طلاب: تلخيص المنهج وتحديد دروس معينة مطب كبير في امتحانات الشهادة


تحقيق / وائل علي الشيباني –
معلمون: من يلجأ إلى تلخيص المنهج عاجز عن توصيل المعلومة للطالب

مدراء مناطق تعليمية: وعي الطلاب وأولياء الأمور يكمن في الإبلاغ عن تلك الممارسات

باحثون تربويون: الملخصات تعود الطالب على الكسل والاتكالية وعدم البحث

المنهج الدراسي تلخيص تحت اسم ملازم بحيث يختزل الكتاب أبو 100 ورقة مثلا وأكثر إلى عدد قليل من الأوراق لا تتجاوز أصابع اليد ومشكلة خطيرة بدأت تنتشر بكثرة في الآونة الأخيرة في المدارس.. فما الآثار السلبية التي تتركها تلك الملازم في مستوى تحصيل الطلبة العلمي وكيف تكرس حالة هزيلة من الحصيلة المعرفية المبتورة لتتحول كثير من مفردات المناهج إلى جزء مهمل.. الملازم وأثرها على التحصيل العلمي والامتحانات في التحقيق التالي:

كانت الفرحة تغمر الطالب علي محمد الذي يدرس في إحدى المدارس الأهلية بمديريه آزال حين اكتشف أن منهج الصف التاسع أصبح ملازم في متناول اليد هذا في العام الماضي لكنه صدم بالنتيجة النهائية التي وضعته في قائمة الرسوب لأنه اعتمد حسب قوله في المذاكرة على الملازم وهاهو هذا العام في الصف التاسع يحاول يعاود الكرة من جديد لكن بحذر شديد يوائم فيه بين الملخص والمنهج.
يحاول محمد إرجاع سبب رسوبه في العام الفائت إلى تدليل المدرسين له ولزملائه في المدرسة ويقول : كان بعض المدرسين يلخصون لنا المنهج إلى خمس أوراق وكنت غالباٍ ما آتي قبل الامتحان بأيام قليلة لمذاكرة هذه الأوراق وأحقق علامات تفرح والدي وكان بعض المدرسين يعطوننا عشرين سؤالاٍ ويقولون لنا من هذه الأسئلة سيأتي الامتحان وآخرون يقومون بتحديد عدد من الأوراق في المنهج لنقوم بمذاكرتها فقط لأن الامتحان سيأتي منها. ويقارن بين الاستعانة بالملازم قبل الصف التاسع وأثناءه بالقول: كانت الدراسة سهلة وقتها وعندما وصلت للصف التاسع لم أستطع مذاكرة المنهج بالكامل لذا رسبت.

استغلال
محمد ثابت- طالب في الصف الثاني الثانوي- بإحدى المدارس الحكومية فضل الطالب عدم ذكر اسم المدرسة لكي لا يعاقبه المدرسون هناك تحدث عن هذه الظاهرة السلبية في مدرسته قائلاٍ: نحن نعاني تقريباٍ كل عام من مدرس أو مدرسين يقومون بتلخيص المنهج إلى عشر ورق تقريباٍ من ثم يجبروننا على شرائها هذا ما حدث في مادة الأحياء هذا العام عند ما قام أستاذ المادة بتلخيصها إلى ثلاث عشرة ورقة- وأكد لنا أن الامتحان النهائي سيأتي من داخلها وعلينا أن نحفظها عن ظهر قلب وأي إجابة من خارج هذا الملخص سيتم إلغاؤها حتى وإن كانت صحيحة بالإضافة إلى أنه طبعها لنا وأعطاها لرئيس الفصل وحدد سعر النسخة 150 ريالاٍ وأخبر رئيس الفصل أن يضع علامة صح أمام الطالب الذي اشتراها أما من رفض ذلك فإنه سيقوم بخصم خمس درجات من أعمال المادة ويصف محمد ثابت هذه التصرفات بالاستغلال لأن هناك طلابا لا يملكون قيمة تلك الملزمة.

رفض قاطع
أنا أرفض هذه العملية بتاتاٍ ولا يمكن أن أسمح بها هنا هكذا استهلت وكيلة مدرسة التوحيد للتعليم الأساسي فتحية عنتر حديثها وأضافت: أنا لا أعترض على بعض الملخصات إن كان الهدف منها توضيح بعض اللبس في المنهج أما إذا كانت تحذف أو تهمش الدروس فهذا أمر مرفوض. وترى عنتر أن المناهج الذي يقدمها المختصون لأبنائنا الطلاب قد تمت دراستها ودراسة مستوى الطلبة قبل وضعها من قبل أساتذة متخصصين في هذا المجال وقالت: ومن الخطأ أن يقوم بعض المدرسين بهذه الأعمال السلبية التي قد تؤثر على الطالب في المستقبل وإذا كان هناك القليل من المدرسين- على حسب قولها- يقومون يمثل هذه الأعمال بهدف الربح المادي أو التقاعس في أداء أعمالهم. فيجب أن يتم منعهم من ذلك.

سندوتشات
الأستاذ / فؤاد سالم- مدرس قرآن كريم- يؤكد على أن المناهج الدراسية المقررة على الطالب مبسطة ولا تحتاج إلى تلخيص يكفي الطالب أن يحضر الفصل الدراسي لاستيعابها سندوتشات خفيفة يقوم بعض المدرسين بإعطائها للطلبة تهرباٍ من تقصيره في أداء مهمته الدراسية لأنه- كما يقول- لا يوجد شيء يحول دون توصل المعلومة من قبل المدرسين للطلبة وإذا كانت هناك أشياء صعبة يمكن للمدرسين الاستعانة ببعض الوسائل والأنشطة لتوصيلها للطالب
لم يختلف معه في الرأي المعلم محمد النجار- مربي المستوى الثالث الأساسي بمدرسة التوحيد- في الرأي ويزيد بالقول: هذا هو الاستغلال المادي بعينه وهذا ما يؤثر على مستوى الطالب ويرى سبب بعض الصعوبات التي يواجهها المعلم يكون عند انتقاله من مرحلة علمية إلى أخرى ويضيف: هناك بعض المواد العلمية الصعبة التي تحتاج إلى شرح مبسط وهذا لا يعني الاستغناء عن باقي المنهج لأن كل ما فيه مهم ويجب أن يفسر ويفهم للطالب.

أهمية الرقابة
منيرة الخطابي- وكيلة مدرسة شاجرة- لم تخف استياءها من قيام بعض المدرسين وخاصة في الصفوف الأساسية- حد قولها- من القيام بهذه الأشياء وأن المخلص الدراسي يجب أن يشرح الأشياء المبهمة في المنهج لا أن يحذف الدروس الموجودة في المناهج وأن هذه الأعمال تشجع الطالب وتربيه على التقاعس وعدم البحث الذي يؤثر على الطالب ومستواه الدراسي.
وحثت الخطابي الجهات الرقابية أو المختصة على العمل على تقنين عقوبات رادعة لمن يمارس هذه الأعمال للحد من انتشارها سواء في المدارس الحكومية أو الأهلية حفاظاٍ على الأجيال القادمة من التكاسل والتقاعس وتلافي الصعوبات التي قد يواجهها الطلبة في المراحل الدراسية التي تليها.

منهج غامض
“نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا” هذا ما قاله الأستاذ منصور الناهمي مدير مدرسة سابق ورئيس لجنة الرقابة في الأمانة للنقابة الوطنية للتعليم العام ويضيف: المناهج في بلادنا معتمة بعض الشيء ولا تخلو من الغموض وفي بعض الأحيان يصعب فهمها من قبل المدرس نفسه فكيف بالطالب وأولياء الأمور وتابع: ما يقوم به بعض المدرسين من تلخيص لهذه المسائل الغامضة دليل على أن هناك شيء معقد في المنهج.
هذا لا يعني تأييدي لما يقوم به بعض المدرسين الذين يعتمدون على مثل هذه الملخصات بالاجتهاد يستطيع المعلم أو المعلمة تخطي الصعاب مهما بلغت وأما فيما يخص بيعها بأسعار مبالغ فيها فهذا غير مقبول وخطأ يجب تصحيحه.

التلخيص ممنوع
المناطق التعليمية ترفض هذا النهج الذي يمارسه بعض المعلمين ويقول ضيف الله الخياط مدير المنطقة التعليمية بمديرية آزال: الملخصات مؤثرة على مستوى الطالب التعليمي وأنا قبل أن أكون مديراٍ للمنطقة التعليمية ولي أمر ودائماٍ ما أقوم بلوم المعلمين الذين يحددون بعض الفصول للطالب ويلغون أخرى فكيف بمن يقوم بتلخيص المنهج الدراسي إلى ورق معدودة لذا فأنا أدعو كل طالب وولي أمر يصادف مدرس في أي مدرسة يقوم بتلخيص المنهج في المنطقة بأن يأتوا إلي ويبلغوني وحينها سيرون بأم أعينهم العقوبات التي سأفرضها عليه. ولم ينكر الخياط وجود هذه الممارسات خاصة في المدارس الأهلية كما أفاد ولكنه في نفس الوقت أكد على ضرورة التعاون من قبل الطالب وولي الأمر أو أي شخص يجد مدرساٍ أو مربياٍ يتبع تلك الطريقة بالإبلاغ السريع عنه لاتخاذ الإجراءات القانونية تجاهه وهذا ما سيحد بالتأكيد من تلك الممارسات.

قد يعجبك ايضا