صفعة التحذير التي وجهتها صنعاء عبر طيرانها المسيَّر لميناء الضبة بحضرموت هي صفعة مشروعة ومباركة وأيضا موفقة. فبورك الطيران المسير وسدد ضرباته وصفعاته الجهادية.
الصفعة لا تحمل فقط رسائل عسكرية بل أيضا سياسية وإنسانية واقتصادية واجتماعية وبنفس الوقت تحمل في طياتها صوت التحدي والتصدي على قاعدة الخوف عار والصمت عار على احتلال أرضنا ونهب ثرواتنا وانتهاك سيادة بلدنا.
الصمت عار أن نرى مافيا الإمبريالية بشقيها الغربي والعربي وأجنداتها اللصوصية دوليا وإقليميا وداخليا تسعى لتنفيذ مخطط تمزيقي لليمن بكل الوسائل المحرمة بدين الله وشريعة محمد بن عبدالله وكل قوانين الأرض والسماء لأن من قال حقي غلب .
الصمت عار على من يفرط بجسد اليمن لأن من فرط بأرضه سيفرط بعرضه.
الصمت عار على الترحيل المستمر للملف الإنساني من قبل تحالف العدوان.
الصمت عار على نهب ثروات بلدنا في مقدمتها النفطية. الصمت عار على الفساد والإرهاب .
الصمت عار عن قضية مرتبات موظفي الدولة..؟ قد يقول البعض لماذا؟؟؟. لأن الصمت هو جزء من الجريمة، والانتصار والوقوف والدفاع عن مظلومية أو قضية اليمن بشكل عام منها ملف مرتبات موظفي جهاز الدولة بشقيه المدني والعسكري هو واجب إنساني ووطني ودفاعا عن مظلومية هذه الشريحة لأن الانتصار لهذه المظلومية هو جزء من الانتصار لقضية اليمن بشكل عام من شمال الشمال لأقصى الجنوب والمثل الشعبي يقول ( قطع الرأس ولا قطع المعاش ). لأن من يقطع المعاش هو يقطع الحياة وصنعاء بأسطولها الثوري الذي يتولى قيادته قائد الثورة سماحة السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله. ليست مستعدة على الصمت لأنها تحمل أخلاقا إنسانية وأسطولها ثوري ينتصر للإنسانية ويقف ضد الظلم ويجاهد من أجل الدفاع عن قضية الأمة الإسلامية بما فيها اليمنية . يقف وينتصر للإنسانية والحياة لأن من يحتلون أرضنا وينهبون ثرواتنا ويأكلون مرتبات موظفي الدولة منذ سنوات هم أعداء الإنسانية والحياة والأسطول الثوري لصنعاء هو أسطول عيار ٢١ سبتمبر قد حدد مصيره على قاعدة يكون أو لا يكون لأنه يدافع عن الإنسانية والحياة وينبذ الظلم ويقف ضد الظالم ولا يقبل بأنصاف الحلول ولا يساوم أنصاف الرجال .
برهن الواقع وأكدت الوقائع أن دول تحالف العدوان وأجنداتها لم تتحمل مسؤولية مجمل الاتفاقات السابقة عن إيقاف العدوان وفك الحصار وإيجاد حل شامل للملف الإنساني بل غلب عليها طابع الإدمان على سياسة الغلاط المستمر والكذب والتضليل والخداع والمماطلة والترحيل للملف الإنساني من عام لآخر وشهر لآخر. وللأسف ما تزال تروج لمبررات واهية ووهمية تأتي إليها معلبة جاهزة من مطبخ الرباعية يروجها إعلامها الكذوب وهنا من حق صنعاء أن تقول كفى كذب وخداعا نفد صبرنا وعلى اللص والباغي تدور الدوائر.
الصفعة التحذيرية تكشف للعالم بأسره حقيقة المشاريع اللصوصية للناتو الغربي والعربي وأدواته الفاسدة من الداخل خصوصا في عملية نهب ثروات اليمن وحرمان أبنائه من عائداتها. لهذا التصدي لتلك القوى اللصوصية والعدوانية هو دفاع عن الإنسانية والحياة وحق مشروع كفلته الأديان السماوية والشريعة المحمدية والقوانين الوطنية والمواثيق الدولية لأن من ينهب ثرواتنا ويعربد في سماء بلدنا ويدعشن مجتمعنا ويحتل أرضنا فهو لص وغازي ومتوحش ويقوم بأعمال محرمة. وليس له الحق بذلك ومن الواجب التصدي له بكل الوسائل الممكنة.
الصفعة تكشف لعبة دول الرباعية الضالعة في مافيا الاحتلال والنهب من طراز جديد وشركاتها وبنفس الوقت تسلط الأضواء على مطامع الغرب وأنظمة الخليج المتصهينة في موقع اليمن الاستراتيجي وثرواته الذي بسببها جعل الغرب يكلف مبعوثيه المخادعين وسفراءه الصهاينة لمساندة دول العدوان للإشراف على هذا النهب اللصوصي المتواصل لثروات بلدنا لأن تلك الدول هي المستفيدة من ذلك ولا يهمها الموت السريري لموظفي اليمن .
أكثر من علامة استفهام تبحث عن إجابة.
هل نهب ثروات بلدنا من تحالف العدوان وأجنداته العملاء بمختلف الأوزان والأحجام هو الحل العادل للملف الإنساني بما فيه قضية موظفي الدولة وهل ذلك يتوافق مع اتفاقات الهدنة التي قد انتهت؟ أم أن هذا التحالف وبريطانيا والأمريكان قد اتخذوا قرارا وحشيا معاديا للحياة والإنسانية بقتل السواد الأعظم من اليمنيين من خلال حرمانهم من مرتباتهم أي حرمانهم من حقوقهم الإنسانية مقابل إشباع مجموعة من الفاسدين والعملاء؟ أم أن الاحتلال والتدعيش الوحشي والنهب للثروات هو بوابة الولوج للسلام المؤمرك الذي ينشده المبعوث الأمريكي أو الأممي ليفضي إلى تمزيق اليمن وبقاء لشهية الصهيونية؟ أم أن هذا النهب يطلقون عليه شرعية كما تروجه ماكنتهم الإعلامية؟ أم أن ذلك هو مدرج ضمن مخرجات قصة المرتزق الفاسد رشاد بن عيلوم العليمي الذي تناول تلاوته في الأمم المتحدة؟ إذا تعظيم سلام للطيران المسيّر الذي حمل رسالة التحذير بجدارة واقتدار.
من زاوية أخرى الصفعة المباركة تكشف تواطؤ سماسرة الهيئة الأممية أنهم مع نهب ثروات بلدنا بل هم جزء من الجريمة العدوانية واللصوصية وجلد الجسد الوطني.
على هذا الأساس أستطيع القول أن صفعة التحذير تعد جزءا من مكافحة الفساد وتوجيه أصابع الاتهام لمافيا الإمبريالية كما أنها تمثل تدشينا لمشروع التحرر والتحرير الثوري الذي تطرق إليه قائد الثورة – حفظه الله – خلال الفترة الماضية للانتقال لمرحلة جديدة تصب نحو تحرير المحافظات الخاضعة للاحتلال السعوإماراتي والانجلوأمريكي واجتثاث أجندات الفساد والعمالة والإرهاب .
أتمنى من الآن فصاعدا رفع سقف شروط صنعاء على طاولة التباحث والتفاوض دون توقف الصفعات، في مقدمتها انسحاب القوات الأجنبية من الساحة اليمنية ومياهها السيادية وجزرنا اليمنية وكافة أراضي اليمن خلال أسابيع أو أيام مزمنة . وإيقاف أي مشاريع تم استحداثها في الساحة الوطنية لليمن باعتبار الاستحداث يمثل انتهاكا لسيادة البلد وبحيث يلتزم تحالف العدوان توريد مرتبات موظفي الدولة كاملة للبنك المركزي بصنعاء وكسر الحصار الشامل وإطلاق كافة الأسرى الكل مقابل الكل خلال أيام على أن تتعهد دول العدوان دفع تكاليف إعادة الإعمار بضمانات دولية تدخل فيها روسيا والصين وإقليميا إيران ليكون هناك توازن في الحلول بعيدا عن تأثير كهنة التغريب وتسليم كل المتورطين والمشاركين في جرائم العدوان لصنعاء لمحاكمتهم وإعادة الأموال التي تم نهبها من قبل مراكز القوى الإفسادية من الماضي للحاضر ودون توقف الصفعات على أن يكون أي حوار جدي وندي ومزمن بين صنعاء كطرف والرياض كطرف آخر وعدم تدخل الغرب بشؤون بلدنا باعتبار ذلك يمثل المدخل العملي لإيجاد الحل الشامل والعادل للقضية اليمنية ويا دار ما دخلك شر . وفي الأخير فلنطلق صرخة الجهاد . لأن ذلك يطرد الجن والشياطين . الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود . النصر للإسلام.
*نائب وزير الإعلام