتلال إلى منطقة رفح، آخر بؤرة سكانية في غزة لم تدخلها بعد قواتها البرية، تلقي وكالة الصحافة الفرنسية نظرة على مشاهد الدمار في المنطقة بعد 7 شهور على اندلاع الحرب .
تدمير 75 % من مدينة غزة
تعد غزة من المناطق ذات الكثافة السكانية الأكبر في العالم حيث كان 2.3 مليون شخص يعيشون في القطاع البالغة مساحته 365 كيلومترا مربّعا قبل الحرب.
ووفق التحليلات عبر الأقمار الاصطناعية التي أجراها كل من شير، ويامون فان دين هويك، أستاذ الجغرافيا المساعد لدى جامعة ولاية أوريغون، فإن 56.9% من مباني غزة تضررت أو دُمّرت حتى 21 أبريل الماضي، لتصل إلى 160 ألف مبنى.
وقال شير لوكالة الصحافة الفرنسية إن “أسرع معدلات الدمار كانت في أول شهرين إلى 3 من القصف”. وفي مدينة غزة التي كانت تعد 600 ألف نسمة قبل الحرب، فإن الوضع غاية في الخطورة إذ تضررت أو دُمرّت 75% من مبانيها تقريبا.
المستشفيات ركام
هاجمت “إسرائيل” مستشفيات غزة بشكل متكرر، وخلال الأسابيع الستة الأولى من الحرب أصبح 60 % من المنشآت الصحية بين مدمر أو متضرر.
استُهدف مجمع الشفاء الطبي أكبر مستشفى في القطاع في مدينة غزة بهجومين شنهما الجيش الإسرائيلي كان الأول في نوفمبر والثاني في مارس.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن العملية الثانية حوّلت المستشفى إلى “هيكل فارغ” تناثرت فيه الأشلاء البشرية.
ووفق أرقام جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية من مشروع “أوبن ستريت ماب”، ووزارة الصحة في قطاع غزة، ومركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة دُمّرت 5 مستشفيات بالكامل، وما زال أقل من مستشفى من بين 3 (أي 28%) تعمل بشكل جزئي، بحسب الأمم المتحدة.
خراب المدارس والمساجد
دفعت مدارس القطاع التي تدير الأمم المتحدة الجزء الأكبر منها، ولجأ إليها العديد من المدنيين هربا من القتال، ثمنا باهظا أيضا.
وأحصت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) 408 مدارس لحقت بها الأضرار، أي ما يعادل 72.5 % على الأقل من هذه المنشآت التعليمية التي تشير بياناتها إلى أن عددها 563.
ومن بين هذه المنشآت، دُمّرت مباني 53 مدرسة بالكامل وتضرر 274 مبنى آخر جراء النيران المباشرة.
وتفيد تقديرات الأمم المتحدة أن ثلثي المدارس ستحتاج إلى عمليات إعادة إعمار كاملة أو رئيسية لتعود إلى الخدمة. وفيما يتعلّق بأماكن العبادة، تظهر البيانات أن 61.5 % من المساجد تضررت أو دُمّرت.
40 مليارا لإعادة الإعمار
قدّرت الأمم المتحدة بأنه حتى مطلع مايو/أيار الحالي ستكلف إعادة الإعمار ما بين 30 و40 مليار دولار جراء الحرب في غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي.