أسبوع المرور العربي 2014م .. موسم النظام



* احصائيات : وفاة 2494 شخصاٍ وإصابة 622 12آخرين بخسائر تجاوزت ملياري ريال

* مختصون: “التك تك” خطر بثلاث عجلات .. ومواصفاته الفنية صفر

*الداخلية: لدينا خطط للحد من الحوادث المرورية .. والإعلام مربط الفرس

*شرطة السير: الجهل بالقواعد المرورية وغياب تأمين الطرقات والسرعة والانشغال بالهاتف وتناول القات أثناء القيادة مدخل الحوادث

نشهد هذه الأيام فعاليات أسبوع المرور العربي للعام 2014م غير أنه في اليمن مناسبة لمأساة الأرقام الهائلة والمخيفة لضحايا الحوادث المرورية , فمنذ أيام لقي 7 أفراد من أسرة واحدة حتفهم بحادث مروري بصنعاء أثناء مرور السيارة التي كانت تقلهم من منعطف خطير بسرعة تجاوزت 60 كم ’ أسرة قبلها مكونة من خمسة أفراد ارتطمت سيارتهم بشاحنة على مشارف صنعاء مما أدى إلى وفاة ثلاثة من أفرادها ودخول البقية في حالة صحية خطرة.

أمام هذه التداعيات الكارثية يمر أسبوع المرور العربي 2014 على اليمن بإحصائيات مخيفة وضحايا بشرية وخسائر مادية فادحة تنذر بكارثة إنسانية إن لم يتم وضع الحلول للحد منها وفق استراتيجية وطنية تتفاعل فيها كل الجهات المعنية والمنظمات الحقوقية.
التحقيق الصحفي التالي يسلط الضوء على المشكلة .. نتابع..
* وزير الداخلية اللواء الركن عبده حسين الترب قال أن توعية السائقين بالقواعد المرورية والتزامهم بها البوابة الأولى للحد من الحوادث المرورية, مؤكدا على الدور الذي يلعبه شرطي المرور في التقليل من نسبة الحوادث بالتزامه بمهام المهنة من دون تقاعس إلى جانب إخلاصه في أدائه من دون محسوبية ولا ازدواجية بمكيالين .. ونوه إلى أن وزارة الداخلية لها خطط واسعة في استتباب الأمن وتأمين حماية المواطنين من هذا الخطر الذي يستهدف أرواحهم بشكل يومي عن طريق التوعية ودعم رجال المرور في مهامهم الوطنية , مشددا على الدور الذي لا بد أن يلعبه الاعلام في التوعية والتثقيف بقواعد السلامة المرورية للسائقين والمشاة على حد سواء.

أسباب الحوادث
* من جهته يرجع العقيد عبدالرزاق المؤيد – نائب مدير عام شرطة السير أسباب تفاقم الحوادث المرورية إلى المشاكل الفنية بالمركبة والجهل بالقواعد المرورية وغياب تأمين الطرقات والسرعة المفرطة والانشغال بالهاتف أثناء القيادة .. كما أشار إلى أن مشاكل نفسية تؤثر على قيادة السائق والانشغال بالحديث مع الركاب وعدم الانتباه للاتجاهات والإشارات المرورية.
وأضاف أسبابا أخرى منها المباهاة في القيادة وما ينتج عن ذلك من إزهاق الأرواح من دون وعي لحجم التداعيات والمأساة الناتجة عن غياب المسؤولية إضافة إلى تناول القات أثناء القيادة .

2494 ضحية
* المؤيد تحدث بلغة الأرقام قائلاٍ: أكثر من 2494 شخصاٍ لقوا حتفهم جراء هذه الحوادث المرورية في العام الماضي و12.622 أصيبوا بعاهات وإعاقات دائمة , وأكثر من مليارين و175 مليون ريال خسائر مادية ناتجة عن 8962 حادثة مرورية .

الموت بثلاث عجلات
* ويرى إدريس الخطيب – المدير التنفيذي لمنظمة قف للسلامة المرورية أن وجود العربات ذات الثلاث عجلات “التي تعرف بـ(التك تك ) خاصة بعد قرار حظر الدراجات النارية وقيام البعض بتغيير دراجته إلى مركبة بسيطة سواء للاستخدام الشخصي أو بديلا عن تاكسي الأجرة باعتبارها في نظر المواطن حلا للازدحام قد فاقم من المشكلة رغم أنها حسب تقدير الناس أقل تكلفة ووسيلة نقل سريعة وتستطيع اختراق الازدحامات والمرور بين السيارات والشوارع الضيقة لكنها تبقى سبباٍ رئيسياٍ للكثير من الحوادث المرورية وعدم الالتزام بقواعد المرور لهذا تتعرض للعديد من المخاطر على مستوى السلامة المرورية وعلى المستوى الأمني
* ويشخص الخطيب الجانب الفني في العربات ذات الثلاث عجلات بالقول: أن الجوانب الفنية لهذه الوسيلة تفتقر إلى كافة وسائل الأمن والسلامة من حيث التصميم للهيكل غير الثابت كما أنه لا توجد به وسائل الأمان للسائق والركاب فبعض منها مصمم لثلاثة إلى أربعة ركاب مع السائق وهذا يشكل خطرا كبيرا على الركاب ومستخدميه لأنه يتعارض مع وزنه وتصميمه والمشكلة على حد قوله أن هذه العربات أصبحت تسابق السيارات في الخطوط الواسعة التي قد تصل سرعة السيارات فيها إلى 60 كم وهذا خطر كبير في حين تعرضه لحادث مع سيارة أو شاحنة ما.
* ويتابع المدير التنفيذي لمنظمة قف بالقول: وبالإضافة إلى الجانب المهني للسائق فهناك من يقودون هذه الوسيلة من الأطفال ممن هم دون سن الثالثة عشرة وهذه مخالفة قانونية كما أن سائقي هذه الوسيلة الآخرين ليسوا مؤهلين ولم يحصلوا على رخصة قيادة لهذه المركبة والأسوأ من هذا كله هو تجاوزهم لكل قوانين وقواعد المرور وعلى مرأى ومسمع من بعض رجال شرطة السير ونشاهد ذلك يوميا أمام اعيننا من قطع لإشارات المرور والتجاوز الخاطئ فهم لا يحكمهم قانون المرور وإنما تحكمهم الفرصة لقطع الاشارة أو التجاوز .

سلامتي التزامي
* وعن دور المنظمة يفيدنا محمد الشامي رئيس منظمة قف للسلامة المرورية : إن المنظمة قامت بدورها التوعوي وحسب إمكانياتها بعدة حملات توعوية بما فيها حملة “سلامتي التزامي” للسائقين حيث تركزت الحملة حول الاستخدام الآمن للطريق من خلال استخدام وسائل السلامة وعدم السرعة واحترام قواعد وقانون المرور وعدم ازعاج السكينة العامة بمكبرات الصوت والتزاحم مع المشاة في الممرات والشوارع الضيقة .. وقال: تقوم المنظمة أيضا بالإعداد لمشروع تعديل قانون المرور وتقديمه كمقترح للجهات المختصة للإطلاع وفق التدرج الإداري ورفعه لمجلس النواب لمناقشته واعتماده.
* وبحرص شديد يضيف الشامي: إن المنظمة تمد يدها لتقديم العون والاستشارة لكافة الجهات المختصة من أجل حل هذه المشكلة التي تؤرق الجميع من خلال اجراء الدراسات وتقديم الاستشارة من قبل خبراء المنظمة المتخصصين في هذا المجال وإعداد استراتيجية وطنية لمواجهة اخطار السلامة على الطرق وعلى المديين الطويل والقصير وكذلك اطلاق العديد من الحملات التوعوية والقيام بورش عمل خاصة بدراسة وحل هذه المشكلة للحد من الحوادث المرورية .

الحلول المطروحة
* أبعاد السلامة المرورية لخصها المقدم صلاح علوان حيث يقول: إنها قضية يجهلها الكثيرون أثناء قيادتهم كذا لا بد من حملات توعوية تثقيفية بأهميتها عن طريق نشر الدليل العام للسلامة المرورية والمتضمن كافة الخطط والبرامج واللوائح المرورية والإجراءات الوقائية للحد منها ومنع وقوع الحوادث المرورية لضمان سلامة الإنسان وممتلكاته وحفاظا على أمن البلاد ومقوماته البشرية والاقتصادية.
وبيِن أنه من الضرورة فحص الإطارات من حيث المقاس والنوعية والتحمل ومعدل السرعة وسنة الإنتاج وأماكن التخزين والمصابيح من حيث الوضوح واللون ومستوى الإضاءة والإشارات الضوئية في المركبة الدالة على الانعطاف أو التنبيه وتوفير المرايا العاكسة لكشف الطريق أمام السائقين.
وأضاف إلى ذلك مسألة هامة هي التأكد من جودة المكابح وفرامل الوقوف والتي تتحكم بحركة المركبة وإقفال الأبواب وإشارات الإنذار الصوتية والضوئية كمؤشر الوقود والزيت والحرارة وعداد السرعة والبطارية الكهربائية بالإضافة إلى ربط حزام الأمان وتحسين مستوى صيانة المركبة.

الأرقام تتحدث
* وطبقاٍ للتقرير النهائي للعام المنصرم الذي أصدرته الإدارة العامة لشرطة السير بوزارة الداخلية , فقد شهدت مختلف المحافظات اليمنية 8962 حادثا مروريا نتج عنها وفاة 2494 شخصاٍ من مختلف الفئات العمرية , وإصابة 6164 بإصابات بليغة و6458 بإصابات طفيفة . وأشارت الإحصائية إلى أن أمانة العاصمة صنعاء ومحافظات تعز والحديدة وحجة هي الأكثر تسجيلا للحوادث المرورية .

الكشف الطبي
* وفيما يرى العزي حوبان – مدير مرور منطقة الثورة بأمانة العاصمة أنه بعد قرار حظر الدراجات النارية انخفض عدد ضحايا الحوادث المرورية بنسبة 60%, داعيا السائقين إلى ضرورة وضع نظام للحماية في جميع السيارات وتطوير العجلات بما يتناسب مع طبيعة الطريق التي تمر بها السيارة بالإضافة إلى نشر علامات الطرق خاصة في المنحنيات.
وأكد على ضرورة خضوع السائق لكشف طبي لبيان سلامته من أي أمراض قد تؤثر على قيادته للسيارة وخصوصا مرض السكري الذي من الممكن أن يسبب للسائق إغماء مفاجئا يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر .

قد يعجبك ايضا