عام الأمل!!

يكتبها اليوم / حمدي دوبلة

 

 

بالأمس طوينا عام 2023 بكل ما جاد به من أحداث وتحديات وإنجازات وإخفاقات، واليوم ندشن أولى لحظات العام الجديد بآمال وأمنيات وتطلعات جديدة ربما تطغى قليلا على المخاوف وهواجس التشاؤم ومشاعر اليأس والإحباط التي سادت في الأعوام الماضية في ظل العدوان والحصار والهدن الهشة وتداعياتها.
-على الصعيد المحلي يجري اليوم الحديث عن توقيع سلام وشيك يظن الناس أنه سيحمل معه بوادر انفراج لأزمة إنسانية طال أمدها، ويضع حدا لمعاناة أوجدها عدوان غاشم تنوعت فيه جرائم وأساليب ومراوغات وانتهاكات المعتدي، وما زال يحاول مستميتا كما تشي المؤشرات والوقائع للمضي في مخططاته لتمزيق اليمن وإحكام السيطرة على ثروات ومقدرات البلد خدمة للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
-القيادة الوطنية في صنعاء أثبتت أنها تعي جيدا وبشكل عميق هذه الألاعيب ومستعدة للتعامل معها، ولعل قرارها الدخول المباشر في المواجهة العسكرية مع الأمريكي والإسرائيلي في البحر الأحمر كان صائبا وشجاعا وحكيما، فإلى جانب منطلقاته الإيمانية والأخلاقية والإنسانية نصرة للأشقاء في فلسطين، فقد حمل في مضامينه دلالات ورسائل مهمة ربما يفهمها القريب قبل البعيد والوكيل قبل الموكّل.
-دوليا كانت عملية طوفان الأقصى لأبطال المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر، وما تلاها من عدوان صهيوني وحشي متواصل حتى اللحظة على قطاع غزة من أبرز الأحداث على الساحة العالمية، وقد تحولت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر إلى أضحوكة أمام العالم ولم تمنعه جيوش أمريكا ومعها دول الغرب الاستعماري من هزيمة نكراء وسقوط مدوِ على كافة الأصعدة والمستويات.
– في ختام هذا المقال -الأول في العام الجديد- لا بأس أن نتجاهل لوهلة قضايا الوطن، والمنطقة والعالم، وقد أفنينا أعمارنا في متابعة مستجداتها ومآلاتها، ونستميح القرّاء الكرام في الحديث قليلا عن همومنا وآلامنا وآمالنا في مؤسسة الثورة كبرى مؤسسات البلد الإعلامية والصحفية ومنبر الشعب الأول، وهي التي عاشت ومنتسبوها خلال السنوات الأخيرة أوضاعا هي الأسوأ في تاريخها، وباتت تصارع من أجل البقاء بسبب تخلّي حكومة الإنقاذ “تصريف الأعمال حاليا” عن دعم الصحيفة.
-لقد ناضلت القيادة السابقة برئاسة الأستاذ عبد الرحمن الأهنومي ومعها صحفيو ومنتسبو المؤسسة كثيرا، وتحملنا جميعا ما لا يُطاق من المعاناة وشظف العيش في سبيل إبقاء الصحيفة على عهدها من الأداء المهني المميّز في خدمة الوطن وجمهور القراء والتصدي للعدوان وامبراطوريته الإعلامية الضخمة، لكن الظروف كانت أقوى وأشد، وربما شهدت تراجعا ملموسا على مستوى الحضور المؤثر في الساحة الإعلامية.
-اليوم ندلف إلى العام الجديد وعلى رأس صحيفتنا قيادة جديدة ممثلة في الشاب المتوقد حماسا وحيوية، الأستاذ/ احمد يحيى راصع الذي استلم دفة القيادة منذ بضعة أيام خلت، كشف خلالها عن ملامح برنامج عمل طموح أحيا به الأمل في النفوس والمشاعر بإمكانية إعادة الثورة -الصحيفة- إلى سابق عهدها وإلى مكانتها الطبيعية وبريقها المعهود، وكل ما نتمنى أن تتعاطى الحكومة بإيجابية مع برنامجه، وألّا تقف حجر عثرة في طريق تحقيقه على أرض الواقع لما فيه مصلحة هذا الصرح الإعلامي الرائد والملايين من أبناء الشعب المتطلع إلى رسالة إعلامية هادفة وصوت أمين يعبّر عن تطلعات ونبض الجماهير في كل أرجاء الوطن اليمني.
-أمّا على مستوى آمال وتطلعات منتسبي الإعلام الوطني بشكل عام فإن جُل أمنياتنا نحن في مؤسسات الإعلام الرسمي في العام الجديد، تكمن في إنهاء قضية أرضية جمعية المتحدون السكنية للإعلاميين ذوي الدخل المحدود، والتي تم شراؤها قبل 18عاما من الحاج/ عبد الله سعد الأوزري بموجب المستندات المؤيدة لملكيته للأرض المسماة بأرض دحنان الواقعة بمنطقة الرحبة جوار سوق الخميس بمديرية بني الحارث شمال العاصمة صنعاء.
-ملف هذه القضية منظور أمام اللجنة الرئاسية المكلفة بمعالجة قضايا أراضي الجمعيات السكنية منذ نحو عامين وما زلنا ننتظر النبأ السار، وكثير من هؤلاء الإعلاميين المنتظرين قد فارق الحياة دون الحصول على قطعة الأرض الموعودة، ولعل آخرهم الزميل عبد الرحمن الشميري، الذي قضى وووري جثمانه الثرى قبل أيام وكانت آخر كلماته كما أخبرني أصدقاؤه سؤاله عن مصير جمعية أراضي الإعلاميين إياها.
-كل عام والوطن وأبناؤه بخير وسعادة واستقرار ونبتهل إلى الله عز وجل أن يكون “عامٌ فيه يُغاث الناسُ وفيه يعصرون”.

قد يعجبك ايضا