المناضل عبد الله سلام الحكيمي في حوار الذكريات لـ الثورة (1-4):
– كانت طفولتنا بائسة محاطة بالفقر والمعاناة لكن كان الآباء شديدي الحرص على تعليمنا رغم تواضع الإمكانات
– في الصف الثالث الابتدائي حدثت لي قصة طريفة في المدرسة بعدن ربطتني بحب الزعيم جمال عبد الناصر حتى الآن
مظاهر الحياة في عدن مدهشة جداً لي كطفل دخل من القرية لأول مرة، الأنوار والسيارات ونيران المصافي المشتعلة دوماً والطرق والبحر والراديو
الشيخ عبد الله علي الحكيمي من زاويته ملتقى الحجرية التجاري لعب دوراً توعوياً ربط بين رموز الحركة والوطنية في عدن وفي الشمال
مدينة تعز كانت مركزاً حقيقياً للحركة السياسية والنضالية والقومية بين عدن الشمال وكانت ملتقى مناضلي الثورتين سبتمبر وأكتوبر
استعاد القيادي الناصري والمحلل السياسي عبد الله سلام الحكيمي في حوار ذكرياته النادر فصولاً من الأحداث المرتبطة بتحولات اليمن المعاصرة خلال ما يقرب السبعين عاما، مؤكدا أن الطفولة اليمنية في خمسينيات القرن الماضي كانت بائسة ومحاطة بالمعاناة الشديدة، لكن الآباء كانوا شديدي الحرص على تعليم أبنائهم رغم تواضع الإمكانات المادية للأسرة في ذلك الزمن.
وتطرق الحكيمي في حوار الذكريات لـ”الثورة” إلى جملة من المحطات المفصلية في تاريخ الحركة الوطنية وإرهاصات ومخاضات ثورتي سبتمبر وأكتوبر ومركزية الوحدة اليمنية من العقل الجمعي للمجتمع اليمني، لكنه ركز في الحلقة الأولى من الحوار على المشهد الاجتماعي والسياسي المتساوق بين عدن وتعز وصنعاء، فإلى فضاء الحلقة الأولى من هذا الحوار الذكرياتي.
حـــــــاوره/ محمد محمد إبراهيم
بداية. ضعنا أمام نقطة الزمن المؤطرة لميلاد السياسي المخضرم عبد الله سلام الحكيمي..؟ وماذا تسترجعون من أحاديث الآباء عن ظروف اليمن في هذا التاريخ المقرون بميلادكم .. ؟
– في البدء، أشكر صحيفة الثورة في صنعاء على صمودها اللافت في سنوات الحرب والحصار، وبالإشارة للإجابة على السؤال الذي يشكل بداية حوار الذكريات، أؤكد أني من مواليد ليلة الـ٢٢ من شهر رمضان عام١٣٦٩للهجرة المصادف السابع من شهر يوليو ١٩٥٠م ( قرية الأشاعر عزلة الأحكوم مديرية الحجرية محافظة تعز) ولعل ما أتذكره من أحاديث الآباء عن تلك المرحلة المقرونة بميلادي، أن والدي رحمه الله كان مغتربا في السعودية لكنه لم يمكث إلا قليلا حتى عاد مجددا إلى عدن عاملا في مصافي البترول في البريقة ومعه اثنان من إخوانه، وجدي استقر في القرية مع أحد أبنائه، بعد بضع سنين قضاها الوالد في عدن، عاد إلى القرية وعمل في نشاط تجاري متواضع حيث كان له ولإخوانه نشاط تجاري في منطقة المصلى عزلة الأحكومة (كانت في البداية مجموعة محال تجارية، اتسعت في فترة الخمسينيات لتصبح ملتقى تجاريا يربط بين الطرق المتجهة صوب مدينة عدان وبين مديريات الحجرية والشمايتين والمواسط والنشمة ووسط مديرية المسراخ) ثم افتتح والدي مخزن أدوية ليتفرغ له بينما تولى إخوانه مسؤولية المحلات.
كيف كانت نظرتهم للتعليم حينها وماذا عملوا من أجل تعليمكم..؟
– كانوا يبدون اهتماما عظيما لتعليم أبنائهم ويضحون في سبيل ذلك، وأتذكر أن الوالد وإخوانه (أحمد ومحمد رحمهما وعبد الرب أمد الله في عمره) أسهموا في بناء مدارس ابتدائية في القرية تطورت مع الأيام إلى الإعدادية والثانوية، وكانوا يرون الأوضاع في البلاد متأخرة وبحاجة إلى التطور التعليمي والاقتصادي والاجتماعي لهذا تراهم يغتربون ليوفروا لأسرهم متطلبات العيش، المحدود آنذاك، وكان اهتمامهم بتعليم الأبناء يبدو مبالغا فيه كثيرا لأنهم أدركوا أهمية التعليم كطريق للنهوض والتقدم، وكانوا أشداء لا يرحمون كل من يهمل في دراسته من أبنائهم، وسارعوا مبكرا للمساهمات في المشاريع المبكرة التي تأسست بعد ثورة ٢٦سبتمبر ١٩٦٢ مثل البنك اليمني للإنشاء والتعمير وشركات زراعية لا يستحضرني اسمها الآن الخ.. لكن جل ما أتذكره هو أن الوالد واخوانه رحمهم الله رتبوا منذ البداية لأبنائهم وأنا أحدهم وضعا يمكننا من التعليم في عدن فألحقني بأسرة من أقاربنا في حي التواهي، ولم يكن للوالد ولا لإخوانه أي نشاط سياسي وان كان دائم المتابعة للأحداث السياسية سواء في اليمن أم في العالم وكانت الراديو ملازمة له معظم الوقت يتابع الأخبار من الإذاعات أبرزها آنذاك صوت العرب وصنعاء ولندن ومونت كارلو …الخ، لكنه لم ينخرط في أي نشاط سياسي.
سنوات الطفولة
أين وكيف عشت سنوات الطفولة الأولى ؟ وماذا تتذكر من قصة انتقالك إلى عدن..؟
– أتذكر أني عشت سنوات الطفولة الأولى في القرية إلى سن الخامسة، قبل أن أنتقل إلى عدن، وكانت طفولتنا في ذاك الزمان بسيطة جدا، بل قل: بائسة ليست كما هو حال طفولة اليوم، كانت حياتنا فيها شظف العيش والمعاناة والتعب والآلام، وكل ذلك كنا نتحمله في سبيل الدراسة وخوفا من شدة الآباء الذين لا يمزحون فيما يتعلق بالتعليم أبدا.. بالنسبة لتذكر رحلة الانتقال إلى عدن لأول مرة لم تسعفني الذاكرة في استعادة تفاصيل جلية بما يكفي، ومن الجدير الإشارة اليه أن ذلك الانتقال كان على متن سيارة النقل القديمة التي كانت تحمل المسافرين فوق أكوام البضائع التي تصدر إلى عدن من القرية كالمانجو والموز والليمون والكراث والبطاطا الخ، والعكس أي التي تنقل البضائع من عدن إلى القرية.. وأتذكر أنني عشت بعد وصولي عدن قبل الالتحاق بالمدرسة الابتدائية مع الوالد في البريقة إلى أن رتب لي العيش لدى أسرة من أقاربنا في التواهي بشارع مهدي.
وكيف وجدت عدن لأول مرة من في أواخر الخمسينيات وبدايات الستينيات من حيث: مظاهر الحياة اليومية، الرسمية وغير الرسمية…؟
– كانت مظاهر الحياة في عدن مدهشة جدا لي كطفل دخل من القرية لأول مرة، الأنوار والسيارات ونيران المصافي المشتعلة دوما والطرق والبحر والراديو.. الخ، أما من الناحية السياسية، فعدن كانت من الناحية الرسمية مستعمرة بريطانية ولها محميات غربية ومحميات شرقية تتكون من سلطنات وإمارات ومشيخات، وبريطانيا اهتمت بعدن من حيث الإدارة والتعليم والخدمات، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كانت المدينة مخططة بشكل ممتاز صغيرة ومنظمة وجميلة ولم تكن على الإطلاق مثل ماهي عليه الآن أكثر توسعا واكتظاظا وعشوائيات، أما من الناحية الثقافية فكانت منارة متميزة آنذاك في المنطقة العربية والجزيرة العربية والخليج خصوصا كانت فيها أحزاب ونقابات وصحافة حرة وحريات في القول والتعبير.. الخ وكانت عدن النموذج المشرق الذي يشع على المنطقة من حوله..
ماذا تعني لك عدن من حيث الدراسة..؟ وما المدارس التي درست فيها..؟
– كانت عدن أول مدينة انتقل إليها من القرية راسا وعشت فيها ودرست الابتدائية في مدرسة التواهي الابتدائية بحي بندر جديد ثم انتقلت لإكمال المرحلة المتوسطة وجزء من الثانوية في المعهد الفني بالمعلا قبل الانتقال إلى صنعاء ثم إلى تعز وكان الانتقال من عدن بسبب تصاعد التوترات السياسية والمدرسية المترافقة مع حرب التحرير الوطني ضد الاستعمار البريطاني وتعطل الدراسة بين الحين والحين..
هل تذكر تاريخ انتقالك إلى صنعاء ..؟ وما المشاهد التي تتذكرها مثل حرب التحرير التي أجبرتكم كطلاب على الانتقال إلى صنعاء..؟
– أتذكر انتقالي ومجموعة من زملائي الطلاب الأقارب والأصدقاء أتذكر منهم (العميد حميد أحمد غالب ابن عمي وأحمد عبد الله ابن عبد الله ومحمد طه عون وغيرهم في تاريخ 1964م تقريبا )، ولعل أبرز ما أتذكره من مشاهد مقاومة اليمنيين للاحتلال البريطاني أن الأحداث استمرت لسنوات قبل أن تتفجر ثورة 14 أكتوبر 1963م، وأن من تلك الحوادث العابرة التي لا تزال تشدني حتى اليوم، هي حادثة وقعت لي وأنا مازلت طفلا تقريباً في السنة الثالثة ابتدائي لعلها طبعت حياتي السياسية المستقبلية كلها، وهي حكومية، يديرها الأستاذ عبدالله زيد علي رحمه الله رحمة واسعة، وكان مربياً فاضلاً لكنه كان حازما صارما مهابا وكان عملاق الجسم حينما كنا ندخل حوش المدرسة نبقى كأن على رؤوسنا الطير خوفا منه، وذات يوم وبعد انتهاء اليوم الدراسي وخروجنا من حوش المدرسة كان بعض الطلبة يهتفون وهم أطفال(عاش جمال عبدالناصر عاش جمال عبدالناصر) فاستشاط المدير غضبا وأعاد لفيفاً من الطلبة إلى المدرسة وصفهم صفاً واحداً وهو يزبط ويرعد وفرائصي ترتعد من الخوف منه فمر يستعرضنا موجها كلامه لي مازلت أتذكره حرفيا (حتى أنت يا دِمَّه).. قلت له: يا أستاذ أنا والله ما تكلمت. قال:” أنا شفتك بعيني تصيح المهم”، عاقبنا كلنا بالضرب على اليد بخيزرانه ولسوء الحظ أن خبطتي كانت قوية فأدمت اليد، فصرف الطلبة وأنا طلب مني البقاء وأخذني معه إلى بيته، طبعا لك أن تتخيل من هذا الذي يتخيل أن يسير بجانب الأستاذ عبدالله زيد من الطلبة، هذا من المستحيلات فدخلت معه البيت وقال لزوجته رحمة الله تغشاهما جميعاً، وكانت قصيرة جدا وهو عملاق: اعملي له أيدين ( كان سائلاً طبياً بُنّياً غامقاً ذا رائحة نفاذة يوضع على الجروح يساعد على التئامها) وجابوا لي بسكويت وشكولاتة كنا لا نحصل عليها نحن الفقراء، ما لفت انتباهي أنها كانت تنظر إليه بنظرات تكاد تخترق صدره وتوبخه:”يا خبيث تعمل بالطفل هذا”، وهو مرعوب منها، وأثناء سيرنا قال لي: “أصلا أنت وليد شاطر ومؤدب، بس أيش صنَّف لك تقوم تهتف معهم، قلت: والله يا أستاذ اني ما تكلمت. قال إلا إلا أنا شفت لكن خلاص اللي حصل حصل، وبكره أنا باخليك مراقب على الطلبة، وكان المراقب يحمل على صدره ميدالية تميزه وكان هذا بمثابة تشريف لي بحكم سني، لكن آثار الخبطة لا تزال على باطن كفي الأيسر حتى الآن ، وما ارتبطت به من واقعة أسست في وجداني معرفة هامة باتجاه الانتباه لمفارقات كثير من الأمور في مستقبلي، فالأستاذ عبدالله زيد علي الذي كان مثالا للمعلم والمربي القدوة الحازم الصارم بدا لي من الحادثة أنه مع ذلك إنسان من الطراز الرفيع، فكان رقيق القلب والعاطفة، كما أن الحادثة كانت سبباً لعمق ارتباطي بشخصية الزعيم جمال عبدالناصر وفكره ومشروعه حتى اللحظة..
إرهاصات الثورتين
قبل الحديث عن أحداث وإرهاصات ثورتي سبتمبر وأكتوبر في مطلع ستينيات القرن الماضي، ماذا تتذكر عن الملامح والسمات التي تسم الحياة العامة في زمن المملكة المتوكلية اليمنية..؟
– بالنسبة للمملكة المتوكلية اليمنية لم أكن حينها في مستوى من الوعي السياسي الذي يجعلني أسجل انطباعات عن تلك الفترة لكنني مازلت أحمل انطباعا واحدا لا يزال يلازمني حتى اللحظة حين كنا نسافر من عدن إلى القرية في الإجازة الصيفية في رحلة تدوم يومين كاملين ونحمل فوق البضائع في سيارات النقل القديمة أتذكر حين تتوقف السيارات في حوش جمرك المفاليس في عزلة الأثاور ( بين طور الباحة في لحج وعزل الأعبوس والأعروق والأحكوم في مديرية الحجرية) وكنا نحن ننزل لنقعد في مكان قريب كانت تحدث مشادات بين موظفي الجمرك (المثمنين) للبضائع لحساب الرسوم وتحتد المشادات فيشرع المثمن بإنزال البضاعة كلها من السيارات كنا نسمع ونلاحظ صاحب السيارة يصرخ في وجه المثمن بكلمة(بحجر الإمام) فنشاهد ذلك الموظف المستشري وقد وقف في مكانه كالألف ! مناشدا صاحب السيارة أن يفك حجره، ولم أكن أعلم أي شيء عن هذا الموضوع إلا بعد حين لكنه كان يدل على مدى الهيبة الطاغية للإمام لدى الموظف والجمهور حتى في المناطق النائية والبعيدة كان الإمام يحاط بشبه قداسة آنذاك..
على ذكر الانتقال بين عدن ومناطق الشمال.. كيف كانت أيام الإنجليز ؟
– لعل أهم ما يمكن أن نسجله في هذا المقام أننا كنا نسافر في أيام الاستعمار إلى الشمال ونعود بحرية تامة دون عوائق ودون هويات واستمر هذا الحال حتى خروج بريطانيا من الجنوب ثم تغير الحال كثيرا، والسبب واضح ومنطقي إذ لم تكن في الجنوب حاكمية أو دولة شطرية، وكانت عدن بمثابة سوق مفتوحة لكل اليمنيين وغير اليمنيين من أرباب الحركة التجارية المتساوقة بين الهند وأوروبا بين الشرق والغرب، باعتبارها منطقة اقتصادية كبرى، تخدم مصالح بريطانيا التجارية..
إرهاصات الثورتين
ماذا تتذكر من قصص وحقائق إرهاصات الثورتين سبتمبر وأكتوبر ؟
– في الحقيقة مما أتذكره من قصص وإرهاصات ثورة ٢٦سبتمبر ٦٢ و١٤ اكتوبر٦٣ أني كنت أسمع أحاديث الكبار من مختلف الفئات الاجتماعية حتى الأميين عن الأمام وشخصيته وأسرة الأمام والظلم الذي كانوا يحكون عنه فيما يتعلق بالمثمنين والجبايات وكانت إذاعة صنعاء تلتقط آنذاك في عدن ويسمع الناس خطب الأمام احمد ثم خطبة البدر الوحيدة تقريبا كانت النقاشات لا تتوقف وجماعة الأحرار تنشط في عدن وتختلط بالمواطنين وكانت هناك منشورات وغيرها يرسلونها من عدن إلى الشمال سواء إلى المصلى بالأحكوم حيث زاوية الشيخ الكبير عبدالله علي الحكيمي وزاويته الأخرى في عدن ودوره في تأسيس حركة الأحرار في عدن، أو عبر الراهدة إلى كل من تعز وصنعاء مروراً بإب، ولا أنسى كيف كان الناس متأثرين جدا بإذاعة صوت العرب المحرضة ضد حكم الإمام، ولم يكن هذا التفاعل مما كنت ألاحظ مقصوراً على الشماليين في عدن بل امتد ليشمل الجنوبيين أيضا وكان الرعيل الأول من مناضلي الجنوب ومنظماتهم وقبائلهم على وعي ثوري متقدم إذ انخرطوا مبكرا في دعم ثورة سبتمبر والقتال إلى جانبها والتحشيد للالتحاق في صفوف الحرس الوطني الذي اُنشئ بعد الثورة ومن هذا الانخراط في الالتحام بثورة سبتمبر في الشمال تخمرت وتسارعت وتائر الثورة في الجنوب في ١٤اكتوبر ٦٣ علما أن الانتفاضات ضد المستعمر لم تنطلق في هذا التوقيت تحديدا بل شهدت الجنوب انتفاضات قبائلية وشعبية ضد المستعمر وأعوانه منذ عقود سابقة، إنما نستطيع أن نقول أن ثورة سبتمبر شكلت قوة دفع ومنطلقاً لتفجر الثورة في الجنوب خاصة مع وجود القوات المصرية في اليمن وفي تعز خاصة حيث تولت التدريب والتسليح والتنظيم …الخ..
أين كنت لحظة انبلاج الثورتين.. ؟
– حين انبلاج الثورتين سبتمبر وأكتوبر كنت في عدن وفي الحقيقة كنت من حيث السن غير واع لمدلولاتهما وأهميتهما وأهدافهما حينها إلا من تلاطيش أحاديث الكبار ألتقط منها ما ظل لصيقا بالذاكرة، كان الناس مباركين لثورة سبتمبر ومؤيدين وفرحين وانخرط كثير من الشباب الذين كانوا يقيمون في عدن للقتال دفاعا عن الثورة وجمعوا التبرعات لمساندة الثورة .
العودة إلى صنعاء
ذكرت آنفا أنك انتقلت إلى صنعاء مع مجموعة من زملائك الطلبة الأقارب والأصدقاء هل استقررت في صنعاء لمواصلة الدراسة ؟
– نعم انتقلنا إلى صنعاء بحثاً عن منح دراسية للخارج فلم نفلح لعل اختلاف النظام التعليمي بين عدن والشمال، كان سببا لذلك، فانتقلت إلى تعز وأخذت شهادة الإعدادية العامة من جديد في مدرسة الكويت الإعدادية في منطقة صالة، ثم عدت إلى عدن والتحقت بكلية بلقيس لسنة واحدة وعدت مجددا إلى تعز ودرست الثانوية لثلاث سنوات في مدرسة عبد الناصر الثانوية ونلت الثانوية العامة في سنة 69-70م حين كان وزير التربية والتعليم المرحوم أحمد جابر عفيف، ثم سافرت إلى القاهرة والتحقت بجامعة القاهرة لسنتين ثم عدت إلى صنعاء والتحقت للدراسة بجامعة صنعاء لكن ظروفاً مادية أجبرتني على الالتحاق بالعمل في جامعة صنعاء حتى وصلت إلى مدير مكتب رئيس الجامعة ورئيس السكرتارية الفنية لمجلس الجامعة.