التكافل سمة يمنية أصيلة تتجسد في رمضان

 

لا شك أن التكافل والتراحم والتعاون بين اليمنيين صفة وسمة أصيلة ومتجذرة بعمق أصالة اليمن الضاربة في عمق التاريخ ‘ حيث عرف عن أهل اليمن منذ القدم أخلاقهم العربية الكريمة المتمثلة في إغاثة الملهوف وإكرام الضيف وإطعام الجائع والمسافر في الطرقات وغير ذلك من المكارم المحمودة التي عرف بها اليمنيون عبر العصور والأزمنة المتتالية ‘ وقد جاء الدين الإسلامي الحنيف ليترجم ويعزز هذه الأخلاق النبيلة بل ويشجع ويحث عليها عبر الكثير من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية التي تواترت عن رسول الله صلوات الله عليه وآله الطاهرين ‘ والتي تؤكد أهمية التراحم والتكافل ‘ وتفقد حاجات المحتاجين من الفقراء والمساكين ‘ بل وفرضَ حقاً معلوماً في أموال الأغنياء للفقراء في قوله تعالى ( وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ) بل وصلت أهمية المسألة إلى أن الاهتمام بشريحة المحتاجين والمساكين وإطعامهم إلي (كفارة الإيمان والنذر وغير ذلك ).. ومن أهم الأعمال التي يجب على المسلم اغتنام أجرها العظيم هي إطعام الطعام، فقد تعدد ذكر فضل إطعام الطعام للمسلمين في القرآن والأحاديث الشريفة ، ومن فضائل إطعام الفقراء والمساكين طبقًا للآيات والأحاديث التي ورد فيها فضل إطعام الطعام التبشير بالجنة بقوله تعالى
“أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ* يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَة* أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ* ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ* أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ“.

وقوله تعالي
“إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا*عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا* يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا* وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا“.
• ومن الأحاديث التي تواترت عن النبي الأعظم في أهمية إطعام الطعام قوله صلوات الله عليه وآله “مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ”.
“أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ”.
“اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة”.
• واطعام الطعام أحب الأعمال إلى الله لما روى عن رسول الله بقوله “خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ”.
“أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا”.
“سأل رجل رسول الله أيُّ الإسلامِ خيرٌ؟ فقال: تُطعِمُ الطعامَ وتقرأ السّلامَ على من عرفت ومن لم تعرف”.
ومن المؤكد أنَّ فعل الخير لا يثمر إلا بالخير، وبالتالي فإن إطعام المحتاجين والفقراء نهج خَطّه الإسلام حتى يسير عليه المسلمون تباعًا، ويرون فوائده وبركاته على مجتمعاتهم وأوطانهم، وقد ظهرت عدة فوائد لإطعام الناس في بلاد المسلمين حتى لغير المسلمين فيها، وأهمها تعزيز التراحم والرفق والترابط بين أبناء المجتمع.
وتعليم الأجيال الصغيرة والشابة أن مساعدة الفقراء والمساكين واجب وفرض ديني لا يقل عن أهمية الصلاة والصيام، وكذلك تعزيز صفة الكرم والجود التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا اليمنيين في أنفسنا وبين أبنائنا، ونبذ البخل والشح الذي نهانا عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ‘ ويسود الحب والسلام وتختفي فكرة الطبقية والأحقاد الكراهية في قلوب أبناء المجتمع المسلم .

أعدها اليوم/ أحمد المالكي

قد يعجبك ايضا