جامع الجند يعتبر من أقدم المساجد في اليمن، بناه معاذ بن جبل الأنصاري حين بعثه نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن ليعلِّم أهلها أمور وأحكام الدين ويقضي بينهم فيما اختلف وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية سنة (6هـ) وقيل في السنة التاسعة للهجرة ثم أعاد الحسين بن سلامة (317-402هـ) بناء للجامع، ويقال إن الحاكم الصليحي (المفضل بن أبي البركات) هو الآخر قام بأعمال إنشائية للجامع، وقد تعرَّض للهدم أيام مهدي بن علي بن مهدي الرعيني الحميري عام(558هـ) ثم أعاد الحاكم الأيوبي سيف الدين أتابك سنقر بناءه عام 575هـ مضيفاً إلى المبنى الرواق الجنوبي والرواقين الجانبيين والصحنين الواقعين بالحرم.. يعد هذا الجامع من المواقع الدينية المهمة في محافظة تعز، إذ لا يبعد عن مدينة تعز سوى (20كم) إلى الشمال الشرقي، سمي بهذا الاسم نسبة إلى مخلاف الجند.
ويعرف هذا الجامع أيضا باسم جامع معاذ نسبة إلى مؤسسه الصحابي الجليل معاذ بن جبل (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) الذي أرسله النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ) إلى اليمن، وعند وصوله قام ببناء المسجد، واجتمع ببني الأسود الذين كان لهم رئاسة الجند في أول جمعة من رجب فوعظهم وصلى بهم فكانت أول جمعة تقام في اليمن، فاتخذها الناس منذ ذلك اليوم عيداً يقام كل سنة في أول جمعة من رجب، ويتجهون إلى جامع الجند للصلاة فيه وإقامة الشعائر الدينية والتقرب إلى الله، و توالت بعد ذلك الإصلاحات والتجديدات للجامع عبر التاريخ، إلا أن أهمها ما قام به الوزير المفضل ابن أبي البركات سنة ( 480هـ /1087 م) في عهد السيدة أروى بنت أحمد الصليحي من تجديد للجامع بالآجر المربع، وكذلك ما حدث فيه أيام الملك الناصر أيوب بن سيف الإسلام طغتكين إذ اهتم بجامع الجند فقام ببناء الجناحين والمؤخرة سنة ( 603هـ / 1206م ) وبنى سقوفه بالآجر والجص وطعَّم نقوشه بالذهب واللازورد، فأصبح سقفه قبلة للأنظار ومعلماً لضرب الأمثلة على روعته وجماله ودقة صنعه حتى قيل ( خذ من جامع تعز المنبر ومن جامع الجند السقف ) واستمرت التجديدات والترميمات للجامع بعد ذلك إلى يومنا هذا.رمضان يشهد إحياء سُنّة الاستسقا