الثورة نت|
أحيت الهيئة العامة للأوقاف اليوم، ذكرى قدوم الإمام الهادي عليه السلام إلى اليمن بفعالية خطابية تحت شعار ” والله ما هي إلا سيرة محمد أو النار”.
وفي الفعالية اعتبر رئيس الهيئة العلامة عبدالمجيد الحوثي، الإمام الهادي، شخصية استثنائية فريدة ليس على مستوى اليمن، وإنما على مستوى الأمة، ظل يحمل روح المسؤولية، ساعياً إلى إقامة دين الله والجهاد في سبيله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأوضح أن الإمام يحيى بن الحسين “الهادي”، ذهب إلى العراق وإيران والحجاز ومختلف المناطق ليجد فيها من يعينه وينصره .. وقال” جاء أهل اليمن إلى الإمام الهادي في منطقة الرس يستنجدونه للقدوم معهم إلى اليمن لحل خلافاتهم وتوحيد صفوفهم وإقامة الحق بينهم”.
وأشار العلامة الحوثي، إلى أن الإمام الهادي رأى في المرة الأولى التي يأتي فيها لليمن تعدياً على الحرمات وتسلّط من قبل المشايخ، فعاد إلى منطقة الرس وذهب أهل اليمن مرة أخرى يطلبون منه الخروج معهم لإقامة دولة الإسلام والحق والعدل.
وأكد أن إحياء فعالية ذكرى قدوم الإمام الهادي إلى اليمن، إحياء للقيم والمبادئ التي تركها لما تمثله من إرث حضاري وتاريخي، استفاد منه أهل اليمن في أمور دينهم ودنياهم.
وأضاف “إن الإمام الهادي حرص على ترسيخ مبدأ الاختيار وتطبيق مبادئ المعروف والنهي عن المنكر، شأنه في ذلك شأن أئمة أهل البيت عليهم السلام، الذي يعدون مصدر وحدة الشعوب والعدل في الرعية والقسم بالسوية.
وقال رئيس هيئة الأوقاف” بمجيء الإمام الهادي لليمن تآلفت قلوب اليمنيين، كما يعيش الشعب اليمني اليوم في ظل قيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي وحد الجميع في مواجهة قوى العدوان والمرتزقة، في حين يعيش الطرف الآخر التناحر والتفرقة”.
وأوضح أن الإمام يحيى بن الحسين، كان عالماً ومفكراً وأسس المدرسة الهادوية ورسم معالم الدولة الإسلامية التي تقتص من الظالم وتأخذ بيد المظلوم وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لما اتسم به من صفات الزهد والورع والاستقلالية في الحكم.
وأضاف” إن الإمام الهادي كان حريصاً على إنصاف الرعية ويذهب بنفسه للأسواق ليُعلّم الناس الدين والحق وبقيت آثاره الإيجابية في تراث وحضارة وثقافة اليمنيين”.. مؤكداً أن الدولة الإسلامية لم توجد في أي عصر كما وجدت في عهد الإمام الهادي الذي كان إلى جانب الحق والعدل وإنصاف المظلوم.
ودعا العلامة الحوثي، إلى استلهام الدروس والعبر من الأئمة عليهم السلام، كنماذج في تطبيق شرع الله والاهتمام بالرعية.
واختتم كلمته بالقول “إن أئمة أهل البيت لم يعرفوا الترف والإسراف والتبذير والغناء، ولم يبحثوا عن مناصب الدنيا وحطامها، وإنما كانوا أعلام يدعون الناس إلى عبادة الله والقيام بالقسط والعدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
من جانبه أشار عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالوهاب المحبشي، إلى دور الإمام الهادي في الإصلاح بين اليمنيين وفقاً لكتاب الله وسنة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.
ولفت إلى أن الإمام الهادي من الشخصيات التي يتواصل عطاؤها .. مستعرضاً الآثار التي تركها الإمام الهادي المتصلة بالرؤية والمنهجية والثورة والمبدئية والثقافة والحضارة.
وقال” خرج الإمام الهادي إلى اليمن والناس ينظرون إليه ويرون فيه مخلّصاً لهم من الواقع السيء الذي يعيشونه تحت ظلم جفتم وولاة بني العباس الذين كانوا يسومون اليمنيين سوء العذاب والقبائل تعيش حالة من الفوضى والحرب”.
وذكر المحبشي أن الإمام الهادي لم يكن مقاتلاً أو سياسياً فقط، وإنما كان لديه نظرة تحليلية عميقة لما تموج بها عواصم الأمة الإسلامية ومعرفة بآثار تلك الأفكار وخطورتها على المجتمعات ودورها في الوضع الذي آلت إليه الأمة الإسلامية.
وتطرق إلى حرص الإمام الهادي على تقديم المنهجية التي تم تناقلها عن النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وهي المنهجية التي تلتزم بالقرآن الكريم حرفياً على مستوى الثقافة الصحيحة بما يتعلق بالعلوم التي تقدم الإيمان الصحيح بالله تعالى للناس وتهديهم إليه.
واستعرض الآثار التربوية للإمام الهادي التي تميزت بوضوح معالم مشروعها التي هدفت لبناء دولة عادلة تُكرم الإنسان وتجلّه وفقاً لكتاب الله وسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
تخللت الفعالية بحضور وكيلي الهيئة العامة للأوقاف لقطاع المساجد والمبرات الدكتور عبدالله القدمي وقطاع الأعيان محمد جحاف وعدد من مدراء العموم والمسؤولين بالهيئة، قصيدة للشاعر يوسف العلوي.