من المسؤول عن ضحايا حوادث الطرق

ناجي عبدالله الحرازي


ناجي عبدالله الحرازي –

مرة أخرى نسمع مصدرا رسميا يعلن أمام الملأ أن نسبة الوفيات الناتجة عن حوادث السير والمركبات في اليمن تعد من أعلى النسب على مستوى العالم عند المقارنة بين نسبة السكان وعدد السيارات الموجودة في البلاد.
وكأن آخر ما ينقصنا في اليمن من المشاكل والمتاعب هو حوادث الطرق هذه ومسبباتها والحاجة إلى وضع حد لها.
هذه المرة جاء التصريح على لسان العقيد محمد علي البحاشي مدير مرور أمانة  العاصمة صنعاء الذي قال : تشير الإحصاءات الأخيرة إلى أنه إذا كان لدينا مليون سيارة فسينتج عنها أكثر من ألفين وأربعمائة وأربعة وتسعين حالة وفاة سنويا وهذا يعني حدوث حالة وفاة لكل 400 سيارة.
بينما هناك دول عديدة ومنها بعض دول الجوار كالمملكة العربية السعودية تشير إحصائياتها إلى حدوث حالة وفاة واحدة لكل 1100 سيارة في دولة مجاورة (المملكة العربية السعودية).
وبحسب التقرير النهائي للعام المنصرم الذي أصدرته الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية اليمنية فقد شهدت مختلف المحافظات اليمنية 8962 حادثا مروريا نتج عنها وفاة 2494 شخصا من مختلف الفئات العمرية, وإصابة6164 بإصابات بليغة و6458 بإصابات طفيفة.
هذه الأرقام بطبيعة الحال تبدو مخيفة وتتجاوز أرقام ضحايا تبادل إطلاق النار نتيجة لصراعات أومواجهات قبلية أوعمليات إرهابية أو حوادث العبث بالسلاح المنتشر في أوساط اليمنيين.
 المسئوول المروري الذي أبلغنا أن نسبة الوفيات الناتجة عن حوادث السير والمركبات في اليمن تعد من أعلى النسب على مستوى العالم حذرنا من أنه في حال استمرار التصاعد في حوادث المرور فإن المواطنين سيكونون مقبلين على حرب أدواتها هي السيارات والسائقون المستهترون والطرق السيئة وضحاياها بطبيعة الحال هم أناس لاحول لهم ولاقوة .
 معلوم أن التقارير المرورية عن الحوادث التي تشهدها اليمن وتحصد أرواح العشرات شهريا كما تصيب المئات كانت دائما تشير الى أن السرعة الزائدة وعدم صيانة السيارات بشكل دوري من الأسباب الرئيسية للحوادث.
لكن هذه التقارير تعود وتؤكد على أن الطرق التي تربط المحافظات تعد القاتل رقم واحد لأسباب عديدة أهمها انعدام مواصافات أو مقاييس الأمن والسلامة إضافة إلى انعدام الإنارة وتزايد أعداد المطبات فيها ..
وهذا قد يكون صحيحا إذا تأملنا حال طرقنا التي يفترض أنها سريعة وتنقلنا من مدينة إلى أخرى !
ذلك أن واقع هذه الطرق بشكل عام يبدو مثيرا للقلق مع إصرار الجهة المسئوولة عن سلامة هذه الطرق وصيانتها وجعلها قابلة للاستخدام على الإلتزام بأدني معايير السلامة كالفصل بين مساري الذهاب والإياب وعدم وضع حواجز وقائية عند طرفي الطرق وعدم إنارتها.
وهناك بطبيعة الحال مشكلة لا مبالاة بعض السائقين ممن يعتقدون أن الإمساك بعجلة القيادة (السكان) كاف للسفر حتى بين المدن من خلال طرقنا الصعبة ..
والأدهى أن كثيرا من السائقين الذين يرتكبون الحوادث أو يتسببون فيها لا يحملون رخصة قيادة ولم يخضعوا للإجراءات التي تسبق حصولهم على رخصة القيادة.
فهل تدرك الجهات المختصة أن من واجبها العمل على وضع حد لهذه الظاهرة المؤلمة ولتداعياتها على مجتمعنا ¿ وأن صيانة الطرق وفرض ضوابط وإجراءات مشددة توفر الحد الأدني من الشعور بالأمان في طرقنا التي تحولت إلى ساحة معركة لايقل أهمية عن توفير الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية للمجتمع ¿¿
وفي المقابل هل يدرك السائقون المتهورون أن قيادة السيارة مسئولية وليس مجرد تسلية ¿¿

قد يعجبك ايضا