الوعي والبصيرة ومتطلبات المرحلة

عبدالفتاح البنوس

 

المرحلة التي نعيشها تتطلب منا جميعا أن نكون أكثر وعيا وبصيرة بكل ما يدور حولنا، وما يجب علينا القيام به في ظل استمرار العدوان والحصار على بلادنا وشعبنا، وذهاب الأعداء للاستعانة بأدوات ووسائل الحرب الناعمة عبر مختلف وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي والترويج لها ونشرها على أساس أنها حقائق دامغة ومسلمات لا جدل فيها ، وهي لا تغدو عن كونها مجرد شائعات وأراجيف وهرطقات وخزعبلات وأكاذيب يسعى العدو من خلالها للنيل من وحدة وتماسك الصف الوطني والجبهة الداخلية وضرب النسيج الاجتماعي لأبناء شعبنا وخصوصا في ظل التداعيات الكارثية التي خلفها العدوان والحصار وانعكاسات ذلك على حياتهم ومعيشتهم .

لقد جرب العدو في مراحل سابقة اللعب على هذه الورقة، واستخدمها لتنفيذ أجندته الخبيثة، ومخططاته الإجرامية، ولكن الأعداء بفضل الله ووعي وبصيرة أبناء شعبنا فشلوا في ذلك فشلا ذريعا، ولكنهم لم ييأسوا رغم تجاربهم ومحاولاتهم الفاشلة، فالحرب الإعلامية التي خصصت لها ميزانية ضخمة والتي يعتمدون عليها في سعيهم الدؤوب لخلخلة الصف الوطني ونشر الشائعات والترويج للأكاذيب تمتلك العديد من المطابخ الإعلامية المزودة بأحدث الوسائل والتقنيات ولديها طواقم كبيرة من العاملين في مختلف المجالات يقومون بأداء المهام الموكلة إليهم وفق حملات منظمة ومزمنة، حيث تعودنا على فبركة الأحداث وتلفيق بعضها وتوظيف البعض الآخر من أجل إثارة البلبلة في الشارع، وتأليب المواطنين على الدولة وخصوصا فيما يتعلق بتعاطيها مع ملف المرتبات .

المرتبات التي تعهدت شرعيتهم المزعومة أمام المجتمع الدولي بصرفها عقب قيامهم بنقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن ، يحاولون تحميل سلطة صنعاء مسؤولية عدم صرفها، ويسوقون الأكاذيب والادعاءات الباطلة، ومع كل تحريك من قبل سلطة صنعاء لهذا الملف الإنساني بالمقام الأول، يسارعون للتشويش والتشكيك في نواياها ويروجون لسخافات وهرطقات بهدف جلب السخط الشعبي عليها، رغم أن سلطة صنعاء كانت ولا تزال وستظل متمسكة بصرف المرتبات كأولوية لا يمكن المساومة والأخذ والرد بشأنها، ومنذ مفاوضات السويد وحتى اللحظة كان موقف الوفد الوطني واضحا وصريحا وكانت سلطة صنعاء السباقة في توريد عائدات ميناء الحديدة لحساب المرتبات المتفق عليه طرف البنك المركزي اليمني بالحديدة، في الوقت الذي رفضت قوى العدوان والمرتزقة تنفيذ ذلك، ورغم ذلك يتم الترويج للشائعات والأكاذيب التي تحمل سلطة صنعاء المسؤولية، وهناك من يتماهى مع ذلك، والبعض الآخر يبدي تحامله على الطرفين، في تصرف يعكس أثر التعبئة الخاطئة ضد سلطة صنعاء ومدى تأثر البعض بأطروحات أبواق العدوان نتيجة لقل الوعي والبصيرة، علاوة على أن هذه الأطروحات تأتي متناغمة مع التوجهات السياسية والمواقف المناهظة لأنصار الله التي يتبناها الكثير من المؤدلجين سياسيا ممن يستحيل إقناعهم بأنهم على الخطأ وأن سلطة صنعاء على الصواب على الأقل حتى في مطالبتها بصرف المرتبات .

بالمختصر المفيد، التحلي بالوعي والبصيرة هو سلاح المرحلة الذي يجب على الجميع التسلح به، فالحرب الإعلامية قذرة ودائما ما تضرب النفسيات وتعمل على دغدغة العواطف، لذا يجب التصدي لهذه الزوبعات والأراجيف والخزعبلات والشائعات وتوضيح الحقائق للرأي العام، فالجميع بلا استثناء عليهم مسؤولية التحرك لتفنيد الشائعات وتعرية أصحابها ، ومن غير المنطقي أن نظل نتلقى الشائعات الواحدة تلو الأخرى ونحن نتفرج وكأن الأمر لا يعنينا، ويجب أن يعي ويفهم الجميع أن لا مصلحة لسلطة صنعاء في عدم صرف المرتبات، وليس لها أي تحفظات أو مساومات تجاه ذلك كما يروج أبواق العدوان، سلطة صنعاء جادة في مطالبتها بصرف المرتبات من ثروات الشعب وموارده، ولكن العدوان ومرتزقته يرفضون ويضعون العراقيل للحيلولة دون صرفها، وقد سبق وأن تقدم الوفد الوطني بطلب البث العلني المباشر لجلسات المفاوضات بشأن المرتبات ليعرف الشعب اليمني من يعرقل ويعيق صرفها، والأمر ذاته فيما يتعلق بملف الأسرى، ولكن الطرف الآخر رفض .

فالله الله في الوعي والبصيرة، والتحرك الجاد في مواجهة الحرب الإعلامية لقوى العدوان ومرتزقتهم وخلاياهم النائمة، والحذر كل الحذر من الغفلة والتساهل والإتكالية والتفريط، فعواقب ذلك وخيمة جدا .

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا