ارتبط شهر رمضان المبارك بالانتصارات والتحولات الكبرى في تاريخ الأمة الإسلامية قديمه وحديثه.
كان الشهر الكريم ومازال محطة مهمة للإنسان المسلم وانطلاقا لإحداث التغييرات الإيجابية على حياة الفرد والمجتمع والأمة
في شهر الخير والقرآن سجل المسلمون انتصارات عظيمة ومن ابرز هذه الانتصارات الخالدة ما حققه الجيش الإسلامي بقيادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من نصر حاسم ومؤزر على جحافل جيش قريش في معركة بدر الكبرى التي كانت في يوم السابع عشر من رمضان السنة الثانية للهجرة ومثل ذلك فتحا عظيما ووضعت نتائجها حدا فاصلا بين الكفر والإسلام ومهدت الطريق أمام الانتصارات الكبرى التي تلاحقت، وفي العشرين من شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة فتح المسلمون بصرخات الله اكبر مكة المكرمة التي تحولت إلى حاضرة إسلامية بعد أن كانت معقلا للكفر والوثنية.
في السنة الخامسة وفي شهر رمضان المبارك أخذت الاستعدادات الكفيلة لمواجهة الأحزاب في معركة الخندق التي وقعت في شهر شوال، وفي السنة التاسعة من الهجرة النبوية وفي شهر رمضان حدثت مقدمات غزوة تبوك.
وبعد انتشار الإسلام توالت الأحداث في هذا الشهر الكريم الذي تحول إلى شهر للمعارك والانتصارات المؤزرة في حياة المسلمين ، وفي الثامن والعشرين من شهر رمضان لسنة 92 للهجرة فتح المسلمون بقيادة طارق بن زياد الأندلس وفيها قال عبارته المشهورة: البحر من ورائكم والعدو من أمامكم. فانهزم جيش الفرنج في قرطبة وغرناطة وطليطلة والى آخر معاقلهم التي لم تصمد بوجه صرخات الله اكبر، وفي 25 من شهر رمضان من سنة 479 للهجرة حدثت موقعة (الزلاقة) حيث انتصر فيها المرابطون بقيادة يوسف بن تاشفين على جيش الفرنج بقياده الفونس السادس ملك قشتالة، وفي الخامس عشر من شهر رمضان من سنة 658 انتصر المسلمون بقياده قطز على المغول في موقعة عين جالوت وانهزم المغول شر هزيمة.
وفي التاريخ المعاصر كان الشهر المبارك شاهدا على هزيمة نكراء للكيان الصهيوني ففي العاشر من شهر رمضان المبارك من سنة 1973م عبر الجيش المصري قناة السويس ودق حصون العدو الإسرائيلي في سيناء ولقن الصهاينة درسا لن ينسوه مدى التاريخ.
اليوم يدرك قادة دولة الاحتلال وهم يشنون عدوانهم الوحشي على قطاع غزة منذ أكثر من خمسة أشهر انهم أمام منعطف خطير ونذر هزيمة نكراء جديدة على أيدي مجاهدي المقاومة الإسلامية فقد لاحت بشائر النصر العظيم مع إطلالة الشهر الكريم الذي يبقى عنوانا للنصر ومحطة لتقوية عزائم المسلمين على الجهاد المقدس.
Next Post