تحذيرات شديدة من مرتزقة الإمارات من مغبة الاحتفال بذكرى الوحدة في عدن
تساقطت مثل أوراق الخريف : أكذوبة مجلس القيادة الرئاسي آخر الكروت “ المحروقة” لتحالف العدوان
محللون: تناغم مساعي المرتزق الزبيدي الانفصالية مع مخططات العدوان تمنحه الأفضلية
مجلس الرياض الرئاسي أسير المعاشيق، عاجز عن رفع علم الجمهورية اليمنية في المناطق المحتلة
ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي تقتصر مهمته بتوقيع وشرعنة إجراءات العدوان لتشديد الحصار ومضاعفة معاناة اليمنيين
المسرحية الهزلية التي أعدتها واحتضنتها عاصمة العدوان مؤخرا أفضت بعد الإطاحة بشرعية هادي المزعومة إلى ظهور ما أطلقت عليه الرياض وأبو ظبي مجلس القيادة الرئاسي ضم في ثناياه ثمانية مرتزقة ممن اثبتوا خلال عقود من الزمن ارتزاقهم وتبعيتهم العمياء للنظام السعودي وحلفائه وأسياده حول العالم، ليكون بمثابة الورقة الأخيرة “المحروقة” التي يرمي بها تحالف العدوان بعد فشله على كافة المسارات السياسية والعسكرية والأمنية وتساقطت مثل أوراق الخريف.
الثورة / حمدي دوبلة/ ابراهيم الاشموري
اليوم والوطن يعيش الذكرى الـ 32 للوحدة اليمنية المباركة يبدو هذا المجلس الذي يتشدق علانية بمساعيه لتثبيت الوحدة وترسيخ الهوية اليمنية الوطنية وتحقيق الأمن والاستقرار ورفع المعاناة عن المواطنين ، عاجزا حتى عن رفع الجمهورية اليمنية على مبنى قصر المعاشيق في عدن المحتلة ناهيك عن رفع العلم على أي من مباني ومرافق المؤسسات الحكومية في عدن وكل المحافظات الخاضعة لمليشيات الاحتلال الإماراتي.
وتلقى المجلس المسخ خلال الساعات القليلة الماضية تحذيرات قوية من قبل مرتزقة نافذين فيما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للاحتلال الإماراتي من مغبة التفكير في إقامة أي مظاهر احتفالية بالذكرى الـ32لاعادة تحقيق الوحدة اليمنية في مدينة عدن أو أي من المحافظات الجنوبية والشرقية، باعتبار ذلك استفزازا لأبناء المحافظات الجنوبية الساعين إلى الانفصال بدعم كبير من قبل الإمارات والسعودية على حد سواء.
وتؤكد مصادر مقربة من مطابخ المرتزقة في تشكيلة “شرعية” العدوان الجديدة بأن الرياض وأبوظبي ضغطتا بقوة على نصف عدد الرؤساء في مجلس القيادة والمحسوبين على مناطق الشمال ومن يمثلون نظام هادي، القائلين بالوحدة والهوية اليمنية بالرضوخ لرغبة وأهواء ممثلي الاحتلال الإماراتي في المجلس وتوجهاتهم العلنية للانفصال واستعادة ما يسمونه دولة الجنوب، والابتعاد عن أي ما يشير تصريحا أو تلميحا إلى شيء اسمه اليمن ، وان تلك الضغوط أسفرت عن حل وسط، يتمثل في توافق المرتزقة باختلاف توجهاتهم وأجندتهم على رفع علم اليمن الموحد داخل المكاتب وفي الغرف المغلقة وليس فوق المباني العامة والخاصة، وهو ما قبله المرتزق عيدروس الزبيدي نائب رئيس “المجلس” صوريا دون تخليه عن رئاسة ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي على مضض، ووفق شروط واشتراطات تتضمن بقاء رئيس وأعضاء مجلس “العليمي” أسارى قصر المعاشيق وتحت رحمة مليشياته التابعة للإمارات وعدم ممارسة أي أنشطة تستفز مشاعر من أسماهم الزبيدي حسب ما نقلته المصادر “شعب الجنوب العربي».
حقائق من الميدان
المعلومات التي سربتها مصادر مقربة من تحالف العدوان وأدواته المحلية في اللحظات الأولى بعد تشكيل “ مجلس القيادة الرئاسي” أكدتها الشواهد والدلائل من الميدان فالعليمي والأعضاء الآخرون المحسوبون على مناطق الشمال والمتماهون مع أكذوبة الشرعية ونغمات استعادة الدولة وأنهاء الانقلاب إلى آخر هذه الأكاذيب اصبحوا عاجزين عن مغادرة شقق القصر الرئاسي وبعض من تجرأ منهم على الخروج إلى الجوار تعرض للضرب والاعتداء الجسدي والإهانات العلنية من قبل مليشيات الانتقالي الجنوبي.. وفي ذلك أكبر دليل على ان الدور المرسوم لهذا المجلس من قبل انظمة العدوان هو تمرير خططهم الخبيثة وأجندتهم التدميرية لليمن وشعبه وأن هذه الأدوات قد قبلت أداء هذه المهمة الدنيئة حتى دون يوفر لهم أسيادهم الحماية الشخصية، وشرعوا في تنفيذ اول مهامهم بعد لحظات من عودتهم الى عدن بكيل الثناء والمديح لابن سلمان وبن زايد و التغني بما قدّماه من خدمات جليلة، ومكرُمات سخيّة لليمن ولليمنيين، وما يبديانه من حرص على وحدة اليمن ومصالحه العليا وسيادته واستقلاله، ودعمهما اللا محدود من أجل أمن وسلامة وكرامة الشعب اليمني.. قبل أن يباشروا في تنفيذ أوامر الرياض وأبوظبي بعرقلة أي إجراءات تفضي إلى التخفيف من حدة معاناة الشعب اليمني الناجمة عن العدوان الغاشم والحصار الخانق المفروض على اليمن من قبل أمريكا والسعودية والإمارات لكن، “الشرعية” المعينة من بن سلمان وبن زايد ارتضت أداء هذه المهمة لتعذيب أبناء جلدتهم من خلال التصريحات وتوقيع الأوامر وإقرار الإجراءات لمنع فتح مطار صنعاء واحتجاز سفن المشتقات النفطية دون أن يكون لهم أي دور في ذلك يعلم الشعب اليمني علم اليقين بأن اجتماع الأدوات “الخصوم” متعددي الولاءات والأهداف تحت سقف قاعة واحدة، وفي اطار كيان واحد أطلق عليه العدوان مسمى المجلس الرئاسي، إنما كان بأوامر وتوجيهات ملكية، وأن أصحاب الأمر والنهي في قصور الرياض وأبوظبي لا يجهلون بطبيعة الحال حقيقة ماهي عليه تلك الأدوات من تنافر واختلاف في كل شيء، لذلك تم إبقاء أوضاع المليشيات المسلحة التابعة لهذا وذاك على حالها، دون أحداث أي تغييرات.
لقد عمل العدوان منذ وقت مبكر على إنشاء كيانات مسلّحة، من العدم وجعلها مدججة بأحدث أنواع الأسلحة، ورسم لها مهامها من أجل إحداث المزيد من الشقاق والصراع والانقسام، والتأسيس لمستقبل يمني، محفوف بالدماء والحروب والتشرذم ودفع بمجلس العليمي إلى الواجهة لتنفيذ كل ذلك، بدءا من الاعتراف كذبا بأنه من يملك الحق والمقدرة على فتح أو إغلاق المطارات والمنافذ وحجز أو اطلاق سفن المشتقات والغذاء واتخاذ قرارات الحرب وإبرام معاهدات السلام.
موقف صنعاء
الموقف الوطني المناهض للعدوان الممثّل في المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني كان منسجما ومتناغما مع مشاعر ووجدان الشعب اليمني الذي دفع تضحيات جسيمة في مواجهة عدوان كوني استخدم على مدى اكثر من سبع سنوات كل الوسائل الإجرامية في سبيل نيل مآربه في إخضاع إرادة اليمنيين وفرض الوصاية والهيمنة على سيادته وقراره الوطني ومقدرات وثروات البلد لكنه عجز وتقهقر، ولم يعد في وسعه الا التراجع خطوة إلى الخلف والدفع بأدواته إلى الأمام في محاولة لتضليل العالم مجددا بأن الأزمة يمنية يمنية، وان الحل يكمن في أيدي اليمنيين انفسهم، دون أن يتخذ أي خطوات عملية تؤيد هذه المزاعم وانما ظل يمارس جرائمه وانتهاكاته بحق اليمنيين بأيادي بعض أبنائه ممن باعوا وطنهم وضمائرهم لقاء حفنة من المال السعودي.
أكدت صنعاء من خلال مختلف المؤسسات الدستورية والوطنية بأن حاضر ومستقبل اليمن يتقرر داخل اليمن، وأن أي نشاط خارج حدود الوطن اليمني انما هو عبارة عن مسرحيات هزلية وألعاب ترفيهية تمارسها دول تحالف العدوان، وبأن الشرعية الحقيقية، هي شرعية الشعب اليمني التي جسدها في الميدان بصموده وثباته دفاعاً عن الثوابت الوطنية بقيادة المجلس السياسي الأعلى ومؤسساته التشريعية والقضائية والتنفيذية، القائمة وفقاً لدستور وقانون الجمهورية اليمنية.
واعتبرت القوى الوطنية محاولات تحالف العدوان اليائسة لتشكيل ما يسمى المجلس الرئاسي، بانها مسرحية هزلية لإعادة تدوير مرتزقته وأدواته، وهي ممارسات لا تعني أبناء الشعب اليمني لا من قريب أو بعيد.. واعتبرت إجراءات العدوان ومخرجات ما عُرفت بمشاورات الرياض ليس سوى مظلة لتمرير الأجندة والأطماع والمخططات الأمريكية لانتهاك سيادة اليمن والسيطرة على ثرواته ومقدراته، وقد تجلت تلك المخططات بشكل واضح عقب وصول مجلس العليمي غير الشرعي إلى قصر المعاشيق بتداعي القوات الأمريكية إلى أراضي وسواحل اليمن بالتزامن مع تسابق محموم للمليشيات العميلة التابعة للاحتلال السعودي أو الإماراتي للسيطرة على آبار وحقول النفط في المحافظات الشرقية والجنوبية المحتلة.
استئناف صراع المرتزقة
لم تدم حالة “التوافق” الصوري التي فرضها العدوان على أدواته وعملائه الفرقاء طويلا ، فبعد نحو أسبوعين فقط من عودة “مجلس الرياض الرئاسي” إلى مدينة عدن المحتلة عادت موجة الانفجارات والتوترات وحملات التصفية والاغتيالات التي ينفذها المرتزقة ضد بعضهم لتطغى على المشهد العام مجددا في عدن وكافة المدن والمحافظات الخاضعة لسيطرة العدوان وأدواته
وخلال الأيام القليلة الماضية شهدت مدينة عدن سلسلة من الانفجارات، في ظل حالة من التوتر المتصاعد بين فصائل تحالف العدوان في جميع المحافظات المحتلة التي لا يملك المجلس الرئاسي الهزلي مجرد أبداء الراي حولها، إذ بات تحت رحمة مليشيات الاحتلال الإماراتي ولا يُسمح لأعضائه بالحديث إلا عن منع سفن المشتقات من الوصول إلى ميناء الحديدة أو عرقلة سفر المرضى عبر مطار صنعاء بذريعة حملهم لجوازات صادرة من صنعاء إلى غير ذلك من المسائل الموكلة اليه من قبل الرياض وأبوظبي.
ويقول مراقبون أن حالة الغليان والاضطراب الأمني التي تشهدها عدن وغيرها من المناطق المحتلة ناجمة عن صراعات بين قيادات “مجلس الرياض الرئاسي”، وما يُعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، ويتوقع المتابعون والمحللون السياسيون بأنه لن يمر وقت طويل قبل أن تنفجر تلك الصراعات على شكل مواجهات مسلحة في شوارع عدن وستمتد إلى شبوة وحضرموت وغيرها في ظل التوترات القائمة والمحاولات المستمرة لاغتيال قيادات سياسية وعسكرية تابعة لهذا الفصيل او ذاك.
ومنذ انتهاء إجازة عيد الفطر، عملت ميليشيا “المجلس الانتقالي الجنوبي” التي تفرض واقع الانفصال بدعم قوي من قطبي التحالف في الرياض وأبوظبي على المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرتها على اعتقال عشرات المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية، على مداخل مدينة عدن، والذين اقتادتهم إلى سجون معسكر بير احمد داخل عدن.. في مسعى صريح إلى إقامة دولة الانفصال رغم أكذوبة المجلس الرئاسي النائم في الجوار دون أن يستطيع رئيسه أو أي من أعضائه المحسوبين على الشرعية المزعومة مجرد فتح نافذة من غرفهم في قصر المعاشيق.
وكان أركان حرب اللواء دعم واسناد التابع لمليشيات ”الانتقالي”، المرتزق/ معين المقرحي، قد توعد في تصريحات صحفية في 11 مايو الجاري، باعتقال “المرتزق الآخر طارق صالح” نائب ما يسمى رئيس مجلس الرئاسة التابع للتحالف وقائد ما تسمى “حراس الجمهورية” التابعة للإمارات في جبهات الساحل الغربي في حال تطلب الأمر.
وأكد المقرحي، أن الفصائل المسلحة التابعة لـ”الانتقالي” قادرة على طرد قوات صالح من عدن، مشيرا إلى أنها تمكنت من اعتقال ضباط يتبعون طارق صالح أثناء محاولة دخلوهم المدينة.
كما أقدمت مليشيات المجلس الانتقالي على اعتقال رئيس ما يُعرف الاستخبارات التابع لقوات التحالف في محور تعز، مؤخرا ولايزال مصيره مجهولاً حتى لحظة كتابة هذا الموضوع.
ويعتقد مراقبون أن عودة مليشيات المجلس الانتقالي لممارستها العنف والتنكيل بخصومها في حكومة المرتزقة ، يشير بما لا يدع مجالاً للشك بأن الرياض وأبو ظبي لا يزال في جعبتهما الكثير من المفاجئات والإجراءات الميدانية لإثارة القلاقل في المناطق المحتلة، بهدف مواصلة احتفاظهما بالكلمة العليا في تلك المناطق وعدم السماح لأي فصيل الشعور بالسيطرة.
وتأتي هذه التفجيرات والاعتقالات في ظل تصاعد الصراعات بين الفصائل الإماراتية في المحافظات الجنوبية وعلى وجه الخصوص محافظة عدن خلال الآونة الأخيرة، ما ينذر بمواجهة مرتقبة بين الفصائل التابعة للإمارات.
وفي اطار هذا التوجه الواضح لقطبي التحالف في الرياض وابو ظبي تتجه مليشيا “الانتقالي الجنوبي” الانفصالية المدعومة من الاحتلال الإماراتي للسيطرة على حقول النفط في محافظة شبوة، خوفا من وصول مليشيات العميل الاخر للإمارات طارق صالح الى تلك الحقول
وتؤكد مصادر محلية في شبوة بأن “الانتقالي” أرسل خلال الأيام القليلة الماضية حملة عسكرية لفرض السيطرة الكاملة على حقول النفط في عسيلان الخاضعة لقبائل بلحارث.
وأشارت المصادر إلى أن الحملة العسكرية التابعة لـ”الانتقالي” ألتفت على مدينة عتق مركز محافظة شبوة، لطرد مسلحي ما يسمى “العمالقة” التي أرسلها “طارق عفاش” من الساحل الغربي المتمركزة في حقول النفط بمنطقة “جنة هنت”.
وأوضحت المصادر أن “الانتقالي” استعان ببعض قبائل عسيلان الموالية له لتعزيز مسلحيه استعدادا لشن عملية واسعة للاستيلاء على حقول النفط.
وتفيد تقارير إعلامية بأن نذر حرب طاحنة بين “الانتقالي” و “طارق عفاش” تشعلها حقول النفط في شبوة، بعد سيطرة قيادات من حزب المؤتمر على السلطة المحلية إثر إطاحة الإمارات بمحافظ الإصلاح نهاية العام 2021م.
يأتي ذلك عقب سيطرة ما يسمى “اللواء الخامس عمالقة” التابع لـ”طارق عفاش” على المناطق الواقعة في محيط حقول النفط بصحراء عسيلان خلال الأسابيع الماضية، وطرد مسلحي الإصلاح المتمركزة هناك منذ سنوات خلت.
المرتزق الزبيدي وتوجهاته الانفصالية
ربما كان المرتزق عيدروس الزبيدي، العميل الأبرز للاحتلال الإماراتي الأوفر حظا في الحصول على ثمار كثير من مخرجات مسرحية الرياض العبثية بالنظر كما يقول محللون سياسيون إلى اتساق أهدافه الانفصالية مع مساعي وطموحات أسياده في أبو ظبي والرياض لتقسيم اليمن والزجّ به في أتون صراعات وحروب أهلية، لذلك فقد نال تطمينات جمّة من أسياده بعدم المساس بأحلامه وطموحاته في استعادة ما يسميه دولة الجنوب ، لذلك فهو وان نزل مرغما عند رغبة أسياده في إكمال فصول مسرحيتهم الهزلية ورضي بأن يكون في عضوية المجلس الرئاسي “اللقيط” ، فانه لم يتخل ولو للحظة عن ممارساته الانفصالية ولا يسمي نفسه في أبواقه الإعلامية الممولة من الإمارات الا بلقب الرئيس القائد، كما انه يمارس أعماله البروتوكولية، ويلتقي أنصاره وحتى رؤساء وسفراء وممثلي منظمات وهيئات محلية ودولية، بصفته رئيس دولة الجنوب، كما كان ذلك خلال زيارته الرسمية مؤخرا لأسياده في أبو ظبي، كما لا يتخلى عن وضع علم الانفصال في الخلفية وعلى بدلته في كل الفعاليات.
حادثة تلاعب واحتيال المرتزق الزبيدي لما يسمى القسم الدستوري عقب تشكيل مجلس الرياض الرئاسي قبل أسابيع، لم تكن شطارة منه أو تصرفا ذاتيا وإنما كان كما يؤكد على ذلك محللون سياسيون، وفق اتفاق ابرمه مع الرياض وأبو ظبي من اجل الحفاظ على مكانته بين عصابات الإمارات المنادية بالانفصال، وهو الذي ظل طيلة السنوات يحاول تقديم نفسه على أنه الممثّل الوحيد لما كان يسمّى سابقاً “ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية “ حتى إن أنصاره يطلقون عليه صفة “ الرئيس القائد “، كدلالة عن قرْب تحقيق حلم استعادة الدولة بفكّ ارتباطها عن الشمال. لكنه أُجبر، اثر مسرحية مشاورات الرياض على المشاركة بعضوية المجلس بصفة نائب الرئيس شانه في ذلك شان بقية الأعضاء الذين يحملون جميعهم صفة نائب الرئيس لكن وبتواطؤ وبدعم مفضوح من قبل الاحتلال الإماراتي السعودي، ماض في تنفيذ أهدافه ومخططات أسياده للانفصال وتقسيم اليمن مدعوما بهالة إعلامية من قبل القنوات الممولة من أبو ظبي والرياض التي تحرص على إبراز دوره وتغطية لقاءاته السياسية باعتباره الرئيس القائد للجنوب وليس نائبا لرئيس مجلس كسيح يتشدق بما لا يملك ولا يستطيع الحفاظ على الوحدة والنظام الجمهوري للدولة اليمنية .
هذه الازدواجية التي بات عليها المرتزق الزبيدي، ما بين كونه رئيسا للدولة الجنوبية الموعودة ونائبا لرئيس مجلس مرتهن لا يملك من امر نفسه شيئا، جعلت مليشياته الانفصالية تعيش حالة من التخبط والارتباك ولا يهدئ من روعها ومخاوفها، بحسب محللين سياسيين الا الدعم اللامحدود الذي تحظى به هذه العصابات العميلة واللاهثة وراء تقسيم اليمن من قبل قطبي العدوان في النظامين السعودي والإماراتي واللذين ينظران إلى المرتزق الزبيدي وكيانه الانفصالي العنصري خير من ينفذ أجندتهما في تمزيق اليمن ونشر بذور الفتنة والاقتتال بين أبناء الوطن، وتقديم سيادة وثروات ومقدرات اليمن على طبق من ذهب إلى الأعداء والغزاة الطامعين.