حماية الوحدة مسؤولية الأجيال القائمة والقادمة!!!
حسن أحمد اللوزي
مع أن هناك في حياتنا المعيشية الكثير مما يحزن النفوس ويطوقنا بالمواجع والآلام إلا أن المناسبات الوطنية تأخذ حقها من الاهتمام والاحياء لمعانيها الجليلة والتمسك بدلالاتها الوطنية لتظل حية في مضاعفة قيمة الوجود بكل ما تعنيه ولتبقى حركة نابضة في توهج التاريخ فكيف بالأمر إذا كانت المناسبة مرتبطة بالعيد الوطني الخالد في الذكرى الأبدية العطرة لإنجاز نصر إعادة تحقيق الوحدة اليمنية الخالدة وعيد الأعياد الوطنية والقومية الفارقة في صورة أعظم ما تحقق للأمة العربية في القرن العشرين من انتصارات في تاريخ النضال العربي المصيري في طريق الاتحاد العربي !!
ومع ذلك فإن أكثر ما يحز في النفس والبلاد كلها تجاهد من أجل الخروج من محنتها التي آن أوان انقشاعها وزوالها بإذن الله هو استمرار البعض من القلة القليلة الناشزة في غيهم وعنادهم وجهلهم في التمترس في مواقف عبثية مدمرة ضد نصر الوحدة اليمنية الخالدة متنكرين للهوية الوطنية ومستمرين في ضلالة الدعوة الخاسرة لإعادة تمزيق الوطن اليمني رافعين شعارات متناقضة مع الولاء الوطني والسيادة الوطنية ويدعون امتلاك هوية أخرى غير هويتهم اليمنية ولا يخجلون من أن يظهروا عراة أمام العالم الذي يسخر منهم بل ويستنكر دعواهم ويرفضها كما تدينها وترفضها كل المواقف العربية المبدئية منفردة ومجتمعة كما تجلى في قرارات القمة العربية الخامسة والعشرين في دولة الكويت الشقيقة وفي كل قرارات وموقف الشرعية الدولية كما ظهر بارزا ومؤكدا عليه في قرارات مجلس الأمن المتوالية
ومع ذلك فإنه من الخطأ تجاهل الخطر الجسيم الذي يمثله تجاوز ما كان يعرف بالحراك السلمي وهو ما يوجب على كل أبناء شعبنا وبخاصة في المحافظات الجنوبية اليقظة الكاملة والحازمة نحو ما يمكن أن تتعرض له وحدة الوطن وعرقلة جهود تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني على خلفية الدعوات الانفصالية والتحريض بكل الصور بما فيها الإعلام على صراعات الفتنة أيا كان مسماها ومستدعية دون خجل أو مراعاة للسيادة الوطنية المخاطر الخارجية التي سوف تكون اشد فتكا بالسيادة الوطنية وسلامة الأراضي والثروات والمقدرات اليمنية
ومعروف بل هو محفوظ عن ظهر قلب حقيقة المخاطر الداخلية التي يمكن أن يسببها تمزق الوطن اليمني لا قدر الله فهي عديدة حتى انه لا يمكن أن تحصى أو الوقوف أمامها في مقال محدود في مثل هذا الحيز ولأنها تبدو متداخلة أمنيا واجتماعيا وبأقنعة سياسية واقتصادية بسبب ركام الإرث المتصل بالصراعات والثارات التي لم تتم معالجتها بصورة نهائية في وقت مبكر في أكثر من محافظة للأسف الشديد !
فأي انقسام على أي نطاق يحمل في ذاته بذور الاختلافات والصراعات التي تكون مهادا وتهيئ مناخا مواتيا لاحتدام الحروب وما أسهل أن تختلق أو تبتكر الأسباب والدوافع مع كل انقسام لمجرد الرغبة في الإستقلال والتفرد بأوهام الاستغناء عن الآخرين والاعتماد على القدرة الذاتية ليكون رقما معتبرا وقائما بنفسه ويا للعجب مما تحبل به الرؤوس الخاوية والعقول المغسولة بالأفكار الطائرة خارج بوتقة الحقيقة
ولا شك بأن طبائع البشر وأطماعهم قد تدفع إلى ما هو أخطر ! ذلك إن الدوافع في الكتل البشرية صغيرة كانت أو كبيرة أكثر توفرا على الإجرام عندما تفتقد النظام المحصن الجامع لها في قالب شرعي ونظامي واحد.. لأنها تجد في الصراعات الطريقة الوحيدة التي تتوهم بها أنها تحقق ذاتها وتصل إلى نزعاتها.. وإيجاد كيانها الزائف أو تصل إلى الأهداف الضيقة المحصورة بها تلك التي تؤمن بها أو تزايد على الاخرين من حولها!!
ولا شك أنه عندما تصطبغ تلك النزعات والخلافات والأهداف المنحرفة والنعرات المناطقية والطائفية والمذهبية بهالة خرافية من المكابرة والادعاء بالحقانية وتميز النسيج الاجتماعي والحال المختلف أو المغاير تظهر صور الأمراض السابتة تحت الرماد للأسف الشديد كما يلهث البعض في الحديث عن امتلاك هوية وطنية غير يمنية مما يعتبر أشد وطأة على الوجود الوطني برمته.. وأكثر خطورة على روح الحياة في المجتمع الواحد وفي احتمالات المستقبل بالنسبة لتكوينات متباهيه بنفسها كذبا وإدعاء بل وفجورا سياسيا لا مثيل له في حياة كل الشعوب والأمم وتبقى الهيمنة.. وسطوة التحكم لمن يتوهم ايضا في نفسه القدرة على الاستقلال وفرض النفوذ .. والهيمنة على الأجزاء والوحدات الأخرى من خلال الظهور بسطوة القوة.. والغلبة والاعتداء على مشاعر التلاحم والتراحم والأخوة العقيدية والوطنية والندية الاجتماعية البانية !
وإيماننا بأن الأجيا