للمرة الأولى التي اكتب فيها عن موضوع مرتين خلال شهر واحد، وذلك لأهمية وعظمة وخطورة هو ما يحدث لأبناء غزة « أطفالاً وشباباً وشيوخاً ونساء»، غزة التي دخلت شهرها الثاني وهي تعاني من وحشية الصهاينة يهود إسرائيل ومن تجاهل يهود العرب المسلمين القاطنين بالخليج وبجوار فلسطين العربية، ما دفعني لإعادة الكتابة عن موضوع غزة ما سمعته وشاهدته من تفاعل وألم وحرقة أثناء حضوري يوم الاثنين الموافق 13 نوفمبر 2023م للتجمهر الشبابي والرياضي الذي نظمته وزارة الشباب والرياضة والهيئات التابعة لها، لم ينقطع الحديث عن مصاب غزة ولم يتوقف التعبير الحزين عن الألم والحسرة على مشاهد أشلاء الأطفال والشيوخ والنساء المتناثرة تحت انقاض المباني والمنشآت المدمرة بصواريخ الاحتلال في غزة الصمود والإباء والتحدي، الجميع ممن حضر براعم وناشئين وشباباً وكباراً في مختلف الألعاب الرياضية، وقدامى الألعاب الرياضية من رواد الزمن الجميل، وشباب ورجال الكشافة اليمنية وجميع قيادات الحركة الشبابية والرياضية، يتساءلون كيف يموت أبناء غزة وبجوارهم نيل مصر، كيف يبحث أبناء غزة عن النفط والوقود في هذا الشتاء البارد وحولهم آبار من النفط الخليجي، كيف تعجز المستشفيات عن توفير الأطباء والدواء وجارتهم الأردن تزخر وتتباهى بالكوادر والمواد الطبية، كيف تنفق الدول العربية والخليجية ما يقارب المائتي مليار دولار سنويا على تأسيس الجيوش وتسليحها وتخزين العتاد العسكري، ولا تستطيع إدخال رصاصة واحدة إلى غزة، كيف تدفع السعودية مليارات الدولارات على تنظيم الحفلات والسهرات وتناصر هيئة الترفيه والمجون ولا تناصر غزة ولا توفر لأبنائها الخبز والماء والكهرباء والدواء وأساسيات العيش الكريم.
لقد كان «يوم غزة لستم وحدكم» شاهداً على عظمة شعب الإيمان والحكمة ، شاهداً على تضامن الشباب والرياضيين مع القضية الفلسطينية ، لم يكن الشباب أقل قدره من القوة العسكرية التي دكت تل أبيب بالصواريخ الباليستية من عمق الأراضي اليمنية، لقد غزت صالة 22 مايو الدولية المدمرة بصواريخ العدوان السعودي الإماراتي/ وعلى أنقاضها، اعلن لبيك يا اقصى لبيك يا غزة لبيك يا فلسطين، وفي أعين الكثير شغف الرغبة في الجهاد والحسرة على عدم القدرة والذهاب إلى فلسطين، لمقاتلة العدو الصهيوني الغاصب، العدو الصهيوني الوحشي الذي تجاوز مفهوم جرائم الحرب وحرك دباباته نحو المستشفيات وحاصرها وبداخلها جرحى وشهداء عدوانه، كما فعل مع مستشفى القدس في تل الهوى ومستشفى الرنتيسي ومستشفى النصر للأطفال في شارع النصر بغزة، وقطع الكهرباء والأكسجين عن مستشفى الشفاء بمدينة غزة واصبح المستشفى بلا ماء ولا طعام، ونتيجة لذلك توفي ما يقارب 36 طفلاً في حضانة المستشفى.
كل ما قدر العرب أن يعملوه أمام قوة اليهود وضعفهم هو اقتراح خمسة بنود يعتقدون أنها تشكل ضغطاً على إسرائيل، واعتقادهم خاطئ لأنهم حتى وهم يقترحونها ينقسمون بين مؤيد ومعارض لتفاصيل البنود الخمسة، التالية « منع استخدام القواعد العسكرية الأمريكية لتزويد إسرائيل بالذخيرة وهذا ما لم يحدث، فأمريكا منذ بدء طوفان الأقصى وهي تدعم إسرائيل، تجميد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، التهديد باستخدام النفط، منع الطيران المدني الإسرائيلي من استخدام المجال الجوي العربي، تشكيل لجنة وزارية عربية من أجل نقل طلب القمة العربية لوقف العدوان على غزة، الصهاينة اليهود يقتلون ويدمرون وينكلون بأبناء غزة ، بينما العرب يطلبون ولا يحاربون ولا يدافعون عن أبناء غزة.
ليس للشباب والرياضيين اليمنيين سوى الدعاء …اللهم انصر إخواننا في غزة، اللهم سدد رميتهم واربط على قلوبهم وانزل عليهم رحمتك وفضلك ومغفرتك وعفوك ولطفك، اللهم عليك باليهود وأم الإرهاب أمريكا، اللهم دمرهم واقذف الرعب في قلوبهم.