كيف يرى اليمنيون مستقبل الوحدة في ظل الدولة الاتحادية¿


الوحدة أهم منجزات اليمنيين في العصر الحديث, لكن التحول إلى شكل آخر غير الذي ألفه اليمنيون وبعد تحميل الوحدة وزر سوء إدارتها قد تثير مخاوف من المستقبل, فكيف ينظر اليمنيون إلى الوحدة في ظل الدولة الاتحادية.
يقول الدكتور محمد بن عبدالله الحميري: سيبقى يوم 22 مايو محفورا في ذاكرة كل أبناء الوطن بمن فيهم أولئك النفر القليل الذين استجابوا لنداءات الضعف والفرقة والتجزئة والمصالح برغبتهم في الانفصال أو العودة لما قبل 22 مايو 1990م لماذا لأن ما حدث بعد ذلك اليوم شكل حالة فارقة في كل مناحي الحياة في اليمن وكان سببا في دخول اليمن مرحلة جديدة في الأداء والتميز والتعامل مع الخارج والداخل فقد ارتبط تعامل الدولة داخليا مع كافة أبنائها بنفس ديمقراطي مهما قيل عنه ومهما انتقص البعض منه أو غالوا في وصفه إلا أن الجميع يتفق على أن هذا النِفِسú كان له نكهة مختلفة عن كل التجارب الديمقراطية السابقة.. وكان هناك أداء وتفاعل وجدل وطني أفرز الكثير من الظواهر الصحية ومن عوامل القوة التي أضافتها الوحدة اليمنية لمجتمعنا وبالمقابل تجسدت بعض العيوب في إطارها الطبيعي الذي يرافق أية تجربة إنسانية على الأرض. وعلى الصعيد الخارجي أصبح لليمن دور بارز ومؤثر في محيطه الإقليمي والعربي والدولي وليس هذا المقام محلاٍ لاستعراضه. ولقد كانت لتلك التجربة الوحدوية أثر واضح في تعزيز ثقتنا بالمستقبل ونحن نتحدث اليوم عن المرحلة الجديدة التي ستدخل اليمن فيها قريبا وهي مرحلة الفيدرالية ونظام الأقاليم التي سيتشكل منها اليمن الواحد والموحد.
أقلمة
ويضيف : بعد حوالي ربع قرن من حياة الوحدة واللحمة الوطنية نشعر بهويتنا اليمنية الواحدة وبانتمائنا الأكبر وبمصلحتنا في أن نظل موحدين والفيدرالية تعتبر نظاماٍ آخر للوحدة وهكذا فإنني وعلى الصعيد الشخصي سأظل أنظر لنظام الفيدرالية بأنه في أحسن أحواله نظام يشبه قطاراٍ كبيراٍ يتكون من عدة مقصورات لتسهيل وتنظيم عملية حمل المسافرين وأمتعتهم في حين يقودها سائق واحد وتسير بالجميع أيضا في اتجاه واحد فإن كان نظام الفدرالية والأقاليم الذي ننتظره سيكون مثل ذلك القطار فإن احتفال اليمنيين بعيد الـ22 من مايو سيستمر وسيزداد زخمه في قادم السنين والأعوام لأنه سيظل اليوم الذي ليس فقط تحققت فيه وحدة اليمن ولكنه اليوم الذي دخلت اليمن فيه أولى تجاربها الوحدوية في العصر الحديث وهي التجربة التي شكلت بسلبياتها وإيجابياتها محطة الانطلاق الرئيسية نحو تجربة نظام الوحدة الفيدرالية وهو النظام الذي ما كان له أن يتحقق لليمن واليمنيين بدون أن تسبقه عملية إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الـ 22 من مايو عام 1990 التي نحتفل اليوم بذكراها الرابعة والعشرين.
ويقول الأخ محمد عبدالله زبارة :يأتي هذا العيد المجيد للوحدة اليمنية واليمن يشق طريقه نحو رسم معالم يمن جديد والجديد في هذا العيد أن مساحة المشاركين في رسم لوحة اليمن الجديد قد صارت أكثر تنوعاٍ في ألوان وفرشاة رسم هذه اللوحة التي نرى ملامحها الأولية جميلة وعندما نقول أنها جميلة ندرك أن الجمال نسبي وأن ما يراه البعض جميلا فقط قد يكون عند البعض غير جميل أو جميلا جدا لكن ثقتنا بجمال الصورة لأنه يأتي واليمنيين قد صاروا أكثر قبولا للآخر منهم وقد صاروا أقل تعصبا لرأيهم تأتي هذه الصياغة ومساحة المتعصبين والمتشددين منا قد صارت أضيق من ذي قبل وذلك على حساب المنفتحين منا. 
وما أجمل المنصفين من علمائنا عندما كانوا يقولون إنه لابد من الإيمان بصحة رأي المخالف لأنهم لم يكونوا يرون عصمة لفهومهم وآرائهم وهذا ما نراهن عليه نحن جماعة المتفائلين من اليمانيين ونرى أنفسنا الأعم الأغلب من الشعب ويأتي هذا اليقين بالتفاؤل لأن الأزمة إذا زادت انفرجت ( إن مع العسر يسراٍ إن مع العسر يسراٍ( نحن نرى اليسر مع العسر وليس بعده وهذا جزء من إيماننا بالله ومن الإيمان اليماني الذي شهد به خير خلق اللهوعندما نرى التفاؤل في الفيدرالية نرى ذلك لما للفيدرالية من إيجابيات توزيع السلطة وتوزيع الثروة لأن تركيزهما مفسدة وفساد وقديما قال الحكماء عندما تكون السلطة مطلقة تكون المفسدة مطلقةوعندما تتركز السلطة في موقع واحد يستغني الإنسان عن الآخرين ويمارس طغيانا (إن الإنسان ليطغى إن رآه استغنى( والتحدي اليوم أمام الدولة الفيدرالية هو إثبات أننا قادرون على أن نتدرب ونتأهل لهذا النوع من الحكم في كل الأقاليم ونحيل إدارتها إلى التنافس نحو الإبداع ليبقى التقسيم فيها للسلطة والمال تقسيما يؤكد عدم ممارسة الطغيان ويؤكد العدالة الإنسانية بتساوي الناس جميعا تعالوا أيها اليمانيون لنثبت صدق خير خلق الله وخاتم النبيين والمرسلين عليه وعلينا جميعا أزكى الصلاة وأتم التسليم تعالوا نؤكد أن الحكمة يمانية فهذا خيارنا بالأقاليم ولن يْجمعِ اليمانيون على ضلال.
ويقول الدكتور عبدالله الخياري: العيد الوطني للوحدة اليمنية في ظل الفيدرالية له مذاق خاصبعد فشل دعاة التجزئة في تحقيق مآربهم ونجاح الحوار الوطني الشامل وحكمة الرئيس عبدربه منصور هادي في إدارة البلد وإعادة الحقوق المسلوبةوالأرض المنهوبة لأبناء شعبنا الأحرار في الجنوبوبعون من الله وبحكمة أهل الإيمان والحكمة ستظل الوحدة الوطنية راسخة الجذوروسيبقى علمها مرفرفا مدى الدهور ومن المعلوم أن الفيدراليةليست عصا سحرية لحل مشاكلناولا تزال رهينة على الاستفتاء على الدستور والانتخابات. وحل مشاكلنا وتجذير وحدتنا الوطنيةيعتمدان على حكم رشيدوسياسة راشدةفي ظل دولة مدنية متطورةطاهرة من الفسادقائمة بالعدلراعية للحقوقحافظة للأمن.وهذا يتطلب منا مزيدا من العمل مزيدا من الوعي مزيدا من الإخاء والإيثار والحب.
أما الناشط الحقوقي فهد العميري فيقول:  ظل ذكرى تحقيق الوحدة اليمنية يوما خالدة في التاريخ اليمني نحتفي فيها بإعادة تحقيق الوحدة والخلاص من ربكة التفرقة والشتات والحروب والمكايدات ورغم ما رافق الوحدة من أخطاء سلطوية أثرت على النسيج الاجتماعي والانسجام النفسي بين اليمنيين إلا أنها تظل متجذرة في النفوس والعقول شاهدة على عراقة هذا الشعب وأصالته وتوقه لحياة العزة والكرامة والتقدم بعيدا عن الفساد والتخلف والجهل الذي يضرب معظم الأرض اليمنية في هذه الأثناء والتي يجب أن تدشن الدولة الحرب الشاملة عليه. أن الفيدرالية التي تعد تقسيما إداريا لا سياسيا لا تؤثر من وجهة نظري كثيرا وإن كانت تعزز مدى الانسجام النفسي بين اليمنيين الذي يحتاج إلى ترميم ما اعتوره من جروح من خلال سياسات تتسم بتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ولقمة العيش الشريفة ولا تؤثر على القيمة التي يمثلها22 مايو ذكرى تحقيق الوحدة اليمنية التي سنحتفي بها رغم الوضع الاقتصادي البائس ورغم انقطاع الكهرباء ورغم كل الأخطاء والخطايا التي تحتاج من القيادة السياسية إلى سرعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني .
فيما يقول الأخ محمد محرم: لا خوف على الوحدة في ظل الفيدرالية مادام هنالك رجال في اليمن ووطنيون إن ما يثيره البعض من مخاوف من تنفيذ مخرجات الحور الوطني بشكل صحيح وكامل وقضية توزيع الثروة وليست قضية اقتصادية بحتة لا شأن لها بالتقسيم الجغرافي وهي تساهم في وصول التنمية إلى كل المناطق في كل البلاد والخوف من اهتراء أو تجزؤ النسيج الاجتماعي المجتمع اليمني يتميز بقوة ترابطه وتماسك فئاته حتى وإن حدثت اختلالات ظهرت على السطح يمكن معالجتها بخطط تطبق على المستقبل القريب وإن ما يتم المطالبة به حاليا من انفصال  أو نزاع أو مناطقية لا تشكل خطراٍ بقدر ما هي هرطقة يقوم بها من لديهم مصالح  خاصة لاتخدم الوطن ويمكن معالجتها من خلال حلها بخدمة المجتمع وإرجاع الحقوق إلى أصحابها والاهتمام بالسواد الأعظم من الناس.
قدر ومصير
الدكتور/حسين جغمان : الحقيقة أن الوحدة قدر ومصير الشعب اليمني كلنا متفقون حول هذا الموضوع ونحن كيمنيين يجب علينا المحافظة على الوحدة لأنها قدر ومصير أمة وشعب وباعتبارها أعظم إنجاز حققه اليمنيون منذ قيام الثورة إلى الآن أما اتجاه اليمنيين للأقاليم والفيدرالية فيراه بمنظار آخر, حيث يرى أن اليمن بحاجة إلى إصلاح سياسي لأن المشكلة القائمة هي الصراع السياسي  وفساد وفوضى ليس شكله أقاليم وتمزيق.
محمد نهشل موظف يقول: الوحدة ستستمر ولن تستطيع الفيدرالية أو الاتحاد إنهاءها لأن الوحدة راسخة في قلوب اليمنيين راسخة في أعماقهم ولا يمكن تقسيمها في وجود الأقاليم التي تعتبر دعماٍ للوحدة ودعماٍ لليمن.
الدالي إبراهيم صحفي وناشط يقول: الوحدة في ظل الدولة الاتحادية تعتبر بنية جديدة في الواقع اليمني وتكون مزيج الوحدة ماقبل 2011م وبعد الأحداث  سيرى المواطن اليمني أنها نموذج جديد ستخلق نوعاٍ من التفاؤل والأقاليم ليست بحجم التخوف من الانفصال في هذه المرحلة حيث تكمن المشكلة في العمق الاستراتيجي لدى القوى السياسية أما بالنسبة للمواطن اليمني البسيط فلا يبحث عن الانفصال وهو في الأساس يبحث عن الأمن والوحدة بشكل أكبر لأنها تساعده في حل الإشكاليات التي تحصل لديه مثل مشكلة الغلاء والكهرباء والنفط ويبقى كل مسؤول يبحث عن ذاته الجيش ووزارة الدفاع مسؤولة عن الدولة المركزية و حماية الوحدة.

قد يعجبك ايضا