
أدان أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة الأعمال التخريبية التي انتشرت أمس في عدد من شوارع العاصمة صنعاء وقامت بها بعض العناصر المندسة بين صفوف المواطنين المحتجين للمطالبة بتوفير المشتقات النفطية للمواطنين والتي طال ما شكلت سبب لتجمعات الناس وتظاهراتهم.
وأكد العلماء في استطلاع للراي أجرته صحيفة الثورة والمنشور في عدد اليوم أن مثل هذه الأعمال المنافية لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف إنما تؤدي إلى الإضرار بالمصلحة العامة وتمس حياة المواطنين وتزيد الأوضاع سوءا وتدهورا..
واوضح الشيخ جبري إبراهيم حسن- مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد أن إقلاق السكينة العامة من خلال هذه الأعمال غير المسؤولة وغيرها من أعمال قطع الطريق وإحراق الإطارات يعتبر جريمة ومخالفة لشرع الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام القائل “لا ضرر ولا ضرار” فضلا عن كونها اعتداء على الملكية العامة لأبناء المجتمع وهتكا لحرياتهم وحقوقهم وتعطيلا لمصالحهم.
مشيرا الى أن المطالبة بالحقوق هو أمر مكفول بالوسائل السلمية دون الإضرار بأحد وأن من يستغلون معاناة الناس وخروجهم للمطالبة بتوفير المشتقات النفطية ويندسون في صفوفهم لإثارة الفوضى وتحويل المسيرات الاحتجاجية إلى أعمال تخريب وشغب للممتلكات العامة والخاصة وحرق إطارات المركبات هم عناصر غير مسؤولة ولا يمتون بأي صلة لأخلاق مجتمعنا المسلم المبنية منذ قديم الزمان على الحكمة والتسامح ونبذ العنف والحفاظ على حق الطريق وآدابه التي أوصانا بها نبينا الكريم عليه وعلى آله أفضل وأزكى التسليم.
ودعاء مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد الإخوة المواطنين إلى عدم الانسياق وراء هذه العناصر المشبوهة التي لا هدف لها إلا إثارة الفوضى والمشاكل التي تزيد من سوء أوضاع بلدنا المتأزمة وترفع درجة الاحتقان لدى الكثير من الناس.
من جانبه أوضح فضيلة الشيخ صابر النوفاني – إمام مسجد الرحمة أن الإسلام نهى عن كل ما يضر بالمصلحة العامة أو يمس بأمن الناس ويعطل معاملاتهم اليومية.
وأكد أن ما حدث يوم أمس من أعمال تخريبية رافقت احتجاج عدد من سكان العاصمة على عدم توفر المشتقات وما أسفرت عنه من وقف للحركة في عدد من الشوارع يمثل اعتداء على كيان المجتمع اليمني ككل وجريمة بحق الإسلام وكل الأعراف والقيم اليمنية المستمدة من روح ديننا الحنيف الذي يأمرنا بالصبر والتراحم والتكاتف في أوقات الشدة والعسر.
وقال النوفاني: إن قيام البعض من العناصر المندسة في صفوف المواطنين بإحراق الإطارات في بعض الشوارع أدى أيضا إلى تعكير أجواء العاصمة بالغازات السامة وهو ما يمثل بحد ذاته تلويثا للبيئة التي أمرنا الإسلام بالحفاظ عليها وصيانتها.
وأشار إلى أن الإسلام هو دين الجمال والنظافة والسكينة ومن الواجب على كل مواطن أن يعكس هذه القيم الحضارية في سلوكه وتعامله مع أبناء مجتمعه فيقدم النصيحة لكل من يحاول تلويث البيئة أو تعطيل مصالح الناس بأي وسيلة كانت ومهما كانت مبرراته وأسبابه التي يستند عليها.
ودعا النوفاني في ختام تصريحه كافة أبناء اليمن إلى تكريس قيم التراحم والتكافل فيما بينهم للتغلب على الأوضاع الراهنة بعيدا عن دعوات الفوضى والتخريب التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة والتأزم في حياة الوطن والانزلاق به نحو هاوية التمزق والصراع.
