الثورة نت|
نظّم مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بجامعة صنعاء اليوم ندوة فكرية بعنوان “القدس والتاريخ الإسلامي”.
ويأتي تنظيم الندوة، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين والمهتمين” تحت شعار “طوفان الأقصى والقضية الفلسطينية “، وتدشيناً لفعاليات الجامعة لنصرة الأقصى.
وفي الندوة أشار رئيس جامعة صنعاء الدكتور القاسم عباس إلى أهمية السرد التاريخي للباحث حمود الأهنومي حول القدس عربية وإسلامية والأبعاد التاريخية والدينية لها وتوضيح طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني الذي يحاول تزييف التاريخ والاستيلاء على المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها القدس والأقصى الشريف.
وتطرق إلى طبيعة اليهود وغدرهم ومكرهم وخيانتهم ونقضهم للعهود والمواثيق عبر التاريخ، ما جعلهم عصابة مكروهة في الديانات والرسالات السماوية .. داعياً الباحثين إلى الدفاع عن المقدسات في مختلف التخصصات من خلال توعية الناس والتوضيح بأن باحثي الآثار لم يجدوا أي إرتباط تاريخي لليهود في فلسطين وتحديداً في القدس الشريف.
ونبه الدكتور القاسم عباس من خطورة ما تناوله بعض العلماء ومحاولتهم حرف المسار وتزييف الحقائق من خلال ادعائهم بأن آثار اليهود موجودة في اليمن وليس في فلسطين.
وقال “تم التوجيه لقسم التاريخ والآثار بجامعة صنعاء للرد علمياً مشفوعة بالنقوش الأثرية حول سردية فاضل الربيعي الذي يزعم بوجود القدس وأورشليم في اليمن” .. مستعرضاً مدى ارتباط الأمريكان باليهود دينياً واقتصادياً وسيطرة اليهود على كافة مفاصل المؤسسات المالية والاقتصادية الأمريكية.
وفي الفعالية التي حضرها نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور إبراهيم المطاع ومساعد رئيس الجامعة لشؤون المراكز الدكتور زيد الوريث، أشار مدير مركز الدراسات السياسية بالجامعة الدكتور حسين مطهر إلى أهمية الندوة لكشف طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني وتوعية الطلبة بطرق وأساليب مواجهة اليهود وفضح جرائمهم ومخططاتهم.
وكانت الندوة التي أدارها عميد كلية الإعلام الدكتور عمر داعر البخيتي، استعرضت ورقة بحثية بعنوان “القدس العربية الإسلامية، النشأة، والأهمية التاريخية والدينية، والموقف المتخاذل لحكام العرب” قدّمها الباحث الدكتور حمود الأهنومي.
حيث استعرض الأهنومي السردية التاريخية للقدس منذ نشأتها قبل أربعة آلاف عام من قبل الكنعانيين واستقرارهم بمدينة “أور سالم” أول اسم ثابت لمدينة القدس الذي يظهر في رسائل تل العمارنة المصرية والوثائق المصرية القديمة”.
وتطرق إلى المراحل التاريخية لمدينة القدس والتأكيد بأن الكنعانيين العرب هم أول من أسسوا هذه المدينة وتعرضت ما بين القرنين الـ16 و14 قبل الميلاد لاستيلاء الفراعنة المصريين عليها وما بين “977 – 586” قبل الميلاد خضعت لحكم النبي داوود وولده سليمان عليه السلام ثم حتى جاء بعدهم البابليون بقيادة نبوخذ نصر ودمروها وأخذو اليهود أسرى إلى العراق وبقيت تحت قبضتهم لقرابة خمسين عاماً.
وأكد الأهنومي على إسلامية دولة فلسطين من خلال الاستشهاد بالآيات القرآنية وتحدث بعض النصوص القرآنية في زمن النبي موسى عليه السلام بأن الله أعطى بني إسرائيل الذين كانوا معه قرية معها باب وسماها الأرض المقدسة.
واعتبر المسجد الأقصى، ثاني مسجد بناه النبي إبراهيم عليه السلام بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، لافتاً إلى إرتباط القدس بالإسلام باعتبار أن دين الأنبياء جميعاً واحد هو دين الإسلام، حيث بدأ ربط معنوي بين الإسلام وبين هذه المدينة المقدسة التي أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إليها يوم أن اشتد أذى المشركين عليه فذهب في رحلة إلاهية فسحت له آفاق الأمل في أشد الظروف ألما.
وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالأنبياء جميعاً في المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، واتضح أن التوجه نحو القدس هو أمل المستضعفين وملاذ المؤمنين كما يشير إلى أن الإسلام هو الجدير بإدارة هذه المدينة المفتوحة للعالمين.
واستعرض الباحث الأهنومي الأطماع والنكبات التي حلّت بالقدس في ظل عالم إسلامي متفكك وحروب داخلية في عصر السلاجقة والاحتلال الصليبي وانتهاز أوروبا الفرصة بتجهيز حملات صليبية اتخذت مظهراً دينياً للاستيلاء على بيت المقدس وإقامة مملكة القدس عام 1099م واستبيحت الأعراض والممتلكات وتحويل الصخرة المباركة إلى مذبح نصراني ووضعوا التماثيل فوقها.
ولفت إلى دور السلطان الأشرف خليل بن قلاوون في طرد الصليبيين، ومن ثم استرد صلاح الدين الأيوبي القدس ومعظم أنحاء فلسطين بعد 88 عاماً من الاحتلال الصليبي وكان فتح القدس عام 1187 م إيذاناً ببدء تصفية النفوذ الصليبي في البلد حتى جاء الأيوبيين الذي خلفوا صلاح الدين ولم يستطيعوا استكمال طرد الصليبيين من منطقة الشام ولم يحافظوا على ذلك الإنجاز، ما أدى إلى عودة القدس إلى حظيرة الصليبيين مرة أخرى عام 1229م.
وتناول اتفاقية وعد بلفور المشؤومة والوصاية البريطانية وتخاذل العرب، وتمكين بريطانيا للصهاينة من النيل من فلسطين ودعمها عام 1920 التي أعلنتها تحت انتدابها وقمع الثوار العرب وضرب نقاط القوة عند المسلمين وأهمها الجهاد في سبيل الله ودق ثلاثة أسافين في جسم الأمة من خلال انشائها البهائية في إيران، والقاديانية الأحمدية في الهند وباكستان والوهابية التي حوّلت مسار الجهاد ضد المسلمين وليس ضد بريطانيا.
ونوه بدور حركة عز الدين القسام البارز في ثورة جبل صهيون ضد الاحتلال الفرنسي ومطاردته إبان الحكم الفيصلي حتى استقراره في حيفا وتوليه إمامة جامع الاستقلال وخطاباته ورئاسة جمعية الشبان المسلمين وصولاً لتدريب المجاهدين وتقسيمهم إلى وحدات عسكرية منتظمة وإعلان الثورة العامة وغادر معه أكثر من 25 من إخوانه مدينة حيفا إلى قرى قضاء جنين لدعوة الشعب على نطاق واسع للاشتراك في الثورة عام 1935م.
وحدد الأهنومي دور بيت المقدس بعد تأسيس الجامعة العربية وقضية فلسطين وأجندات الأنظمة العربية، ودماء اليمنيين في عروق القدس الشريف، ونكبة 1948 ونكسة 1967م، والقدس من التفريط الرسمي إلى إنتصارات المقاومة، وتخاذل الأنظمة العربية والمطبعة في دعم ونصرة الأقصى والمقاومة الفلسطينية الباسلة.
وقدمت رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتورة نهى السدمي، مداخلة أكدت فيها أهمية توضيح التضليل الذي يمارسه العدو الصهيوني بأحقيتهم لأرض فلسطين المحتلة، وتبيين ذلك للعالم والتأكيد على التوعية التاريخية ودور الجامعة والباحثين في هذا الجانب.