أبشع جريمة تجري تفاصيلها المروعة أمام أعين وضمير العالم: 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة يواجهن خطر الموت المحقق بسبب العدوان المتواصل
الأسرة/زهور عبدالله
عندما يتعلق الأمر بانتهاكات الاحتلال الصهيوني وعندما تكون الجريمة موجهة ضد نساء وأطفال فلسطين، فإنها تخرس الألسن عن الكلام وتعمى الأبصار عن النظر وتختفي القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية ذات العلاقة بحماية الحقوق والحريات، وإن صدرت دعوات ومناشدات وتنديدات هنا وهناك فلا تجد آذانا صاغية من السياسيين وأصحاب القرار في الدول والمجتمعات التي تزعم التزامها بالقيم والمبادئ الإنسانية.
خلال المظاهرات التي شهدتها عدة ولايات أمريكية للتنديد بالجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق ملايين المدنيين في قطاع غزة منذ نحو شهر ونصف الشهر، صرخت فتاة أمريكية تخاطب رئيس بلادها العجوز ومن ورائها آلاف المتظاهرين المصدومين من هول المجازر الوحشية التي يقترفها جيش “إسرائيل ” وبدعم وتشجيع من بلادهم التي تتشدق بالمدنية والإنسانية هتفت الفتاة” مستر بايدن.. مستر بايدن.. كم من الأطفال قتلت اليوم؟”
كان هذا الهتاف يصدر من أناس ربما كانوا مؤمنين بما تقوله قيادات بلادهم دائما عن قيم الديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الإنسان ولم يستوعبوا ان نظامهم السياسي يتورط في تقديم كل هذا الدعم والمساندة المجنونة لجيش محتل يمارس قتل مئات الأطفال والنساء يوميا في قطاع غزة، حيث ينفذ جرائمه ضد شعب اعزل أمام مرأى ومسمع من العالم في حملة عدوانية بربرية لم يشهد لها التاريخ مثيلا تفوق بوحشيتها تلك التي اقدم عليها هولاكو والمغول قبل آلاف السنين.
لا يعلم هؤلاء المتظاهرون ان إدارة بلادهم التي لا تلقي بالا لدعواتهم ولا لتنديدات المحتجين حول العالم، انما هي رهينة، لفكر وأوامر اللوبي الصهيوني الذي استفرد برئيس طاعن في السن لا يكاد يدرك ما يجري حوله ويدفعه لاتخاذ قرارات كارثية تضرب بالعمق كل ما تزعمه أمريكا من شعارات حول الإنسانية والحضارة، بل وصارت هذه الإدارة المتهالكة رأس الحربة في قتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين وتدمير حياة نحو ثلاثة ملايين إنسان وقتلهم بوحشية غير مسبوقة في التاريخ الحديث وتحت مبررات وحجج أوهى من بيت العنكبوت، لكنها تمضي في الإمعان في قتل النساء والأطفال بدون ذنب ليصل عدد من قتلوا من هذه الفئة الاجتماعية الأضعف والمحمية وفق القانون الإنساني الدولي وبقرار وسلاح ومشاركة أمريكية اكثر من تسعة آلاف شهيد من أصل أكثر من 11الف مدني أجهزت على حياتهم آلة القتل الصهيونية الأمريكية خلال 40يوما من العدوان المتواصل لتستمر الجريمة المتعمدة من قبل تل أبيب وواشنطن موجهة نحو اعناق النساء والأطفال وتتخذ كل الوسائل الإجرامية للبطش بهم، بمن فيهم الأطفال الخدج في الحضانات وحتى الأجنة في بطون الأمهات.
وأعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان عن وجود 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة يواجهن تحديات كبيرة في الوصول لخدمات الولادة الآمنة، ما يجعلهن مع أجنتهن عرضة لخطر الموت المحقق في ظل الاستهداف الصهيوني الممنهج للمستشفيات في كل مناطق قطاع غزة، وكشف الصندوق الأممي مؤخرا ان “50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة لا يستطعن الحصول على خدمات صحة الأم الأساسية”.
مضيفا: “تخيلي أنك حامل في منطقة حرب، مع عدم وجود أي وسيلة متاحة للمساعدة في إنجاب طفلك إلى العالم، في غزة، تواجه 50 ألف امرأة حامل كابوسا مزدوجا، حيث الرعب الناجم من الحرب والكفاح من أجل الوصول إلى خدمات الولادة الآمنة”.
تخيلي أنك حامل في منطقة حرب مع عدم وجود أي وسيلة متاحة للمساعدة في إنجاب طفلك.
في غزة تواجه 50,000 امرأة حامل كابوسًا مزدوجًا، حيث الرعب الناجم من الحرب والكفاح من أجل الوصول إلى خدمات الولادة الآمنة
وأفاد بيان صندوق الأمم المتحدة للسكان عبر موقعه الرسمي على الإنترنت بأن ما يقدر بنحو 540 ألف امرأة في سن الإنجاب في غزة، بينهن 50 ألف امرأة حامل حاليا، و5522 منهن يُتوقع أن يضعن مواليدهن في الشهر المقبل.
وتواجه هؤلاء النساء تحديات كبيرة في الوصول إلى خدمات الولادة الآمنة بسبب المخاطر المتعلقة بالتنقل، وضعف خدمات المرافق الصحية، ونفاد مخزون الإمدادات المنقذة للحياة.
وتابع البيان أنه إذا استمر الوضع في التصاعد، فإن نحو 800 ألف من النساء الحوامل في الضفة الغربية، بما في ذلك 73 ألف امرأة حامل حاليا، و8127 من المتوقع أن يلدن في الشهر المقبل، سيواجهن خطرا متزايدا.
وقال الصندوق، إنه “بالنسبة لآلاف النساء على وشك الولادة، وأولئك المرضى والمصابين بجروح خطيرة، فإن إجبارهم على ترك منازلهم دون أي مكان آمن يذهبون إليه أو طعام أو ماء، يعد أمرا خطيرا للغاية”.
وهكذا يستمر العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة في استهداف النساء والأطفال والأجنة في بطون أمهاتهم في أبشع جريمة تجري تفاصيلها المروعة أمام أعين وضمير الناس أجمعين.