كادر قليل يقابله تعدد مهام.. والمحصلة شكاوى لا تنتهي


تشهد مكاتب البريد ازدحاما شديداٍ وتصطف أمام شبابيكها طوابير غير منتظمة وبطريقة تؤدي إلى تأخير الخدمات المالية المختلفة ومع أن هذه المشكلة ليست وليدة اللحظة إلا أنها لم تجد الحلول المناسبة من قبل الهيئة العامة للبريد مواطنون كثر يشكون ويتذمرون من العدد القليل للموظفين في هذه المكاتب كذلك سوء المعاملة من قبل البعض وتأخيرهم بسبب البطء في تقديم الخدمات خاصة مع بدء صرف المرتبات وتحصيل قيمة الفواتير المختلفة والغريب أن هذه المكاتب تقوم في أوقات الذروة بتقديم أكثر من خدمة من شباك واحد بدلاٍ من أن يتمa تخصيص موظفين لصرف الرواتب وآخرون لتحصيل الفواتير وإرسال واستقبال الحوالات وتسديد الرسوم المختلفة..فما هي الأسباب التي تجعل من هذه المشكلة روتينية¿ ومتى سندرك المعنى الحقيقي للنظام حتى في إنجاز معاملاتنا الروتينية¿ (الثورة) تسلط الضوء على هذه المشكلة من خلال هذا التحقيق:

قمنا بعمل جولة إلى عدد من مكاتب البريد في أمانة العاصمة وبدأناها من مكتب بريد جامعة صنعاء الذي يقدم خدمات عديدة للجمهور وفي صالة المكتب وجدنا الكثير من طالبي الخدمات مصطفين أمام الشبابيك بشكل غير منتظم وكأنهم مدمنين على العشوائية. :ياسر الصايدي طالب في كلية التجارة تحدث منزعجا من التأخير المتكرر عند تسديده للرسوم الجامعية وهو في السنة الدراسية الأخيرة يلاحظ عدم انتهاء هذه المشكلة منذ التحاقه بالجامعة مستغربا من وجود العدد القليل من الموظفين في هذا المكتب رغم الإقبال الكبير عليه.
فيما يبدي عبدالفتاح المطري موظف استياءه الشديد ويقول:يظل الازدحام أمام مكاتب البريد قائما وتتزايد حدته مع بدء صرف المرتبات فيما يقدم البعض صورة سيئة بعدم احترامه للآخرين وتجاوزه للطابور والغريب بأن بعض الموظفين يقومون بإنجاز معاملات أشخاص يعرفونهم وبأسلوب غير لائق ولا يعيرون الآخرين أي اهتمام وفي رأيي بأن هذه المشكلة ترجع إلى عدم حب النظام والالتزام به.
أما زيد عمر مدرس حاسوب فيستغرب من تعطل الشبكة الالكترونية في بعض الأحيان خاصة عند تسديد فواتير التلفون وفي مرات عديدة يخبره موظف البريد بان النظام معطل وعليه الرجوع مرة أخرى ويضيف: وعندما أعود يصبح أمامي طابوراٍ من الناس وكثيرا ما تتسبب الكهرباء في تأخر إنجاز معاملاتنا رغم وجود ماطور كهرباء إلا أنه في أغلب الأحيان معطل.
اختلاط المهام
بعض مكاتب البريد تكاد تكون خالية من الموظفين وهذا ما لاحظناه خلال جولتنا وتقول أمينة أحمد معلمة إنجليزي : نتحصل على رواتبنا من مكاتب الهيئة العامة للبريد وهذه المكاتب تشهد طوابير كبيرة بسبب صرف مرتبات أكثر من جهة في وقت واحد فيما حين المكتب الذي أتحصل منه على مرتبي ليس فيه إلا شباكان واحد للنساء غير أن البعض من الرجال يقومون بتسديد الفواتير وسحب وإرسال الحوالات منه وبأسلوب غير حضاري أبدا وتتساءل.. لماذا لايتم زيادة عدد الموظفين في هذه المكاتب بدلا من تكرار هذا الروتين الممل والمتعب.¿!
يوافقها الرأي أحمد عبدالرقيب موظف في مكتب بريد مطار صنعاء ويقول: بعض الجهات والمؤسسات لاتلتزم بمواعيد الهيئة المخصصة لصرف المرتبات وتصلنا المخصصات المالية في وقت واحد وهنا يتدافع الجمهور نحو شبابيك البريد ويحدث علينا ضغط رغم أننا نعمل لثلاث ورديات ونقوم بصرف المرتبات وتسديد الفواتير وتقديم بعض الخدمات الأخرى في وقت واحد ومن المناسب زيادة عدد الشبابيك وتوزيع المهام ولو حتى أثناء أيام صرف المرتبات.
الازدحام واللصوص
محمد صالح (67) عاماٍ.. تعرض لعملية سرقة كان ثمنها راتبه التقاعدي والذي يعول به أسرته الكبيرة ويروي القصة:تم انزال مرتباتنا قبل عيد الأضحى الماضي بثلاثة أيام وفي وقت نحن بأمس الحاجة إليه وبعد انتظار لأكثر من ساعتين أمام شباك البريد استلمت راتبي وعند خروجي اعترضني أحد الأشخاص وقال لي أنظر جيداٍ وأنت تمشي وواصلت طريقي إلا أنه سحبني وطلب مني الانتظار وإذا بأحد الأشخاص يقوم بتوبيخه وقام بتقبيلي في رأسي قائلا المعذرة ياحاج وبعد أن خرجت لم أجد راتبي في جيبي.
ويؤكد النقيب محمد المسوري من قسم شرطة 22 مايو أن هناك العديد من البلاغات التي تصل إلى أقسام الشرطة بحدوث عمليات سرقة عند صرف المرتبات في المصارف المختلفة لأن اللصوص يستخدمون أساليب مختلفة ويستغلون الأماكن المزدحمة ..وباعتقادي إن وجود أفراد للأمن في مكاتب البريد أمر ضروري لإلزام الجمهور بالانتظام وحماية حقوق الناس.
ماذا يقول مسؤولو البريد¿
ما تفسير الهيئة العامة للبريد لهذا الازدحام الروتيني¿
يجيب أحمد حسن الفقية مدير الشؤون البريدية في الهيئة بالقول:الأعداد الكثيرة لطالبي الخدمات البريدية وتحديداٍ خدمة صرف المرتبات والتي نقدمها لعدد من الجهات تعد من أبرز الأسباب التي تؤدي للازدحام في مكاتب البريد وحقيقة نحن في الهيئة قمنا بعمل إجراءات فعالة لإنهاء هذه المشكلة حيث قمنا بتحديد أيام لكل جهة لصرف مرتباتها بحيث نبدأ من يوم 20في الشهر إلى آخره إلا أن الجهات لم تلتزم بالمواعيد التي تم الاتفاق عليها وبالتالي تصل إلينا المخصصات المالية في وقت واحد لذلك نسعى جاهدين لزيادة عدد الموظفين والعمل لثلاث ورديات من أجل الحد من الازدحام.
وعن توزيع المهام والخدمات بين الشبابيك قال:الخدمة التي نقدمها شمولية ويجب أن يكون الموظف مؤهلاٍ لتقديم كل الخدمات وهذا ما تسعى إليه الهيئة وهذا لايمنع بأن تكون لدينا شبابيك في المكاتب تقدم خدمات معينة.
وبطرحنا لشكاوى كثيرة من تعطل الشبكة الالكترونية في مكاتب البريد وبطء تقديم الخدمات أجاب: نادراٍ ما تحدث هذه الأمور والنادر لاحكم له والآن الهيئة في إطار تحديث وتطوير الشبكات الموجودة مع العلم بأن الهيئة تمتلك الشبكة رقماٍ واحداٍ في اليمن وتقدم من خلالها الخدمات الأكثر على مستوى الجمهورية.
وتابع:الهيئة تقوم الآن بالتجهيز لتدشين خدمة صرف المرتبات والحوالات عبر إيصالها للبيوت وسندشنها قريبا في أمانة العاصمة وهي أحد الحلول والمعالجات لمشكلة الازدحام في المكاتب.
انعكاس سلبي
تعكس العشوائية في طوابير البريد والازدحام المتكرر حالة ظروف صعبة يعيشها طالبو الخدمات وكشفت دراسة أميركية في هذا الصدد بأن الطوابير من أجل الحصول على خدمة تعكس صورة واقعية لأوجه القصور في تقديم الخدمة.
تصوير/ مازن رشاد

قد يعجبك ايضا