طفق المرتزقة المحليون يلطمون الخدود ويشقّون الجيوب، يولولون ويصرخون، محذّرين العالم من الويل والثبور وعظائم الأمور، إذا لم يتحرك العالم كله، ويكون على قلب رجل واحد لمواجهة ما أسموه “أعمال وتهديدات الحوثيين”، وما تتركه من تداعيات كارثية على أمن واستقرار المنطقة، وسلامة إمدادات ونقل الطاقة إلى مختلف أرجاء المعمورة.
-بعد لحظات وخلال الساعات التي تلت العملية العسكرية التحذيرية للقوات المسلحة اليمنية التي وصفتها بالبسيطة على ميناء الضبّة النفطي بحضرموت يوم الجمعة الماضي – حيث تتقاطر ناقلات النهب الأجنبية حاملة ثروة الشعب اليمني بعيدا عن آهاته ومعاناته، إلى جيوب وخزائن أعدائه، المتلذّذين بجراحاته وعذاباته، بتواطؤ وتسهيل أدوات العدوان – انبرى الخونة والعملاء من أبناء جلدتنا، زرافات ووحدانا ينددون ويستنكرون ويستجدون النصرة ضد خطر داهم يهدّد الجميع دون استثناء.
-توجّهت أبصارهم الخاشعة صوب السيد الأمريكي، الاختصاصي الخبير في امتصاص ثروات الشعوب والرقص على ترانيم أنّاتهم وأوجاعهم، ومن هم أقلّ شأنا تسابقوا إلى أسيادهم الإقليميين يذكرونهم بفزاعة “إيران” ومشروعها التوسّعي، وآخرون راحوا يتباكون على معاناة اليمنيين، وكيف أن استهداف منابع الثروة وبُنى الشعب التحتية ستفاقم تلك المعاناة.
-لم يتحدث أحد منهم بطبيعة الحال عن خشيته من توقّف مستحقاته الشهرية التي يتفضل بها عليهم المحتل الأمريكي والسعودي والإماراتي، وهي فتات الفتات من ثروة شعب كامل يئن تحت وطأة الفقر والعوز والحرمان.
-إدارة بايدن التي رفعت شعار وقف الحرب في اليمن إبان حملتها الانتخابية ووعدت بالعمل على رفع المعاناة عن كاهل اليمنيين، لكنها واصلت دعم العدوان وإبرام المزيد من صفقات بيع وتوريد السلاح إلى الرياض وأبوظبي، وبالتزامن مع هذا النهج الخبيث لم تدع يوما سياسة التضليل وبث الأكاذيب عبر الحديث الدائم عن حقوق الشعب اليمني، لتكشف في ساعة الحقيقة عن وجهها القبيح ونواياها الأقبح، حين تعتبر أقل الحقوق المشروعة لليمنيين مثل المرتبات ورفع الحصار بأنها ضرب من المستحيلات، وها هي من جديد ومعها بريطانيا وكل قوى الشر والنفاق يشجبون عملية الرد التحذيرية للقوات المسلحة في أهم منفذ لنهب وتهريب ثروات البلاد.
-الشعب اليمني عرف طريقه جيدا، بعد أن سئم ووصل لمرحلة التشبّع من أكاذيب ومماطلات العدو وتزييفه للحقائق.. وحتما فإن عملية ميناء الضبّة التي أثلجت صدور اليمنيين قاطبة في الشمال والجنوب، على حد سواء، لن تقف عند هذا الحد، وإنما تُنذر بمرحلة تحمل الكثير من الوجع للعدو، إذا لم يثب إلى رشده وأصرّ على حرمان الشعب اليمني من حقوقه المشروعة.
صبرا آل دوبلة
الأسبوع الماضي زفت مدينة الحديدة أحد رجالاتها الميامين شهيدا ليلتحق بركب شهدائنا الأبرار.. إنه المجاهد البطل الملازم أول/ عبده محمد قاسم دوبلة الذي ارتقى إلى الرفيق الأعلى بعد أن سطّر ملاحم بطولية في مواجهة قوى العدوان، وترك بصمات كبيرة في مسيرة تطوير القوات البحرية اليمنية.. لروحه السلام ولكافة شهداء الوطن اليمني في جنات الفردوس مع الأنبياء والصدّيقين والشهداء وحسُن أولئك رفيقا.. تعازينا ومواساتنا الصادقة لوالديه الكريمين وزوجته الفاضلة وأولاده وكل آل دوبلة.. إنا لله وإنا إليه راجعون.