سياسيون: قلقون على جيل الشباب من أفكار القاعدة الهدامة


مراقبون: الإرهاب عطل التنمية وطرد الاستثمار ولا حل إلا باستئصاله

مواطنون: الإرهاب أصابنا بالخوف والهلع ونشعر أن أطفالنا في خطر

الاســــتثمارات والســــــياحة.. بئــر معطلة

احترقت مدينة بذنب كافر.. ما أقرب هذا المثل إلى ما يعيشه اليمنيون.. شخص خرج عن الفطرة السليمة والسلوك السوي وذهب ليرتكب جريمة في وضح النهار وفي أوج الزحام بين أطفال عابرين أو سوق يكتظ بأبرياء لا ذنب لهم سوى أن هذا الشخص أراد الجنة بوصفة كتبها له شيخ أتى من خارج ليبتسم حين يسمع الانفجار قابضاٍ على لحيته مردداٍ بخبث داخل قرارة نفسه, القاتل يمني كافر.. والمقتول يمني بريء وشخص آخر أغواه أعداء الإنسانية باسم الإسلام البريء من كل ما يفترونه عليه فيخرج عن أسرة أضناها الفقر وانتظرت سنوات طوال لأن يعولها هذا الابن فتجد نفسها تبحث عن ابن مجرم لاذ بالفرار إلى حيث عرسُ أو فرحُ فيحوله إلى مأتم وأجساد أطفال محروقة ليلقى الابن حتفه بعد فوات الأوان وبعد أن ظل دربه باتجاه الجحيم.. هذا هو الإرهاب في اليمن, في هذا الاستطلاع سننقل ما أحدثه الإرهاب بأمن واستقرار اليمن وسكينته العامة.. فإلى التفاصيل:

العيش في ظل الخوف, فتنة والفتنة أشد من القتل هذا ما يعيشه الناس في المناطق التي تشهد انتشار عناصر القاعدة في محافظتي أبين وشبوة وكذلك البيضاء.. هذا ما يقوله المواطنون الذين نتحدث معهم عن ما يجري في مناطقهم من إرهاب فأحمد صلاح من أبناء أبين (لودر) التقيته بالصدفة في وزارة التعليم الفني والتدريب المهني ويؤكد أن كل مواطن منتظر للموت إما بتفجير أو بدراجة نارية أوبضربة طائرة بدون طيار وهي تلاحق عناصر القاعدة يقول: لقد نزح الآلاف من أبين في الحرب الأولى ومن عاد فلايزال يعيش هاجس الخوف, وفوبيا الترقب لأي أحداث بسبب نشاط الإرهاب وعناصره المتطرفة.
المواطن علي زيد الوصابي من وصاب السافل يؤكد أن المجتمع صار لا يشعر بالأمان حتى وهو في عقر داره حتى أصبحنا نخاف من تعرض أبنائنا للخطف أو القتل أو من انخراطهم في صفوف القاعدة على حين غرة من انشغال الأسرة عنه, وهو في المدرسة أو في المدينة.
وأضاف الوصابي: لا أعتقد أن هذا الخوف مجرد هواجس فهناك كثير من الأسر الفقيرة اكتشفت بعد فوات الأوان أن من أبنائها من أصبحت تردد اسماؤهم في قوائم الإرهابيين فصار المجتمع بذلك في قلق وخوف كبيرين وانعدمت السكينة العامة بتاتاٍ إلى درجة أن بعض الأسر أحجمت عن مواصلة تعليم أبنائها والسماح لهم بالذهاب إلى الجامعات أو المدن وهم في سن المراهقة.

إرباك الحياة اليومية
تصور كيف يعيش المواطنون حياتهم اليومية, وسط مخاوف الأعمال الإرهابية والاعتداءات المستمرة..¿ هكذا تساءلت التربوية القديرة والأخصائية الاجتماعية نور حسن في مدرسة خاصة حين سألتها عن أثر الإرهاب على إيقاع الحياة اليومية.
نور تؤكد أن لها معنى للأمن والأمان والإرهاب يتربص بالناس في السوق والوظيفة وفي المشفى حتى في الجامع خصوصا في المدن الكبرى كعدن وصنعاء ولنا في الهجوم الذي طال مستشفى العرضي وطال المنطقة الرابعة بعدن خير دليل, نور حسن التي بدت متذمرة تضيف: لقد أصبحت الحياة مرتبكة وهي بشكلها الطبيعي فما بالك اليوم والحرب معلنة على عصابات الإرهاب التي تدمر وتقتل وتسلب في سبيل إخفاء نفسها وتستهدف التجمعات السكنية في المدارس في المساجد وغيرها.. لأنها لا تفرق بين نساء ولا أطفال ولا مرضى.

تعطيل التنمية وخططها
يقول اللواء حاتم أبو حاتم القيادي الناصري والخبير السياسي والألم يتدفق في حروفه لقد شكل الإرهاب خطراٍ كبيراٍ على اليمن اقتصاديا وسياسيا وتنمويا.
ويضيف أبوحاتم أما إلى أي مدى أضر الإرهاب باليمن فالكل يعلم على الصعيدين الداخلي والخارجي أن اليمن أصبح ساحة للحرب المستمرة على الإرهاب ووجهة للإرهاب من كل دول العالم.. الأمر الذي عكس نفسه على السكينة العامة والأمن والاستقرار الأمر الذي عطل التنمية وخططها وقتل جهود الدولة في استعادة هيبتها وإرساء دعائم الأمن والاستقرار.
ناهيك عن ما خسرته اليمن من أرواح بشرية من خيرة أبناء قواتها المسلحة والأمن والمواطنين أما الخسائر المادية فلا أستطيع تقديرها نظراٍ لجسامتها في كافة قطاعات التنمية والحياة اليومية.

طارد للاستثمار والسياحة
من جانبه أشار المحامي فيصل الخليفي عضو مؤتمر الحوار الوطني إلى أن ما حدث ويحدث في اليمن من عنف وإرهاب على أيدي تنظيم القاعدة أو العصابات الإجرامية التي تختطف الأجانب والسياح أضرت ليس بأمن واستقرار البلد بل وشلت الاقتصاد والاستثمار والسياحة فقد طرد الإرهاب عدداٍ كبيراٍ من الشركات النفطية التي تدر على اليمن مبالغ كبيرة وباهظة وتشغل الآلاف من القوى العاملة اليمنية وتساهم في حركة السوق التجارية في مناطق الاستثمار وفي منافذ البلد وغيرها.
وأضاف الخليفي: لقد ألحق الإرهاب بأمن واستقرار اليمن بالغ الأثر فأحجمت الشركات الاستثمارية العربية والأجنبية وحتى المحلية في الدخول إلى اليمن نظراٍ للمخاطر التي تضر بيئة الاستثمار والسياحة حيث صارت اليمن مغلقة تماما أمام السياح العرب والأجانب بل محظورة من سلطات البلدان المختلفة إذ لا تسمح تلك البلدان لمواطنيها بالذهاب إلى اليمن.
وقال الخليفي: أما على صعيد السكينة العامة والاستقرار الاجتماعي فقد صرنا نخاف على أبنائنا المراهقين وصغار السن من أن تظفر بهم قوى التطرف والإرهاب فينخرطون في صفوفها نظراٍ لما تنتهجه من أساليب خطيرة للسيطرة على عقولهم وتسخيرها في الاتجاه الذي يخدم العنف والإرهاب.
وأكد الخليفي أن لا مجال ولا علاج ولا سلاح لهذا الخطر إلا بتضافر جهود الجميع في الحرب على الإرهاب واجتثاثه من جذوره, إضافة إلى سلاح العلم والفكر والتنوير والتربية السليمة.

قد يعجبك ايضا