العشر الأواخر من رمضان هي خاتمة الشهر، وأفضل لياليه، وفيها ليلة القدر. وعمل المسلم في هذه الليالي دليل على مدى حرصه على اغتنام هذا الشهر. والسر في ذلك أنك أحد رجلين، إما رجل قد اغتنم الشهر من أوله بالمبادرة في الأعمال الصالحة، أو رجل قد فرط في ذلك كله.
فإن كنت من النوع الأول – وأسأل الله أن نكون كلنا كذلك – فأنت بحاجة إلى الثبات على العمل الصالح حتى آخر لحظة من الشهر؛ لأن الأعمال بخواتيمها
وإن كنت من النوع الثاني، فأنت بحاجة إلى استدراك ما فاتك من العمل، وهذا لا يكون إلا بالاجتهاد في العشر الأواخر.
لذا كان لزاما على المسلم أن يراعي في برنامجه في العشر الأواخر الإكثار من الطاعة وفق الهدي النبوي، والابتعاد عن الملهيات. وهذه بعض العناصر المعينة على ذلك:
فسيرة و هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في العشر الأواخردلت على أنه كان يعامل العشر الأواخر معاملة مختلفة عن الأيام التي سبقتها، فكان مع إكثاره من الطاعة طوال الشهر، إلا أنه إذا دخل العشر شمر عن ساعد الجد والاجتهاد ليجود خاتمته فيها.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلوات الله عليه وآله – إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله.
أعدها اليوم/ أحمد المالكي