أرتفاع اسعار وايتات المياه تفاقم معاناة السكان


مختصــون: وجهنا بتزويد محطات ضخ المياه بكميات عاجلة من الديزل شريطة الالتزام بالسعر المتعارف عليه
أزمة مياه مفتعلة وسوق سوداء في غياب الرقابة..!!
أزمة المشتقات النفطية أصابت المواطن اليمني بشلل وعرقلت أعمال الكثير عليهم وحملت الآخرين أعباء مالية إضافية في كثير من جوانب الحياة وهذا ما لمسناه فعلاٍ بارتفاع سعر وايت الماء من (3 آلاف) ريال إلى ما يقارب (8 آلاف) ريال بسبب انقطاع البترول والد يزل الذي دفع أصحاب الوايتات للوقوف في طابورين الأول أمام محطة البنزين والآخر أمام ارتوازات المياه ليسقط الفأس فوق رأس المواطن الذي اضطر لدفع أكثر من ضعف سعر الوايت القديم هذا إن تمكن أصلا من شرائه.. مزيد من التفاصيل عن هذه المشكلة تجدونه في هذا التحقيق لنتابع.
بعد أن استمر الماء بالانقطاع لأكثر من عشرة أيام في بيته اضطر المواطن محمد اليامي للخروج في حر الشمس لشراء وايت ماء وما إن وصل إلى جولة العمري حتى فاجأه أصحاب الوايتات بأسعار تصل لأكثر من الضعف مما كانت عليه قبل ثلاثة أيام وأكد اليامي انه اشترى وايتاِ بنفس الحجم ومن نفس المكان قبل فترة ليست با لبعيدة بـ3 آلاف ريال لا غير وأضاف لا أدري كيف أعيش في ظل ارتفاع أسعار المياه بشكل يجعل من شرائه أمرا صعباٍ للغاية.
لم يكن اليامي هو الوحيد الذي فاجأته الأسعار الجديدة لأصحاب الوايتات فالوصابي صاحب بوفية هو الآخر تعجب من هذه الأسعار التي فاقت ضعف السعر الأول وقال: أنا مضطر إلى شراء الماء من أصحاب الوايتات بالسعر الذي يريدونه لكي لا يتوقف عملي ولا أدري لماذا ارتفع سعر الماء بهذا الشكل فالأمر أصبح عشوائياٍ فكل أصاحب الوايتات والارتوازات يبيعون الماء بالسعر الذي يريدون دون وجود أي رقيب ينظم ويحدد سعر معين وثابت ويزيل عنا هم الغلاء غير المبرر.
(استغلال الأزمة)
لا يكاد يشعر المواطن بوجود أزمة في المشتقات النفطية إلا وسارع الجميع في رفع الأسعار هذا ما قاله محمد القباطي بعد أن أنهكته رحلة البحث عن وايت ماء بسعر مناسب في شارع النصر فهو كما أكد لي لا يملك في جيبه سوى 2500ريال وهذا المبلغ هو سعر الوايت الذي تعود عليه القباطي في العادة ولكن ما وجده عكس ذلك تماماٍ فسعر الوايت وصل إلى 8 آلاف ريال بحجة أزمة البترول التي أرجعت القباطي إلي بيته بخفي حنين.
الخالة شكرية هي الأخرى فقدت الأمل لشراء وايت الماء التي اعتادت شرائه بـ2500ريال وتؤكد أنها توقفت عن أعمال المنزل منتظرة قدوم صاحب الوايت لتعبئة خزان المنزل وفور وصوله أخبرها أن سعر الوايت أصبح بـ 7000 آلاف ريال تفاجأت الخالة شكرية حين سمعت هذا الكلام كما قالت وأمرت صاحب الوايت بالذهاب بعد أن كانت قد اتصلت به مسبقاٍ.
طابوران
الأشول صاحب وايت يبيع الماء الذي فيه آلاف 6000ريال وحينما سألته عن السبب رد علي قائلاٍ: (اتقوا الله إحنا نطوبر طابورين الأول عند أصحاب محطات البنزين والآخر عند صاحب الارتواز الذي نجلس عنده لساعات طويلة لملئ الخزان واحمدوا ربكم أنكم تشتروه بهذا السعر).
الأشول وغيره عانوا كما قالوا من أزمة المشتقات النفطية وهذا ما أكده القدسي صاحب وايت بحي الصافية حين فسر لي السبب وراء رفع سعر شراء الوايت, وقال: كنا قبل أسابيع نملئ خزاناتنا باليوم مرتين أو ثلاث مرات دون أي عناء أما الآن بات من الصعب أن املاه مرة واحدة خاصة في ظل انقطاع الكهرباء وانعدام الديزل ويضيف قائلاٍ: أنا أكد لك أن هذه الأزمة أتعبت سائق الوايت كما أتعبت المواطن وأصحاب الأرتوازات رفعوا سعر التعبئة من 1000 ريال إلى 2000 ريال با لإضافة إلى الساعات الطويلة التي اقضيها أنا وباقي أصحاب الوايتات في سرب طويل لتعبئة الماء من الارتواز والبترول من محطات الوقود.
الصلوي صاحب وايت في الحي السياسي يؤكد أن الانتظار في طوابير محطات البترول تضييع للوقت لذا فهوا يلجأ لشراء دبةالبترول من السوق السوداء بـ4 ألاف ريال وتعبئة الوايت من ارتواز سوق عنس3 آلاف ريال دون أن يرهق نفسه بطوابير الانتظار لذا فهو يبيع الوايت 10000آلاف ريال ويضيف المواطن بحاجه للماء لذا سيدفع وسيتحمل هذا السعر حتى تنتهي أزمة المشتقات النفطية.

أزمة خانقة
تمر البلاد بأزمة خانقه في المشتقات النفطية وهذا ما دفع أصحاب ارتوازات المياه لرفع سعر البيع إلى الضعف.
الحاج أحمد الرحبي صاحب ارتواز بحي الصافية حدثنا عن سبب رفع سعر تعبئة الوايت إلى 2000 ريال بقوله نحن نشتري برميل الديزل بـ6000 آلاف ريال من السوق السوداء ونستخدم كل 12ساعة برميلاٍ واحداٍ وهذا ما دفعنا إلي رفع سعر تعبئة الماء على أصحاب الوايتات الذين رفعوا بدورهم السعر على المواطن ولو كان الديزل موجوداٍ لما قمنا برفع سعر الماء من 1000 ريال إلى 2000 ريال.
ويؤكد الرحبي بدوره أن أزمة المشتقات النفطية أتعبت الجميع فالأرباح التي يجنيها قليلة للغاية وتكاد تكون معدومة ولو توفر الديزل لكان الحال أفضل لهم ولأصحاب الوايتات والمواطن في الدرجة الأولى.
ما وراء جنون الأسعار
تداعت أزمة المشتقات النفطية على كل الجوانب الخدمية خصوصا المياه والكهرباء وكشفت عن وجه أكثر سواداٍ لتعامل المحطات مع المواطن المتلقي الدائم للأزمات في بلادنا من خلال التلاعب بالكميات وبيعها بأسعار جنونية وبطرق سرية.. ما رفع أسعار وايتات المياه حيث وصل سعر الوايت الماء إلى (8000) آلاف ريال لكن كيف ارتفع السعر بهذا الشكل وكيف تعاملت الجهات المختصة بتزويد البومبات الديزل¿ وكيف استطاع أصحاب البومبات كشف أساليب وفساد المحطات بعد أن اكتظت ساحات تلك البومبات بوايتات المياه¿
كانت الصدفة هي من قادتني إلى الإجابة على هذه التساؤلات, وأنا في طريق البحث عن حيثيات وأسباب وخفايا أزمة الديزل في شركة النفط اليمنية الجهة المختصة بتمويل السوق أي إذا أردت أن تعرف الشرائح والفئات والقطاعات الخدمية ستجدها لدى هذه الشركة التي تتحمل أعباء التقطعات وتلقي إليها أسباب تعثرات مشاريع أمانة العاصمة وارتفاع أسعار المياه وقتامة الليالي السوداء والمظلمة دون أن يقف أحد ليسأل الجهات الأخرى عن مسؤولية هذه الأزمة وجوهرها وأسبابها الأمنية والسياسية والمالية.
خلاصة القول التقيت ثلاثة من أصحاب البومبات (المياه )بمديرية معين في مكتب المدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية الدكتور منصور البطاني حيث قدموا عريضة شكوى وطلبوا بتزويدهم بالديزل كون البومبات واقفة أمام عشرات بل مئات الوايتات المطوبرة منذ ثلاثة أيام وهو ما رفع سعر الوايت الماء من (700) ريال إلى 7000 آلاف ريال وأكثر), لكن المدير التنفيذي أشار إليهم متسائلا.. لماذا لا يتوجهون مباشرة إلى المحطات خصوصا وقد وصلت الكميات¿ وهو السؤال الذي كشف عن أسباب استمرار الأزمة رغم وصول الكميات الكبيرة للمحطات.
كميات عاجلة
أحدهم يملك أربع بومبات في مديرية معين وهو علي صالح, أوضح في شكواه أن طوابيرهم أمام المحطات لم تجد كاشفا في نفس الوقت أنه اشترى البرميل الديزل بـ(30000) ريال من المحطات التي تنفي وجود ديزل وبنزين رغم الطوابير وازدحام الموطنين تساءل المدير التنفيذي حول كيف يمكن إخفاء الكميات في ظل وجود لجان رقابية واستدعى لحظتها مجموعة من مندوبي الشركة الذين أكدوا أنهم يراقبون حسب العدادات الواضحة أمامهم.
علي صالح أكد أن اضطراره إلى شراء الكميات بهذا السعر حتى لا يوقف محطات المياه التي تزود مديرية معين بالمياه عبر الوايتات وأنه اشترى من داخل المحطات التي توجد لديها مضخات سرية وخلفية تضخ إلى براميل تذهب إلى السوق السوداء أو تباع في المحطة.. وهو ما جعل الدكتور البطاني يشكل لجنة فنية ترافق المواطنين إلى المحطات التي ذكرها أصحاب البومبات.. ووجه في نفس الوقت بصرف كميات إضافية مؤقتة لمندوبي محطات المياه والبومبات حتى لا تتوقف عن ضخ المياه, مشترطا إعادة السعر إلى عهده قبل الأزمة, وهو ما التزم به أصحاب البومبات.
●تصوير /فاروق الشعراني

قد يعجبك ايضا