كارثة التعليم 3

عبدالله الأحمدي

 

 

كانت المعاهد الدينية (العلمية) وكراً للفساد، والإفساد. ويكفي أن تكون منهم لينالك النجاح وأنت في أي بقعة من الأرض، وسيقوم بالاختبار بدلا عنك أحد الطلاب، أو المعلمين في هذه المعاهد.
ويكفي أن تكون مواليا للإخوان والوهابية لتنال وظيفة، حتى وإن كنت أمِّيَّا، أو لا تحمل مؤهلا، فهذه المعاهد كانت كارثة على التعليم، وعلى الأجيال وعلى الوطن والوطنية.
في آخر العام الدراسي ??م وهو عام الوحدة كانت أسئلة الاختبارات لهذه المعاهد كلها موجهة لتشويه تجربة النظام في الجنوب، وازدراء الوحدة ودستورها الذي كانوا يصفونه بالعلماني، لقد كانت تلك الجماعات ضد الوحدة، ويتذكر الناس خطابات المدعو الزنداني وصعتر ضد الوحدة مع الشيوعيين، لقد شحنوا عقول النشء تطرفا وتكفيرا للأجيال الماضية الحاضرة، ونقلوا الفتنة الى البيوت والشوارع؛ فكفر التلاميذ آباءهم وإخوانهم والمجتمع، ثم كفروا التاريخ والحضارة، وهدموا منجزات الأجيال الماضية؛ من تراث وتاريخ وآثار، ووصفوا أنفسهم بالفرقة الناجية، وما عداهم فهم في النار، وصنعوا أحاديث مكذوبة عن الرسول تؤيد ادعاءاتهم، واتبعوا المشكوك به من الأحاديث بما يخدم توجههم للوصول الى السلطة والسيطرة على المجتمع والثروة، وكان شعارهم «من ليس معنا فهو كافر»، أفسدوا أخلاقيات الجيل، ودمروا ضمائر النشء.
كان شعارهم؛ «اسرق ماله فهو كافر، اكذب عليه فهو كافر، احلف له فهو كافر» وأوصلوا الجيل الى مرادهم باستباحة دماء المخالفين؛ «اقتله فهو كافر».
سجلت منظومة التعليم الوهابي المفروضة على اليمن قطيعة مع الإسلام المحمدي الرسالي، ووقرت من اتكأت على أفكارهم الهدامة؛ من أمثال ابن عبدالوهاب وابن تيمية ومشائخ الوهابية النجدية ومن اتبعهم ووالاهم من دهاقنة التطرف وشيوخ الإرهاب.
في تلك الثكنات كانوا يحتقرون العقل، ويهزأون من الفكر، بل يساوون بين الفكر والكفر باعتبار اشتراكهما في بنية لغوية واحدة.
الوهابية المدعومة من النظام السعودي درَّبت صبيانها على تكفير المسلمين، وأرسلتهم لاحتلال دور العبادة ونشر التكفير وإرهاب المصلين وتشكيكهم في عقيدتهم السمحاء، ولم تترك لهم مجالا لنقاش صبيان وأغرار الوهابية.
عملوا ضد الوحدة ومدَّدوا تطرفهم نحو الجنوب، وعملوا على تفجير الوحدة من الداخل بالتطرف والإرهاب، حتى وصلوا إلى الانقلاب على الوحدة وفتوى الاستحلال ضد الجنوب والجنوبيين التي اصدرها شيوخهم من أمثال الديلمي والزنداني، وحولوا طلاب تلك الثكنات إلى مليشيا دينية لقتال الكفار، كما يزعمون.
كفروا الأحجار والأشجار والبشر والحيوان، وأرادوا إحلال ما أسموها (دولة الإيمان) بدلا عن دولة الكفر الجنوبية، ومن بين صفوف تلك المعاهد الدينية، خرج الإرهابيون والقتلة ومنفذو العمليات الانتحارية؛ فقاتل جار الله عمر، وقاتل الأطباء في جبلة هما من خريجي ذلك التعليم الذي دعموه بما أسموها «جامعة الإيمان» وهي على العكس من تلك التسمية.
لقد كانت هذه المعاهد محطات تفريخ للإرهاب وتصديره إلى الداخل والخارج.
لقد استغلت تلك المنظومة التعليمية طاقات أولئك الشباب ووجهتم طريقا للإضرار بالأمة والوطن والشعب، وحتى اليوم لم نجد في هذه البلاد من يحاسب هؤلاء عن أفعالهم.

قد يعجبك ايضا