يستعد التجار في الجزائر لاستيراد البضائع وتعبئة كل المتطلبات في محلاتهم وتوفير احتياجات المستهلك الجزائري من التمور والحبوب والأغذية والحليب والألبان والزيوت والفواكه واللحوم والأسماك والدواجن والبهارات والحلويات والجيلي والكريم كرمل وغيرها مما تحتاجه وتزخر به المائدة الجزائرية.
ويستقبل الشعب الجزائري شهر رمضان المبارك في المدن والبوادي، بفرحة غامرة وسعادة لا توصف كبقية الشعوب العربية والإسلامية التي تزخر بالعادات والتقاليد والطقوس الدينية والتاريخية والتفنن في عمل أصناف الطعام والحلويات لاسيما في الشهر المبارك الذي يُعد فرصة للتقرب إلى الله تعالى بالصوم والصلاة والعبادة وتلاوة القرآن الكريم والأناشيد وجلسات الود والصفاء بين الأهل والأقارب والجيران.
وقبل ذلك يسارع المختصون في وزارة الشؤون الدينية إلى ترميم وتنظيف وغسل فرش المساجد لتعكس مدى الاهتمام الكبير وحرص الشعب الجزائري المسلم على العناية الكبيرة ببيوت الله ونظافتها لأداء الصوات الخمس وصلاة التراويح والتهجد والدروس الفقهية.
وخلال الشهر السابق أفتتح الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون أكبر مسجد في العاصمة الجزائرية وعلى مستوى العالم ببنائه الجميل وروحانيته العجيبة وزخارفه الباهرة وصالات وحماماته وحدائقه الجميلة وغيرها والذي يُعد مفخرة للجزائريين وكل عربي ومسلم.
وفي شهر رمضان المبارك تتقوى الروابط الأسرية وقيم التكافل والتراحم ويجسد الصائمون عظمة الإسلام من خلال قيم التواضع والبساطة ومساعدة الفقراء والمحتاجين وتفعيل قيم التسامح وحل الخلافات بين الناس ونشر مفاهيم الصدق والأمانة والأخوة والعدالة والبر والإحسان.
طبق الكسكي بالزبيب الشهير:
ومن أشهر الأكلات التي يفضلها الشعب الجزائري طبق «الكسكسي بالزبيب» مع اللبن باعتباره السحور الأفضل في رمضاني.
وخير ما يبدأ به الجزائريون عند إفطارهم وقت رفع أذان المغرب التمر وشرب الحليب، وتتميز مائدة أول إفطار رمضاني بأصناف مختلفة تطبخها المرأة الجزائرية الماهرة كالشوربة البيضاء والحمراء بحسب المنطقة، يرافقها البراك أو السيقار المالح وهو عبارة عن عجينة رفيعة يتم حشوها إما باللحم المفروم، البطاطا أو الجبن ثم يتم قليها في الزيت الساخن.
ويختلف الطبق الرئيسي بين بالثوم، شباح السفرة إضافة إلى الطواجن مع اللحوم وبعض البقوليات والخضروات، ومن أشهر تلك الطبخات طاجين الزيتون، والبازلاء واللحم الحلو مع الزبيب والبرقوق.
كما يركز الجزائريون في وجبتهم الشعبية الرمضانية على السلطات والمقبلات والفاكهة والمشروبات المختلفة الى نهاية الشهر الكريم الذي يُعتبر فرصة تخدم عام كامل.
وتنتهز الأمهات الفرصة في الشهر الكريم لتعليم البنات الطبخ والمساعدة في بعض الأكلات لأعدادهن للمستقبل والحياة الزوجية فرمضان عند الأم الجزائرية فرصة من ذهب لتلقين بناتها فنون وأساسيات المطبخ الجزائري.
مسابقات دينية وثقافية:
كما يشجع الجزائريون الأطفال على المحافظة على التقاليد الرمضانية من خلال أجراء وتنظيم بعض المسابقات الدينية التي في القرآن الكريم والثقافة الإسلامية عامة لتثبيت حب الدين والتعاليم الإسلامية في قلوبهم ووعقولهم بما تخلقه من أجواء سعيدة ولطيفة وتنافس كبير وتكريم المبرزين من الأطفال والحفظة والفائزين.
ومان تتم الصلاة حتى يبدأ المجتمع الجزائري الزيارات العائلية والانتعاش بالسهرات الجميلة بصورة متواصلة وتجاذب أطراف الحديث والقصص والحكايات والمواضيع المهمة والى جانب ذلك تتوفر صينية الشاي والقهوة والحلويات المختلفة والزلابية وقلب اللوز.
وتقوم الكثير من الجمعيات الخيرية خلال رمضان بفتح مطاعم الرحمة وهي عبارة عن مطاعم مؤقتة تقدم الإفطار للفقراء والمسافرين والمشردين وعابري السبيل، إذ يتطوع شباب وشابات من الحي للتكفل بإعداد إفطار رمضان وتوزيعه على المحتاجين.
وفي ليلة النصف من شهر رمضان يكون لها أكلات خاصة ومذاق خاص تميز كل منطقة فنجد الشخشوخة مع مرق الدجاج في الشرق الجزائري، والكسكسي باللحم في وسط الجزائر وغربها، إضافة إلى طبق التليتلي والمردومة عند سكان الجنوب.
وأما ليلة لقدر المصادفة في السابع والعشرين من رمضان فلها جمالها وأهميتها وطقوسها حيث يتم فيها ختم القرآن الكريم، وتوزيع الصدقات والزكاة على الفقراء والمحتاجين، كما أن النساء تُبخر البيوت استعداداً لعيد الفطر.
وما أن يهل هلال رمضان ويتم إعلان العيد حتى تبادر النساء إلى تحضير الأطعمة والحلويات واستعداد الرجال والنساء والأطفال لارتداء الملابس الجديدة وتوزيع الهدايا للأطفال والأقارب والأصدقاء مثل العسب في الدول العربية أو العيدية.