بعد أن وصل مرتزقة العدوان إلى مرحلة متأخرة من الإفلاس القيمي والأخلاقي ، وبعد أن استخدموا كل الأوراق في عدوانهم وحربهم القذرة على بلادنا ، وبعد أن مارسوا صنوف الكذب و الزيف والخداع والتدليس والتلبيس على الرأي العام ، روجوا للشائعات وفبركوا واختلقوا القصص والروايات من خلال أبواقهم الإعلامية عبر القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي بهدف تزييف الوعي المجتمعي والتغطية على الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار؛ ها هم اليوم يحشدون كل طاقاتهم ويستدعون كل رفاقهم الأبواق من سياسيين وإعلاميين وناشطين وحقوقيين من أجل مهاجمة الأمم المتحدة ممثلة ببرنامجها الإنمائي واليونيسف والصليب الأحمر ومفوضية اللاجئين وغيرها من المكاتب والهيئات التابعة للأمم المتحدة على خلفية تدخلاتها الخجولة في دعم المركز الوطني لنزع الألغام والتي تم زرعها من قبل المرتزقة في عدد من الجبهات .
الحملة المسعورة تأتي في الوقت الذي ما تزال قوى العدوان والأمم المتحدة تماطل في إدخال الأجهزة والمعدات الخاصة بنزع الألغام المحتجزة في جيبوتي منذ عدة أشهر رغم معرفتهم بأهميتها ودورها في اكتشاف ونزع الألغام والتي تعد من الأنشطة والمهام الإنسانية ، حيث ظهر جليا من خلال الوقفة الاحتجاجية الموجهة في تعز والحملة الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي حملت شعار ألغام الحوثي بأموال أممية أن المرتزقة لا يريدون نزع الألغام التي قاموا بوضعها في المناطق التي كانت تحت سيطرتهم والتي تم تحريرها من قبل أبطال القوات المسلحة اليمنية ، يستكثرون على اليمنيين الفتات من دعم الأمم المتحدة في هذا الجانب والذي يصل إليهم منه الكثير الكثير ، يريدون أن تظل حقول الموت التي قاموا بزرعها حاضرة لحصاد أرواح الأبرياء ويدعون بأن المساعدات التي تصل لنزع الألغام تستخدم لزرعها وهو إدعاء كاذب ، كون أنشطة نزع الألغام تحظى بتقييم ومتابعة الجهات ذات العلاقة في الأمم المتحدة .
والمضحك في التقرير الصادر عن حملة المرتزقة الحديث عن استخدام من أسماهم بالحوثيين دعم الأمم المتحدة في نزع الألغام في إقامة الورش والدورات التوعوية ذات الصلة بمخاطر الألغام وأهمية نزعها وتطهير المنطقة منها ، وتقديم ذلك على أنها من الجرائم التي تدين الأمم المتحدة وسلطة صنعاء ، والمضحك أيضا التوظيف غير المنطقي للمساعدات والدعم الأممي المحدود جدا في جانب نزع الألغام سياسيا وعسكريا من أجل الضغط على الأمم المتحدة والحيلولة دون دخول المعدات الخاصة بنزع الألغام والتي كانت ضمن بنود النقاشات التي أجرتها اللجنة العسكرية مع الأمم المتحدة خلال مشاورات الأردن ، وهو توظيف حقير ينم عن سقوط أخلاقي وإنساني جديد يضاف إلى سجل المرتزقة الحافل في هذه الجوانب والذي يمثل شاهد حال على نفسياتهم المريضة وعقلياتهم المأزومة وحقدهم الدفين على بلدهم وشعبهم نكاية بأنصار الله وطمعا في السلطة والثروة والنفوذ .
بالمختصر المفيد، فشل قوى العدوان في تحقيق أهداف عدوانها وحصارها على بلادنا وشعبنا خلال ثماني سنوات ، كان نتاجا لتأييد الله جل في علاه وتمكينه للمستضعفين ونصرته للمجاهدين من أبناء قواتنا المسلحة وعظيم تضحياتهم ومحصلة لصبر الشعب اليمني العظيم، وكان أيضا نتيجة حتمية لإعتماد تحالف العدوان ومرتزقته على الكذب والتضليل والإجرام والتوحش ، ولن تحصد حملتهم ضد نزع الألغام سوى الفشل ولا سواه ، ومهما أغرق التحالف اللعين في زرع الألغام مستغلا فترة الهدنة الأممية بإشراف برنامج مسام السعودي الذي يدعي القائمون عليه بأنه مخصص لنزع الألغام ، إلا أننا بفضل الله وعونه وتوفيقه قادرون على نزعها وتطهير الأرض اليمنية منها في مختلف الجبهات والمحاور ، سواء أسهمت الأمم المتحدة في ذلك أو لم تسهم ، فالعقليات اليمنية تعمل على تطوير وتحديث قدرات الدفاع والردع ، ومن نجح في تطوير قدرات قواته الصاروخية وسلاح الجو المسير ، لن يجد صعوبة في تطوير قدراته في جانب نزع الألغام .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم.. وعاشق النبي يصلي عليه وآله.