أعضاء في مجلس الشورى وسياسيون لـ”الثورة”: الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية والأوروبية قوة ضاغطة لوقف العدوان على غزة

 

من المعيب ألا نجد لهذا الحراك الطلابيّ مثيلًا في بلداننا العربية والإسلامية
الأنظمة (الأعرابية) ترجمت مواقفها بالهرولة نحو التطبيع لحماية إسرائيل

أوضح عدد من أعضاء مجلس الشورى وسياسيون أن العالم اليوم يشهد حراكًا طلابيًّا متزايدًا في الجامعات الأمريكية، والبريطانية، والفرنسية، والأوروبية حاملين راية فلسطين وينشدون العدالة والسلام لأهلنا في غزة وإقامة الدولة الفلسطينية، ومحاسبة الصهاينة، ووقف تعامل جامعاتهم مع هذا الكيان. مبيّنين أن هذه التظاهرات الطلابية العالمية تعكس تضامن شباب العالم مع الشعب الفلسطيني، وتدعو إلى وقف فوري للعنف والإبادة التي يقوم بها الصهاينة في غزة والتصعيد القمعي في الضفة الغربية والقدس، موضحين أنه ومن المخجل أن يحدث هذا الحراك الطلابيّ دون أن نجد له مثيلًا في بلداننا العربية والإسلامية بل إن بعض الأنظمة الأعرابية أخذت تهرول نحو التطبيع مع المطبعين المنبطحين ليشكّلوا تحالفًا لحماية إسرائيل.
استطلاع/ أسماء البزاز

يقول عضو مجلس الشورى عبدالرحمن المختار: اعتادت القوى الاستعمارية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية على الاستمتاع بمناظر الاحتجاجات الشعبية وما ينتج عنها من إسقاط لأنظمة ديكتاتورية البستها الأنظمة الغربية لباس الديمقراطية. وقد اتخذت هذه الأنظمة من دول العالم الثالث ومنها الدول العربية حقل تجارب تختبر فيها أثار ترويجها الزائف لحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفولة وكانت تقيم تصرفات الدول على هذا الأساس وإذا ما رغبت أن تتدخل في شؤون دولة ما اتخذت من انتهاكها لحقوق الأنسان ذريعة لهذا التدخل.
وأضاف المختار: ولأهمية التحرك الطلابي في الجامعات الأمريكية وغيرها من الجامعات في الدول الغربية فالمؤكد أن لهذا التحرك أثره الضاغط على الأنظمة الغربية، فالطلاب يشكلون مكوناً مهم من مكونات الرأي العام والأنظمة الغربية تعمل للرأي العام ألف حساب لإدراكها بان الرأي العام شديد الحساسية تجاه تصرفات الحكام ويعد تغير المزاج الشعبي نذير إعصار من شانه أن يسقط من يسيء التصرف من الحكام.

العدالة الاجتماعية والسياسية
من جهته يقول الدكتور والكاتب الصحفي أحمد حسين الأشول عضو مجلس الشورى: أنه وفي ظل استمرار العدوان الصهيوني والإبادة الدموية الجماعية التي تعصف بقطاع غزة، يصعد الطلاب في جامعات العالم بصوت واحد، يعبرون فيه عن رفضهم القاطع للإبادة والاحتلال و يعم الاحتجاج على القتل الجماعي والتهجير القسري الذي يعانيه الفلسطينيون في غزة، ويشهد العالم حراكًا طلابيًّا متزايدًا فى الجامعات الأمريكية، والبريطانية، و الفرنسية، والأوروبية وغيرها، حاملين راية فلسطين وينشدون العدالة والسلام لأهلنا في غزة وإقامة الدولة الفلسطينية، ومحاسبة الصهاينة، ووقف تعامل جامعاتهم مع هذا الكيان اللعين .
وقال الأشول: تعكس التظاهرات الطلابية العالمية تضامن شباب العالم مع الشعب الفلسطيني، وتدعو إلى وقف فوري للعنف والإبادة التي يقوم بها الصهاينة في غزة والتصعيد القمعي في الضفة الغربية والقدس والقتل اليومي هناك .كما وترفض هذه التظاهرات القسوة الفظيعة التي يتعرض لها المدنيون، خاصة الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر والنساء والشيوخ .
وتابع: نجد المعتصمين في هذه الجامعات ينادون بإيقاف الدعم الدولي للحكومة الصهيونية ويطالبون بفرض عقوبات دولية صارمة ضد انتهاكات حقوق الإنسان بما لا سابق ولا مثيل له عبر مختلف الحقب البشرية . كما يطالبون بفتح قنوات الحوار والتفاوض لإحلال السلام وإنهاء الاحتلال الجاثم منذ سبعة عقود ونصف .
مبيناً أن هذا الحراك الطلابي العالمي يبرز قوة الشباب في تغيير الواقع وتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية ومع تصاعد صوتهم، فمن المحتمل إذا استمرّ على زخمه أن يستجاب لمطالبهم بوقف العدوان والإبادة وإحلال السلام بوضع حد لوحشية الكيان الصهيوني ومحاسبته على جرائمه البربرية.
وأضاف الاشول: أنه ومن المخجل حقًّا أن يحدث هذا الحراك الطلابيّ العالمي المحمود، دون أن نجد له مثيلًا في بلداننا العربية والإسلامية بل إن بعض الأنظمة الأعرابية أخذت تهرول نحو التطبيع مع المطبعين المنبطحين؛ ليشكلوا تحالفًا لحماية بني صهيون، وفى مقدمة هؤلاء النظام السعودي.

ثورة الطلاب وقلب المعادلة:
من ناحيته يقول المحامي والناشط الحقوقي حميد الحجيلي: تظهر هذه الثورة الطلابية في الجامعات الأمريكية التضامن مع غزة بأنه أكثر من مجرد تعبير عن الدعم السياسي بل هو تعبير عن الانتماء لحقوق الإنسان ويساهم هذا الحراك في تحفيز الحوار لتعلم باقي الطلاب المزيد عن القضية الفلسطينية، والصراع في الشرق الأوسط وإعادة تشكيل الرأي العام .
وبيّن الحجيلي أن هذا الحراك مع مظلومية غزه يشبه الحراك الذي حصل خلال فترة الحرب الباردة وحرب فيتنام حينما انضم الطلاب إلى حركة السلم الطلابي، والتي كانت تنادي بانسحاب الولايات المتحدة من الحرب وتحقيق السلام العالمي. وساهمت في تشكيل الرأي العام ضد الحرب
وتابع: كما أن هذه الانتفاضة الطلابية هي بريق ضوء يعتبر تاريخ الحراك الطلابي شاهدا على قدرة الشباب على التأثير والتغيير، وتتجلى أهمية هذا الحراك في إبراز الوعي العالمي بالإبادة الممنهجة التي يتعرض لها قطاع غزة، ويعكس التأكيد على الحاجة إلى حل سياسي دائم لإنهاء سياسات الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني المستمرة منذ النكبة وحتى يومنا هذا، ومع تزايد الوعي والتضامن مع القضية الفلسطينية وتبنى مواقف أكثر توازناً ووعياً تجاه ما يحدث في غزة، يمكن أن يلعب الطلاب دورا أساسيا في دعم الجهود المبذولة نحو وقف دائم للحرب.
وأوضح أن هذا يدل على أن الحراك الطلابي لا يزال يشكل قوة مهمة في المجتمعات، ويستمر في تحقيق النجاحات والتغييرات في الساحة السياسية، فإذا تمكنت الحركات الطلابية من التعاون والتنظيم، وتمكنت من جذب الدعم، والسعي وتحفيز المشاركة، فإنها ستظل قادرة على تحقيق تأثير كبير في تغيير القضايا السياسية والاجتماعية.

معيب ومخجل:
وأما فضيلة العلامة الحسين بن احمد السراجي فيقول من جهته: أنه من المعيب والغريب الحديث عن تحرك الطلاب في الجامعات الأمريكية والفرنسية والأوروبية من أجل غزة بينما لا يوجد تحرك في الجامعات العربية والإسلامية هل غزة محل اهتمام عموم المسلمين .
وتابع: صمتت وتماهت ما يسمى بجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي واكتفوا بالبيانات ولم تتحرك لديهم مشاعر الإنسانية التي تحركت لدى الطلاب الأمريكيين
وقال السراجي: الأمر غريب ويحكي العقم الذي وصل إليه المسلمون كما يحكي حالة التردي نحو الصهيونية الذي آل إليه حال الشعوب مع أنظمتها في خنوع وضعف وهوان وانكسار وذلة لم يسبق لها مثيل في التأريخ !! ارتضوا الذلة والخزي والهوان فأضلهم الله سبحانه وفتنهم ﴿ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ المائدة 41 .
وأضاف: اليوم يتحرك طلاب الجامعات الأمريكية والفرنسية المسيحيين واليهود والمسلمون والهندوس في احتجاجات كبرى تضامناً ضد الإبادة الصهيوأمريكية في غزة . احتجاجات قوية هزت الحكومات الغربية وفي مقدمتها الأمريكية والحكومة الإسرائيلية وهسترت بقادتها .
وتابع: الاحتجاجات تزداد وتيرتها وتتسع رقعتها ومراكز صناعة القرار تعيش حالة من القلق والهسترة وستحكي الأيام القادمة المزيد من التحرك والانتشار الذي يؤتي أكله، فذلك مكر الله والله خير الماكرين وهذا المكر لم يتوقعه أو يستوعبه أذلة العرب، لكنه وعد الله والله على كل شيء قدير .

أفيقوا يا عرب
فيما تقول الكاتبة الصحفية وفاء الكبسي: كالنار في الهشيم تسري الاحتجاجات والاعتصامات الطلابية المتضامنة مع غزة من جامعة كولومبيا بنيويورك، لتجتاح مئات الجامعات الأمريكية والأوروبية، فهذا الحراك الكبير جاء بعد سبات عميق للعالم وتماهي كبير مع الاحتلال الصهيوني لفلسطين واعماله الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية التي تُندي جبين الإنسانية، والمثير للاهتمام هو تحول المجتمع الأمريكي المؤيد للعدو الإسرائيلي ليصبح من أشد المعارضين لها.
وتابعت الكبسي: سقطت ورقة التوت وكشفت سوءة الكيان الصهيوني المغتصب وكشفت حقيقة هذا الكيان بانه مجرد كيان مجرم يقوم بحروب إبادة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل المدافع عن حقه في الأرض والحياة، وبات العالم يدرك بحقيقتهم بأنهم مجرمو حرب وأعداء للإنسانية، كما أن ممارسات قمع الحريات وحق التعبير والاعتقالات المتظاهرين كشف حقيقة سياسة أمريكا وأظهرت وجهها القبيح للعالم.
وقالت: وأمام هذا المشهد الاستثنائي من الحراك الطلابي الكبير في الجامعات الأمريكية والأوروبية، دعمًا لغزة وتنديدًا بجرائم الاحتلال، رغم التنكيل والتضييق الذي قد يكلف المتظاهرين مستقبلهم الجامعي وربما حريتهم كذلك، يبقى السؤال الأكثر حرجًا: ماذا عن الجامعات العربية. آما آن الآوان للتحرك نصرة لغزة. أليس العرب أولى بقضيتهم الأولى المركزية فلسطين؟
وختمت حديثها قائلة: أفيقوا يا عرب واخجلوا فالمشهد اليوم بأت أكثر مكاشفة للتمييز بين الغث والسمين، بين متشدقي حقوق الإنسانية والحريات، وداعمي القضية الفلسطينية والمتاجرين بها.

قد يعجبك ايضا