– مواقع التواصل الاجتماعي تحولت إلى أزقة مشبوهة!
– مختصون: المتحرش إنسان غير سوي ويحتاج علاجاٍ نفسياٍ
– انعدام ثقافة تقدير المرأة ككيان واحترام عقليتها.. ضاعف المشكلة
يوشك الواقع الافتراضي أن يكون محاكاة مطابقة للواقع الفعلي الذي نعيشه من حيث زحف كثير من السلوكيات والعادات الاجتماعية إليه على اختلافها سلباٍ وإيجاباٍ وكما أنك في هذا العالم الأثيري تستطيع بناء علاقات ودية مع الآخرين حتى وإن لم تلتق بهم يوما فإنه قد يكون مجالاٍ للكثير من المضايقات والسلوكيات والممارسات السلبية التي يمارسها أشخاص يستغلون خاصية خلو هذا الحيز الاجتماعي من الرقابة وبالتالي إفلاتهم من العقاب في إيذاء الآخرين وإلحاق الضرر بهم ومن ضمن ذلك ما بات يعرف بالتحرش الإلكتروني الذي تشكو منه الكثير من النساء والفتيات اللواتي يمتلكن حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أو المستخدمات لتطبيقات المحادثات والشات على الهواتف الذكية.
أخذ مصطلح التحرش الإلكتروني في الانتشار للتعبير عن حالات من المضايقة والملاحقة تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية كالواتس أب وغيره.. وتتنوع تلك الحالات التي يترتب عليها إلحاق الأذى بالآخرين فمنها الإزعاج والملاحقة بدعوى الإعجاب أو الحب ومحاولة إقامة علاقات من هذا القبيل وكذا الرسائل التي تتضمن ألفاظاٍ فاضحة وصوراٍ جنسية ومقاطع فيديو أو روابط لمواقع إباحية ومنها أيضا ما يقصد منه الوصول إلى أغراض دنيئة لها علاقة بالجريمة والانحراف الأخلاقي كالوصول إلى بيانات الضحية وصورها ومن ثم استخدام ذلك ضدها في محاولة لابتزازها وإخضاعها.
«هاي ممكن نتعرف» «انتي حلوة الله يحفظك» «قمر وربي قمرررررررر بس مش راضي يرخي طبعه» «بصراحة أنا تهمني الصداقة أولاٍ وبعدين تجي الأشياء الثانية» «صحيح انتي حالية لكن الزرة تعب» « تعبت وأنا أدور على المرأة اللي تفهمني وأفهمها وأعتقد الآن أني لقيتها» «بدون كلام حب وعشق مافيش منه فايدة هل انتي مستعدة للصداقة» ….
لعل تلك النماذج هي أخف عبارات المضايقات والتحرش حدِة وأكثرها تأدباٍ من بين كمُ من الرسائل تفاجأ بها الأنثى في خانة الرسائل على الخاص في مواقع التواصل الاجتماعي يبعث بها شباب من حساباتهم التي بأسمائهم أو بأسماء مستعارة حيث هناك ما هو أسوأ وأقبح من تلك العبارات ولا يقف الأمر عند الإساءة اللفظية بعبارات وألفاظ في منتهى القبح والشناعة بل يمتد إلى إرسال الصور الفاضحة والفيديوهات وروابط المواقع الإباحية.
(البلوك) هو الحل
تتحرج الكثير من الفتيات والنساء سيما في مجتمعنا المحافظ من الحديث حول التحرش الذي يتعرضن له دون أن يكون لهن ذنب سوى تواجدهن في هذا الواقع الافتراضي شأنهن في ذلك شأن غيرهن من أفراد المجتمع الذكور ويلزمك كثير من الوقت والجهد لكي تجد أنثى تتحلى بالشجاعة والجرأة على النقاش والخوض في مثل هذا الموضوع الذي هو في الأساس خطوة أولى في مكافحة هذه العادة السيئة تقول فاطمة محمد من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي: كما يحدث في واقع الحياة فإن مواقع التواصل الاجتماعي لا تخلو من المضايقات التي تتعرض لها الأنثى إلا أن الأمر في هذا الواقع الافتراضي أنكى وأمر قد يكون ذلك لمعرفة المتحرشين بأن لا أحد يستطيع أن ينال منهم ويحاسبهم ويعاقبهم على أفعالهم وبالتالي فيكون المجال متاحاٍ أمامهم لممارسة السلوكيات التي تؤذي الآخرين خاصة أولئك الذين يستفيدون من إمكانية الدخول باسم مستعار وبالتالي يصعب التعرف على شخصياتهم مهما فعلوه بالآخرين.
نعمة الحطر
وعن تنوع أساليب التحرش الإلكتروني تضيف فاطمة: تتنوع أساليب المتحرشين وتختلف حسب قدرة الفتاة على تفسير أي سلوك وتحمله فمن الناس من يزعجه أدنى تصرف وتؤذيه كلمة أو حتى تلميح ومنهم يستطيع تحمل ذلك لكنه في الأخير لا يتحمل ما فوق ذلك من سلوكيات المتحرشين.. وبالنسبة لي أنا ألاحظ أساليب وجميعها تضايقني وإن كانت بدرجات متفاوتة فمثلا يزعجني الناس (المهولون) والمبالغون في إظهار الإعجاب برأي أو نص عادي أكتبه فقط لأنني بنت فأنا أرى في ذلك احتقاراٍ لي وخلواٍ من المصداقية فعندما أكتب منشوراٍ أو تعليقاٍ عادياٍ وأجد عليه مش عارفة كم لايك أشعر بأن كل هؤلاء يستغبونني. ومن ذلك أيضا مثلا لما أحط صورتي تزداد طلبات الصداقة وبعدين الذي يدخل يسبح ويحمد ويمتدِح بشكل مقرف جدا. وأخيرا أسوأ الأشخاص الذين يبدأون محادثات سخيفة جدا ويصرون على إزعاجك وتقريبا الفيسبوك مليء بهؤلاء.. مثلا أذكر مرة واحد في الأربعينات من عمره «يعني أنا بعمر بنته» ظل يضايقني ويلح بأنه يحبني لدرجة أنه في إحدى المرات قال «خلاص اشتريت لك خواتم الخطوبة» وغيره, مثلا كان واحد ثاني يوم ما قبلت إضافته كصديق دخل يقول إنه يحبني وأني البنت المناسبة ومدري أيش وظل على هذا المنوال حتى استخدمت معه البلوك (حظر).
وفي تطرقها إلى الأسباب التي تدفع بالمتحرشين إلى مثل هذه التصرفات تقول فاطمة: الأسباب من وجهة نظري هي أولا عدم وجود ثقافة احترام للمرأة ككيان وتقديرها واحترام عقليتها وكذلك عدم وجود قوانين تطبق لحمايتها من التحرش فالموضوع أصبح مترسخاٍ على أنه عادي ومن ناحية أخرى حالة الفراغ التي يعاني منها الكثيرون بالإضافة إلى انعدام المبادئ. تضيف فاطمة مختتمة حديثها: «مفسبكين فرغ.. والحمد لله على نعمة البلوك».
الكبت وانعدام الخيارات في الواقع
ذات النظر المستنكرة للتحرش الإلكتروني تجدها عند كثير من الشباب يقول شادي طلال القدسي طالب جامعي: من وجهة نظري أن ما يغري الشباب بممارسة تلك السلوكيات عبر وسائل التواصل أو الكام هو استطاعة الشاب تقمص الشخصية التي يريدها وبحيث يكون أكثر جرأة منه في الواقع ويستطيع إظهار ما لا يستطيع إظهاره من حقيقته في الواقع خصوصا في مجتمعنا اليمني وبالنسبة للبنت ربما هي الأخرى تكون أكثر جرأة مما يجعل المسألة مشوقه للشاب خصوصا وأن كثيراٍ من البنات يدخلن بأسماء مستعارة, ونتيجة للشخصية التي يكونها الشاب لدى الشابة وهي في غالب الأحيان مستعارة تبدأ ثقتها به وهنا يسهل عليه التحرش بها وما يدفعه الى ذلك هو الكبت الحاصل في الواقع الذي نعيشه والطاقة المكبوتة التي لا يجد الشاب أين يفرغها في الواقع نظرا للأسباب التي تحجب عنه خيار الزواج مثلاٍ فيضطر لتفريغها بطرق أخرى وبسبب عاداتنا وتقاليدنا يصعب عند البعض تفريغها بالطرق غير الشرعية بالنسبة لمن يفكر بذلك.. فيبقى الخيار الوحيد هو شبكات التواصل الاجتماعي لسريتها من ناحيه وسهولتها من ناحية أخرى ومن وجهة نظري فإن ما يجعل الشباب يسلكون هذه الطرق ويمارسون مثل هذه السلوكيات هو أولا غياب الوازع الديني الرادع عن اقتراف مثل هذه الأفعال كما أن غياب التوعية الملائمة لعقليات الشباب من ناحية أخرى ساهمت في ظهور مثل هذه الظاهرة وأيضا هناك جانب مهم وهو البطالة وأنا أرى أنها السبب الأهم في مثل هذه الاشياء فلو وجد الشباب العمل لأقلعوا عن هذه التصرفات لأن بقاء الشاب عاطلا يدخله في متاهات ودهاليز مظلمة كهذه وفي الأخير من الطبيعي عندما نتحدث عن ظاهرة كهذه لا نتحدث عن جميع مرتادي مواقع التواصل فهذه فقط فئة قليله من الشباب.
حسابات وهمية تتحرش بالجنسين
بين فئة الشباب ثمة من ينظر إلى الموضوع من زاوية أخرى نظرة أبعد حيث يرى مفتاح صالح الزوبة أكاديمي وباحث أن مسألة التحرش الإلكتروني وإن كان أحد الجنسين(الإناث) متضررا منها بدرجة أكبر إلا أن ذلك لا يعني أن هذا العالم ملك للجنس الآخر يمارس فيه ما شاء من سلوكياته فالرجل أيضا يتعرض لمضايقات وإن كانت بدرجة أقل مما تتعرض له الأنثى فمثلاٍ نصادف نوعا من التحرش على مواقع التواصل الاجتماعي على شكل رسائل من حسابات أجزم بأنها وهمية يدعي أصحاب تلك الحسابات أنهم فتيات من دول أجنبية يرفقونها بصور لفتيات مثيرات ليقع الواحد فريسة لعمليات نصب كما ظهرت في الآونة الأخيرة عمليات ابتزاز ونصب من عصابات تجند فتيات ليقمن بعملية استدراج الشباب والشخصيات البارزة أيضاٍ عن طريق التحرش وإرسال رسائل مثيرة ويطلبن التواصل عبر مواقع فيها خدمة (كام) ومن ثم يقع المسكين في الفخ.
يضيف الزوبة: صورة أخرى من صور التحرش نجدها من أصحاب الأسماء المستعارة على شبكات التواصل الاجتماعي حيث يكون صاحب الحساب مدركا تماما أن لا أحد يعرف شخصيته فيستغلها استغلالا سيئاٍ ويكون مصدر إزعاج حيث تمتلئ صفحات بعض هؤلاء بالصور الخادشة للحياء وكذلك محاولات التحرش بالآخرين من الجنسين.
تكاد تتطابق الآراء حول الأسباب الكامنة وراء تفشي ظاهرة التحرش الإلكتروني فها هو مفتاح الزوبة يؤيد ما ذهب إليه سابقوه حيث يقول: الجهل والفراغ سببان رئيسان لجعل (س) من الناس يقوم بالتحرش جنسيا بالآخرين لا سيما فئة الشباب كما أن الأمر يعود أيضاٍ إلى مشكلات نفسية تظهر على شكل تصرفات يمكن وصفها بالتحرش فمن يقوم بالتحرش إنسان غير سوي ويحتاج علاجا نفسيا.
ويختتم الزوبة حديثه بالقول: يجب أن نقر بوجود التحرش الجنسي الإلكتروني لكن لا أدري هل سأكون موفقاٍ إن جازفت بالقول إنها قد انتشرت إلى حد وصفها (ظاهرة).. ومع انتشارها لكن مديري و مواقع التواصل الاجتماعي قد أعطوا خيارات للأمان مثل الحذف والحظر وعدم قبول صداقة أحد إلا بعد موافقة المستخدم وعدم تلقي أخبار أو رسائل من أحد ما كل هذا حد من وسائل المتحرشين للوصول إلى مرادهم. فيجب على متصفح المواقع الاجتماعية الإلمام ببعض الخيارات المتاحة أمامه والاستفادة منها
مرضى نفسيون يجب علاجهم
لتتضح الرؤية أكثر حول الموضوع كان لا بد من الاطلاع على نظرة علم النفس إلى ظاهرة التحرش الإلكتروني تقول د. فاتن عبده محمد أستاذ الصحة النفسية المساعد بقسم علم النفس كلية الآداب جامعة صنعاء والمسئولة الاجتماعية بنقابة جامعتي صنعاء وعمران: وسائل الاتصال فرضت نفسها ولا أحد يستطيع الهروب منها أو البقاء بمعزل عنها وفي هذه الحالة على مستخدمها الحذر حيث أنه سيكون عرضة للكثير من هذه السلوكيات المزعجة والمضايقات ويجب أن يكون على معرفة بكيفية التعامل مع مثل هذه الحالات.
كثيرا ما ربط الأطباء النفسيون وعلماء النفس بين التحرش كسلوك وبين المرض النفسي بل إن منهم من ذهب إلى أن التحرش هو في حقيقته اضطراب سلوكي ناتج عن مرض نفسي وأن المتحرش شخص مضطرب نفسيا وسلوكيا ويستلزم إخضاعه لعلاج نفسي حتى يتمكن من تجاوز هذا الاختلال في الشخصية وحول هذا الأمر تقول د. فاتن: أما بالنسبة للمتحرشين فهم يعتبرون مرضى نفسيين وبحاجة للعلاج النفسي.. من خلال جلسات علاجية بواسطة التحليل النفسي وهذا يتطلب أولا اعتراف هذا الشخص بأنه مريض وبالتالي أن يساعد نفسه على التخلص من هذا المرض بمساعدة طبيب نفسي. مضيفة: أحاول معهم بتهدئتهم وبتعريفهم بما يسببه ما يقومون به من إساءة وألم للآخرين لكن للأسف التعامل معهم بالفيس لا يكفي هم بحاجة لعيادة نفسية لعمل تحليل نفسي كامل إذ أن ما يقومون به يعتبر مرضاٍ نفسياٍ وقد يكون عقلياٍ.
وعن الأسباب التي تدفع بالمتحرشين إلى ممارسة سلوك شائن كهذا أكدت الدكتورة فاتن أن الأسباب متنوعة وعديدة فمنها تجارب الشخص السابقة في هذا الجانب فمنهم من تعرضوا في طفولتهم للأذى النفسي والجسدي من قريب لهم أو شخص لا تربطه قرابة بهم… كما أن البعض الآخر يكون قد نشأ في ظل حياة أسرية مضطربة تعرض فيها لتجارب أسرية مؤذية كأن يشاهد والديه يمارسان العملية الجنسية.. بينما يتعرض للوم أو الضرب لأنه قال كلمة سوداء قام بعمل شيء تعتبره الأسرة غير طبيعي… إلخ.
سلوك شاذ
ما يخلفه التحرش الإلكتروني من آثار نفسية قد لا يقل خطورة لدى بعض الأشخاص (الضحايا) عن ما يخلفه التحرش الجنسي على الواقع فكما أن هذا النوع من التحرش يخلف آثاراٍ وانعكاسات نفسية سلبية على من وقع عليه التحرش فإن التحرش الإلكتروني هو الآخر يترك أثره النفسي وتختلف درجة التأثير تبعاٍ لشخصية المتحرِش به تقول الدكتورة فاتن عبده: تتفاوت الآثار النفسية التي تتسبب بها عملية التحرش الإلكتروني حسب الشخصية فصاحب الشخصية المتزنة التي تنظر إلى التحرش على أنه سلوك شاذ لا يمكن يؤثر عليه نفسيا لأن ثقته بنفسه قوية وكبيرة يقتصر أثر التحرش هنا على الاستياء مما حدث والشعور فقط بعدم الرضا عن ما تعرض له وبالتالي بإمكانه أن يقوم بحذف الإساءة ومن قام بها وينسى لكن في الجانب الآخر هناك من لا يتمتع بشخصية قوية بل شخصية مضطربة فتهزه مثل هذه الإساءة.. وتقلقه وتشعره بأنه تعرض للإهانة والأذى النفسي وتنتابه حالة من الألم وقد يتعامل مع ما تعرض له بخوف أو برد عدواني على من أساء إليه وبشكل عام فإن ضحايا التحرش الجنسي وخاصة من يتعرض للتحرش بدرجة كبيرة يضطرب نفسياٍ وقد يصل الأمر إلى الضرر العقلي وغالبا ما يكون مثل هؤلاء هم أنفسهم من يتعرضون لغيرهم بنفس ما تعرضوا له ومنهم من يفقدون ثقتهم بأنفسهم وبالتالي تمر حياتهم بأنواع متعددة من الفشل في مجالات حياتية كثيرة.
دور العلاقة الإيجابية داخل الأسرة
وتلفت الدكتورة فاتن إلى أن المتحرش بهم غالبا ما يكونون النساء والأطفال وذلك لأنهم يْعتبرون عند هؤلاء ضعافاٍ ويمكن أذيتهم على اعتبار أنهم لن يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم فالمرأة قد تسكت لكي لا يعرف أهلها بما حدث لها ولكي لا تتعرض للإساءة من أهلها أيضا بسبب فهمهم الموقف بطريقة غلط كأن يعتقدوا أنها قد تكون مشتركة مع الشخص المتحرش بها أما الطفل فإن خوفه وتجربته القاسية في مثل هذه المواقف ترعبه.. وفي حال أن الأسرة تكون قريبة من الطفل وهناك علاقة إيجابية بين الطفل وأهله فقد يطلع الطفل أهله على ما حدث له.
من وجهة نظرها تختتم الدكتورة فاتن عبده محمد بالتطرق إلى كيفية تفادي التعرض للتحرش الإلكتروني وكذا الآثار المترتبة عليه بقولها: يمكن تفادي مثل هذا سلوك في بيئتنا اليمنية من خلال زيادة وعى الأسرة بأهمية العلاقة الإيجابية بين الأهل والأبناء والديمقراطية في التعبير داخلها والثقة المتبادلة بينهم ككل والتي بدورها تؤسس أسرة متكاملة في صحتها النفسية والعقلية والاجتماعية أسرة مترابطة ومتى ما وجدت مثل هذه الأسرة وجد الاهتمام والرعاية والمتابعة بين أفراد الأسرة وكل هذا من شأنه أن يجنب أفرادها التعرض لأي أذى ومهما كان شكله وضرره.
نصائح وإجراءات وقائية
عزت كثير من الدراسات والأبحاث الاجتماعية انتشار ظاهرة التحرش الإلكتروني في أي مجتمع إلى الاستخدام المفرط لوسائل الاتصال التكنولوجية التي مثلت مجالا مفتوحا أمام مختلف الفئات في أي مجتمع ونظرا لبعد الرقابة وإمكانية الإفلات من العقاب فقد مثل مجال التواصل هذا بيئة ملائمة لوجود الكثير من الأشخاص ذوي العقول المريضة الذين لهم علاقة بالجريمة وأصحاب التوجهات الانحرافية ما يوجب التعامل بحذر مع هذه الإمكانيات التكنولوجية التي أزالت الكثير من الفواصل وكسرت الكثير من الحواجز وذلك بأي حال من الأحوال لا يدفع أحدا إلى القول بالاستغناء عنها بل يجب الإلمام ببعض الأمور الاحترازية التي يمكن أن تحدِ من ظاهرة التحرش الإلكتروني ومن ذلك كما أشارت بعض تلك الدراسات أولا دور الأسرة في حماية أطفالها من التعرض لأي صورة من صور التحرش حتى لا يتكرس هذا السلوك لديهم ويقوموا هم بممارسته مستقبلا وتتمثل حمايتهم بتقديم النصح لهم بالاعتدال في استخدام الإنترنت ولا يعني ذلك منعهم وأيضا أن يكون تعاملهم مع الإنترنت في مكان واضح ومرئي لجميع أفراد الأسرة وأن يراقب الآباء استخدام أطفالهم للشبكة كما توصي بعض تلك الدراسات بأن يتعرف الآباء على كلمات السر الخاصة بأولادهم وأن يقوموا برصد وتعقب نشاطاتهم على الشبكة بصورة منتظمة لضمان عدم وجود متحرشين في غرف الدردشة التي يرتادونها.
كما تقدم تلك الدراسات جملة من النصائح يمكن أن يستفيد منها جميع مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي ومشتركي برامج المحادثة والشات في تحاشي التحرش الإلكتروني وما يرافقه من عمليات الابتزاز والإضرار ومن تلك النصائح: عدم نشر المعلومات الشخصية أو الصور الخاصة بالعائلة وكذلك عدم قبول إضافة الغرباء على برامج المحادثات وأيضا مراجعة المعلومات على الشبكات الاجتماعية وعدم مشاركتها إلا بعد التحقق من صحتها ومصدرها وعدم الاعتماد على مصدر واحد للمعلومة بالإضافة إلى تحديث برامج مكافحة الفيروسات والتجسس على الكمبيوتر بصفه دورية وعدم تقديم أية معلومات عن العنوان البريدي أو رقم الهاتف الخاص بالمستخدم أو عن حالته وتجاربه العاطفية.