ناشطات في حديث خاص لـ(الأسرة): المقاطعة سلاح وموقف يكسر العصا الغليظة لأمريكا والصهيونية

الأسرة/

يعتبر الاقتصاد هو العامل الرئيسي في استقرار الدول وضمان بقائها وتثبيت دعائمها استراتيجيا وسياسيا وعسكريا’ وبه أيضا تستطيع الترفيه على شعوبها وتضمن عدم التأثر بأي حرب اقتصادية أو حصار أو أزمات غذاء، حتى أن بعض الدول اتخذت من الاقتصاد العالي لها عصا غليظة تضرب بها الدول وتمارس بها عمليات الهيمنة والاستعمار والاستغلال، كما هو حال أمريكا وربيبتها إسرائيل اللتين تمارسان هيمنتهما على الدول عبر ما تملكانه من أسلحة واقتصاد تبطشان بهما هنا وهناك بعد ان اتخذتا من الإرهاب ذريعة للاستيطان وبناء القواعد وبالتالي نهب الثروات منها!!
اضف إلى ذلك الحرب الاقتصادية والحصار الذي تفرضه أمريكا على بعض الدول المعارضة لها و نحن كدول عربية عانينا كثيرا من التدخل الأمريكي واشعالها الحروب داخل أراضينا وسعيها الكبير لتوطيد دعائم الصهاينة في المنطقة ونحن نرى ماذا يحدث في غزة من حرب بشعة من قبل أمريكا وإسرائيل.
لذلك طالما كان الاقتصاد هو العصا الغليظة التي تضربنا بها أمريكا وبها تقاتل جنبا إلى جنب مع إسرائيل، فلا شك أن المقاطعة هي من ستكسر هذه العصا وتجعل هذه الدول تفقد سلاحها الفعال لاحتلال الدول وستصنع الكثير من الأزمات داخل الدول الداعمة للكيان الصهيوني.
وفي ذات الوقت فإن المقاطعة ستجعلنا نتوجه نحو الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات، الأمر الذي سيكفينا مغبة أي حرب اقتصادية ويقينا شر أمريكا وحلفائها خاصة إذا ما اقمنا كدول عربية سوقاً مشتركة للتبادل الاقتصادي وبذلك سنملك قرارنا السياسي ونكون بمستوى المواجهة للغرب ولربيبتهم الصهيونية!!
وأمام ما تشهده فلسطين اليوم من هجوم غربي بقيادة إسرائيل على غزة ومن باب الشعور بالمسؤولية فقد أكدت الكثير من الإعلاميات والناشطات الثقافيات على واجب تفعيل سلاح المقاطعة في استطلاع اجراه المركز الإعلامي بالهيئة النسائية _مكتب الأمانة على النحو التالي:

الاسرة / خاص

بداية الناشطة الثقافية فاطمة أبو نجوم أشارت في بداية حديثها إلى قول الله سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا ولكن قولوا انظرنا) ثم قالت: أمرنا الله هنا بمقاطعة كلمة كان مصدرها من عند اليهود أن لا نستخدمها ولا نتداولها فيما بيننا كمجتمعات مسلمة وهي كلمة فما بالنا اليوم ونحن نتداول ونأخذ من منتجاتهم التي بلا شك سيكون لها من الدعم الكثير لهم، ما سيجعلهم يتقوون أكثر وهذا يدل على أننا في هذه الحالة نخالف نهج الله وتوجيهاته من خلال أوامره بأن نقاطع كل شيء صادر ومصدره من اليهود.
وأوضحت انه عندما يقول لنا سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم) فإن معنى لا نتخذهم أولياء، للتأكيد على ان لا نشاركهم اقتصادياً ولا سياسياً ولا دينياً (لكم دينكم ولي دين).
وأكدت أبو نحوم ان اليهود عندما تحركوا باقتصادهم وبدأوا يصدرون منتجاتهم إلى بلاد الإسلام والمسلمين كان غايتهم من خلال بضائعهم نشر الأمراض والأوبئة من خلال تلك البضائع والسموم التي تأتينا منهم، كذلك عند شرائنا لتلك المنتجات بأموالنا نحن المسلمين جعلناهم طغاة وجبابرة وجعلناهم عصا غليظة تعمل على ضرب كل من يقف ضدهم ويعارضهم وجعلنا أنفسنا عرضة لحربهم الاقتصادية التي يشهرونها بوجه كل من يقول لهم لا ونحن بذلك كنا عونا لهم على عكس ما قاله الإمام علي -عليه السلام- (كن للظالم خصماً وللمظلوم عونا).
وتابعت أبو نجوم: انه عندما يأمرنا الله بشيء أو ينهانا عن شيء فهذا دليل على انه يريد ان تكون القوة والعزة بأيدينا والنصر والغلبة لنا لا لهم وانه عندما نستخدم سلاح المقاطعة ونقاطع كل منتج وارد إلينا منهم فإننا بذلك سنضعفهم وسنهزمهم وسنجعلهم تحت أقدامنا الذي قال الله فيهم (ضربت عليهم الذلة والمسكنة) ونجعلهم أذلاء مستكينين خاضعين، فسلاح المقاطعة مساعد لانهيارهم وزوالهم.
وأضافت ابونجوم: انه يجب علينا كمسلمين ان نجعل من حركتنا ونهجنا حركة ونهج القرآن وان نعزز ثقافة المقاطعة ونجعلها ثقافة سائدة في أوساط المجتمع صغيراً كان أو كبيراً فعلينا جميعاً أن نعمل ونتحرك وفق توجيهات الله .
سلاح المقاطعة
بدورها الكاتبة إقبال صوفان ذكرت ان الشهيد القائد “حسين بدر الدين الحوثي” دعا للمقاطعة الاقتصادية الشاملة منذ زمنٍ طويل وسنواتٍ عِدة لكن الناس لم يكونوا بمستوى الوعي اللازم لتلك الدعوة، لم يفتحوا عيونهم على القتل والدمار الذي جاء التمويل الرئيسي له من عائدات السلع والمنتجات المقاطعة أو بالأصح لم يكونوا مهتمين بشكلٍ كبير لتلك الدعوة واعتبروها شيئاً عادياً بالنسبة لهم وللأعداء وكما يُقال : إن الإنسان يتعلّم بالصفعات لا التلقين.
وأضافت: وفعلاً وقعت أحداث فلسطين الإباء كصفعةٍ لكل غافل ونائم عما تفعله أمريكا وخادمتها إسرائيل بالشعوب العربيّة المُجاهدة وبدأ الناس بالتفاعل الجاد والحازم في مقاطعة كل المنتجات الأمريكية الإسرائيلية، وكانت ضربة قاصمة لهما ونرى نتائج المقاطعة في تكدس الكثير من البضائع وإرجاعها إلى الشركة المُصنعة.
موقف إيماني
وعلى ذات السياق ذكرت الناشطة الثقافية مايسة عبدالغني الحمادي أن سلاح المقاطعة الاقتصادية للبضائع الصهيونية والأمريكية يعد سلاحا فعالا ومهما في مواجهة العدو الصهيوني وراعيته أمريكا، وهو أيضا موقف إيماني مقدس يجب أن يلتزم به كل مسلم.
وأشارت الحمادي الى انه ومع الحرب الإجرامية على غزة التي يشنها العدو الصهيوني بدعم ورعاية أمريكا، قامت شركات تجارية عديدة بدعم الكيان الصهيوني بملايين الدولارات للحرب التي يشنها على غزة والتي تكلفه يوميا أكثر من 260مليون دولار، حد تقديرات متخصصة.
كما أن مبيعات الشركات الإسرائيلية توفر تمويلا للكيان الصهيوني في حروبه على الشعب الفلسطيني ومؤامراته على الأمة، و لهذا وذاك تصبح المقاطعة للبضائع الصهيونية وللشركات الداعمة للكيان الصهيوني واجبا مقدسا مفروضا على كل مسلم، إذ أن كل دولار يدفع لهذه الشركات يسهم في قتل طفل أو امرأة في غزة، وتلك مشاركة للعدو اليهودي في جريمته .
وذكرت الحمادي أنه ومع العدوان الصهيوني الحاصل على غزة والمجازر التي يرتكبها في حق الأبرياء من نساء وأطفال، أعلنت عدد من الشركات والعلامات التجارية وبكل وقاحة دعمها للعدوان الأخير على غزة، بعد أن تعرض الكيان الصهيوني لضربة كبدته خسائر عسكرية وبشرية واقتصادية غير مسبوقة.
خسائر المقاطعة
وأوضحت الحمادي انه وعلى الرغم أن المقاطعة التي تقف ورآها الشعوب، ضد الشركات العالمية التي تسهم في إبادة أهالي غزة، لن ترقى إلى سياسة الحظر الظالم الذي تفرضه أمريكا على الشعوب والدول الرافضة لسياساتها وهيمنتها، إلا أنها لن تكون بدون تأثير فالخبراء يؤكدون على أن مقاطعة منتجات هذه الشركات أمر ممكن لأن أغلب هذه المنتجات ليست ضرورية وبالتالي يمكن الاعتماد على بدائل لها في الأسواق المحلية، كما أنها تعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة، وتحول دون حذفها من ذاكرة الإنسان العربي والمسلم الحر في العالم “فطوفان المقاطعة” هو امتداد لطوفان الأقصى والمقاطعة الاقتصادية هي سلاح ناجع يمكن أن ترفعه الشعوب في وجه ظالميها.
وتابعت الحمادي: واليوم وأمام طوفان المقاطعة اضطرت العديد من الشركات العالمية للإعلان عن تخفيضات كبيرة وغير مسبوقة في أسعار منتجاتها، في محاولة لإيجاد حل للركود الذي أصابها في عدد من الدول العربية، حيث يتجاهل المواطن العربي هذه المنتجات، لعلمه أنه من خلال شرائها، فإنه يسهم في قتل أشقائه في غزة، فهذه الشركات بدأت تتبجح وبشكل علني بدعمها للكيان الإسرائيلي وحرب الإبادة التي يشنها ضد الشعب الفلسطيني.. وبهذه المقاطعة ليس فقط سنكسرهم بل سنضعف قوتهم ومواردهم ومن ناحية أخرى ستكون هذه المقاطعة عاملا رئيسياً وسلاحا لمساعدة المقاومة في القضاء على اليهود.
وتواصل الحمادي قائلة: ونأتي هنا للخسائر المتوقعة التي قد تتعرض لها دول داعمة للكيان الصهيوني مثل أمريكا وكندا والاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول اعتراضا على الهجوم الوحشي لقوات العدو الإسرائيلي على سكان غزة ومحاولة الإبادة والتهجير لهم قد تصل إلى تريليوني دولار، حيث أنه يوجد ما يقرب من ملياري مسلم يمكنهم مقاطعة منتجات وشركات الدول الداعمة للكيان الإسرائيلي وأن تلك الدول ستضطر لمراجعة مواقفها وتصحيحها، حيث أنها لن تستطيع تحمل ذلك، حيث أن حجم صادرات أمريكا للدول العربية والإسلامية بلغ نحو 150مليار دولار، وأن حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية زاد عن 300مليار دولار خلال عام 2022م، كما أن الصادرات الأوروبية إلى الدول العربية تعادل 3.7 %من الصادرات الأوروبية الكلية وربع صادرات إسرائيل العسكرية اقتنتها الدول العربية بحوالي ثلاثة مليارات دولار.
واجب ديني
بدورها تقول الأستاذة هناء أبو نجوم المحاقري: ما أعظم أن ينطلق الإنسان في سبيل الله، وما أعظم أمة تنطلق للجهاد في سبيل الله حيث ستكون فيما بينها أقرب وأقرب إلى أن يتحقق على يديها النصر.
وذكرت المحاقري ان من عوامل النصر وأسلحته الفعالة هو المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية اللوبية الصهيونية التي تمثل رافدا للاقتصاد المغذي لأعداء الأمة والذي يعتبر سلاحا تحاربنا به، لذلك فالمقاطعة واجب ديني وقيمي وأخلاقي، ومؤثرة جداً على الأعداء، هي عمل صالح ينهك ويحطم ويهلك ويغيظ الأعداء.
وأوضحت المحاقري ان المقاطعة أيضا تؤثر عليهم بشكل كبير من الناحية المعنوية والنفسية بالشكل الذي لا يستطيعون أن يواجهونا ولا يذلونا ولا يقهرونا، والمقاطعة الاقتصادية سلاح فتاك ومهم لتعجيز إمكانيات العدو وتعتبر من الجهاد في سبيل الله.
وأكدت المحاقري ان المقاطعة هي من باب الجهاد وهذا الجهاد هو شديد لضرب الأمريكيين، هي غزو للعدو إلى داخل بلاده، وهم أحسوا أن القضية خطيرة، يعني مؤثرة جداً عليهم، لأن الأمريكيين يعتبرونها حرباً على اقتصادهم ورفاهيتهم وقوتهم التي يبطشون بها ويهددون بها العالم، وانه من الواجب علينا جميعا مقاطعة بضائعهم؛ لأنها تشكل داعماً مادياً كبيراً لهم وتفتح عليك مجالاً، لأن تتقبل كل ما يريدونه منك وعلينا مسؤولية كبيرة في إقفال المجالات التي فيها ثغرات للأعداء المفسدين في أرض الله، المفسدين لعباد الله، وأن نعلن عن وحدة كلمتنا في مواجهة أعداء الله من اليهود وأوليائهم، وأن نقول ما يجب علينا أن نقوله، وأن نعمل ما بإمكاننا أن نعمله في سبيل الحفاظ على ديننا وكرامتنا، في سبيل أداء مسؤوليتنا التي أوجبها الله علينا.
سلاح وموقف
ختاما تقول الناشطة الثقافية الطاف الفران: من المؤسف أن العرب لا يحسبون أي حساب للخطر المقبل عليهم إلا بعد أن يطأهم ويقصم ظهورهم، لكن اليهود عندما يرون شيئاً فيه خطورة عليهم ولو واحد بالمائة سينطلقون للقضاء عليه، فنحن عندما نقول لو صرخ المسلمون من الآن وارتفعت شعارات السخط على أمريكا وإسرائيل، هذه الصرخة وحدها تنبىء عن سخط شديد وأن من يرفعونها، هم يضربون أمريكا اقتصادياً قبل أن يضربوها عسكرياً.
وتابعت الفران: الاقتصاد عند الأمريكيين مهم جداً، يحسبون ألف حساب للدولار الواحد، لذلك ان الذي استطاع ان يصرخ هو من سيقاطع المنتجات الأمريكية أو منتجات الشركات التي لها علاقة بالأمريكيين وباليهود، وبالحكومة الأمريكية نفسها، وحينئذ سيرون كم سيخسرون.
وأكدت الفران انه من أصبح ممتلأ سخطاً ضد أمريكا وإسرائيل، هو من سيستجيب للمقاطعة .
وأوضحت ان المقاطعة الاقتصادية منهكة للأعداء جداً، فمثلاً عند مقاطعة منتج واحد على سبيل المثال “السجائر” ستخسر شركاتهم مليارات، فلماذا لا نتركها كخطوة جادة في طريق محاربة اقتصادهم الذي به يضربونا كأمة عانت من بطشهم وعنجهيتهم بمحاولتهم سلبنا ديننا وسيادة أرضنا وثرواتنا!!
وأضافت: إن أعداء الأمة الإسلامية يحاولون أن يضعفوها وأن يدمروا بنيتها الداخلية وأن يشتتوها، وأن ينحرفوا ببوصلة العداء إلى حيث تريد أمريكا وإسرائيل، هم يتحركون تحركاً شاملاً وينشطون بإمكانيات هائلة ويستفيدون من واقع مؤسف داخل الأمة.
وأشارت إلى المشروع القرآني بهتافه وشعاره ومشروعه المتعلق بالمقاطعة لبضائع الأعداء، مؤكدة اننا نحتاج اليه كمسلمين، لأن بقاءنا بدون مشروع يعني البقاء في حالة من الاستسلام والصمت التي تخدم الأعداء وهو مشروع متنور، لأن الثقافة القرآنية تتضمن رؤية شاملة، تتناول واقع الأمة ومشاكلها .
كما أكدت الفران أن تفعيل المقاطعة خطوة مهمة وعملية بمتناول كل إنسان عربي ومسلم و إنسان حر، في شتى بقاع العالم، وهو خطوة عملية مؤثرة، وكلما توسعت دائرة المقاطعة ستترك اثرها الكبير.

قد يعجبك ايضا