وقفة مع مجموعة فارس البيل القصصية .. ” وشاية الليلك”

الثورة

الثورة –
يحلو للقاص فارس البيل أن يخاطبها بلفظ “جميلتي” و”وشاية الليلك” ليست مجموعة قصصية جميلة فحسب إنها وبرغم نفسها الأرستقراطي الواضح لعوب أيضا.
ذلك أن فارس البيل لا يطوع اللغة إنه يطاوعها لا تعرف أيهما يشد الآخر إليه إنهما معا يمارسان الانثيال الحر يندمجان يصبحان واحدا ليس ثم طريق آخر تقول يبدو أن اللغة تكتب ذاتها.
وبرغم أن وشاية الليلك ليست وشاية واحدة بل اثنتا عشرة وشاية إلا أنه يمكنك قراءتها في جلسة واحدة بل إنك لن تستطيع إلا أن تقرأها في جلسة واحدة على أن مكمن إغواء هذه الوشايات أنها تتحداك: ستعود غدا وحينما تعود “غدا” لتقرأها في جلسة واحدة أيضا تتحداك مرة أخرى: ستعود غدا وهي رغم تحديها المستفز هذا تكسب الرهان دائما.
تشدك كل وشاية بلا ابتذال صخب هادئ شيء ما يجتاحك بهدوء كيف يكون الاجتياح هادئا¿ لا أدري. لكنك ستعرف ما أقصده تماما حالما تنسل منك أو إليك لحظة لا تعرف كنهها لا تدعوك للضحك كما أنها لا تدعوك للبكاء إنها تدعوك لممارستهما معا.
لا تنتمي هذه الوشايات لعالم الكوميديا السوداء ليست مأساة كما أنها ليست ملهاة إنها تدور في عالم بين بين لن تخرج عن هذه القاعدة إلا وشاية واحدة وهي الوشاية الوحيدة التي لم تشدني كالأخريات وحالما أخبرني فارس البيل بأنها الوحيدة المبنية على قصة حدثت فعلا أدركت وقتها سر ضعفها مقارنة بأخواتها:
لقد شد فارس البيل كل الوشايات إلى عالمه فيما شدته هذه الوشاية بالذات إلى عالمها. وسأوكل إليكم أمر اكتشاف هذه الوشاية بالطبع.
في هذه المجموعة وشايات متباينة يخترق بعضها عالم الفكرة مثل المد الأزرق فيما يخترق بعضها الآخر عالم الصورة على أن الوشايات كلها تلعب على وتر البنية السردية حتى أنه يمكننا القول بأن كل وشاية خلقت عالمها السردي بالغ الخصوصية فيما كانت اللغة من حيثها لغة فخمة هي الثابت الوحيد.
وشاية الليلك وهي خطيئة فارس البيل القصصية الأولى فازت بجائزة الشارقة للإبداع الأدبي وحينما أصفها بالـ “خطيئة” فذلك لأن فارس البيل أيضا طالما اعتبرها خطيئة وكنت قد وعدته فور حصولي على نسخة إليكترونية منها بألا أخبر بها أو عنها أحد.
على أني وإذا كنت أعترف الآن بأن هذا الوعد طالما كان عبئا ثقيلا فإني أزعم أيضا بأني بت منذ اليوم في حل عنه خصوصا وأن هذه الوشايات وفقا لكاتبها:
ترفل الآن في معرض ابو ظبي الدولي 24 للكتاب كما أنها ستحلق قريبا إلى معارض ومعارج أخرى.
حسنا سأخبركم سرا:
لم أقرأ مجموعة قصصية يمنية أو حتى رواية “باستثناء رواية حمار بين الأغاني لوجدي الأهدل” تضاهي في جمالها وإحكامها أو حتى تقترب من العوالم التي خلقها فارس البيل في هذه المجموعة الأنثى الساحرة أو الأنثى المجموعة الساحرة.
لهذا يا أصدقائي الطيبين لا تقتنوا هذه المحرمة وفي حال اقتنيتموها فضعوها على الرف.
إنه لأمر سيء بالطبع أن تغويك أنثى أو حكاية.

قد يعجبك ايضا