كل أولياء الأمور يحلمون برؤية أبنائهم يحصدون أعلى الدرجات وهذا أمر فطري وحق من حقوقهم ولكن أن يتحول هذا الحلم إلى كابوس يزعج الأبناء ويدخلهم في دوامة من الخوف والقلق فهذا غير مقبول ومرحلة ما قبل الامتحانات.
فترة حساسة وشائكة يجب أن يعلم الجميع كيف يتعامل معها بشكل إيجابي وأن يعملوا ما بوسعهم لتوفير الأجواء المناسبة للطالب كي تتحسن نفسيته لينعكس ذلك على أدائه في الامتحان.. مزيداٍ من التفاصيل حول المنغصات التي يعاني منها الطلبة قبل خوض غمار الامتحانات وآثارها تجدونها في هذا التحقيق:
الطالب أحمد ثابت /ثانوية عامة قسم علمي / يؤكد أن السبب وراء حصوله على درجات منخفضة في العام الماضي هو عدم تقدير رب العمل الذي كان يعمل لديه لظروفه كطالب.. وهذا ما يحصل في هذا العام أيضاٍ ويقول : أنا أعمل في محل لبيع الأقمشة بشعوب لفترتين يومياٍ ولا أستطيع التوقف عن العمل بسبب الظروف المعيشية التي تعاني منها أسرتي وهذا العام أنا مقبل على الامتحانات الوزارية وصاحب المحل الذي أعمل لديه رفض فكرة عملي لفترة واحدة وها أنا ذا أعمل لفترتين واذاكر كل ما سنحت لي الفرصة ولكني متأكد بأني لن أحقق علامة جيدة ويكفيني أن أنجح في ظل هذا الوضع .
أسماء طالبة بمجمع الثورة للبنات حالها كحال أحمد فزوجة أبيها تْجبرها على القيام بكافة أعمال المنزل ولا توفر لها الأجواء المناسبة للمذاكرة حتى لساعة يومياٍ فهي كما تقول غالباٍ ما تصرخ في وجهها وتعمل على خلق مشكلة من لا شيء ولا تترك لها المجال لعمل شيء يخدم دراستها.
قلة الوعي
من المهم أن أشتري ملخصات للحلول النموذجية ونماذج للامتحانات حتى تكون إجابتي مقنعة خاصة في الاختبارات الوزارية هذا ما قاله الطالب وائل عبد الرزاق /طالب في الصف الثالث ثانوي علمي/ ليكمل حديثه عن أهمية الملازم فيقول: رفض والدي إعطائي قيمة الملخصات ونماذج للامتحانات برغم قدرته على شرائها بحجة أنه سمع تصريحاٍ للوزارة تقول فيه أن الامتحانات لن تخرج عن المنهج المدرسي ولم يتقبل فكرة أن الملخصات هي عبارة عن حلول وتبسيط لما في المنهج وها أنا ذا أعاني الأمرين أثناء المذاكرة ولو كان والدي يفهم معنى الملخصات لكان الحال أفضل بالنسبة لي .
عدم فهم أولياء الأمور بأن توفير كافة المتطلبات لأبنائهم من شأنه أن يساعدهم على الارتقاء بمستواهم العلمي وبدرجاتهم أضر بكثير من الطلاب وهذا ما حدث مع خالد محمد طالب في مدرسة غبش حين قال: أنا أعاني دائماٍ من صعوبة مادتي الانجليزي والرياضيات ولا أستطيع استيعابهما في الفصل وغالباٍ ما أطلب من والدي إعطائي مبلغ عشرين ألفا لكل مادة لأشترك أنا وصديقي بتكاليف مدرس خصوصي لهاتين المادتين ..لكنه رفض وكان يقول لي الجميع ينجح بمجهودهم الفردي
عقبات
محمد المالكي أب لثلاثة أولاد أكبرهم نجيب الذي أوشك على خوض غمار الامتحانات الوزارية لم يخف استياءه من عدم قدرته على توفير البيئة المناسبة لابنه كي يذاكر ويبرر ذلك بالقول أنه مريض ولا يقوى على العمل ولا يوجد غير ابنه نجيب يستطيع تحمل مسؤولية البقالة ويضيف: يؤلمني أن أرى ابني البكر يذاكر ويعمل في نفس الوقت ولكن ما باليد حيلة سوى الدعاء له بالتوفيق .
إسماعيل الدغار يخشى من حدوث أن يحصل انفجارا أثناء ذهاب ابنه الوحيد للاختبار خاصة في حالة الاضطرابات الأمنية لذا فهو يتمنى من وزارة التربية التعليم أن تغلق المدارس أو المراكز الامتحانية التي تقع بالقرب من المواقع المستهدفة ويؤكد على أن حياة ابنه أهم بكثير من الشهادة التي يمكن أن يحصل عليها في العام القادم .
نصائح
وليد الخاوي أخصائي اجتماعي يؤكد على أهمية خلق بيئة نفسية ملائمة للطلاب والطالبات قبل الامتحانات وأن تعمل كل الأسر على تشجيع وتحفيز أبنائهم بالإضافة إلى تخفيف الضغوط غير اللازمة على الطالب وأن لا تشدد على أبنائها بالمذاكرة وبنفس الوقت لا تتركهم يلعبون ويلهون كما يشاءون فالوسطية بهذه الأمور مهمة .
متابعة الطالب أو الطالبة تكون من البداية هذا ما أكد عليه مدير مدرسة النزيلي المعلم عارف النزيلي.. ويضيف: من المهم أن يعلم ولي الأمر بمستوى أبنائه أولاٍ بأول لكي يتلافى المشكلات التي قد تقع على عاتقهم بنهاية المطاف ومن غير الصحيح أن يأتي ولي الأمر في الأسابيع الأخيرة ليضغط على ابنه ويحرمه الراحة لكي ينجح ويتفوق كما يطلب بعض أولياء الأمور من أبنائهم فالضغط الزائد عن حده يعطي نتائج عكسية في كثير من الأوقات .
اختبار قدرة الطالب
فكرة أن الامتحانات مسألة حياة أو موت إن تكونت في ذهن الطالب فإن الضغط النفسي المتراكم نتيجة هذه الأفكار قد يعرض الطالب لنتائج سلبية هذا ما يراه علماء النفس والمرشدون التربويون الذين يرون أن الامتحانات ماهي إلا اختبار لقدرة الطالب على التحصيل الدراسي لذلك فإن كل طالب لديه القدرة على اكتساب المعرفة أن ينمي هذه القدرة ويستعد بشكل جيد من خلال المذاكرة المنهجية والفعالة لمواجهة أي اختبار .
أما فيما يخص الأسرة فإن علماء النفس والمرشدين التربويين يرون أن على الأسرة أن تدرك طرق الاستعداد لتهيئة الأجواء المناسبة للطلاب وتوفير كافة متطلباتهم الدراسية والنفسية والإقتناع بقدرة أبنائهم العقلية وأن لا تغصبهم على الإقامة الجبرية داخل المنزل والابتعاد عن أسلوب الرقابة المْشددة فاتباع مبدأ التحفيز والتشجيع طريقة بديلة ومناسبة لذلك .
Prev Post
قد يعجبك ايضا