تدشين مشروع الهوية الإيمانية في محاربة الفساد
مفتي الديار اليمنية : حماية المال العام مهمة كبيرة وعلى الجميع تحمل المسؤولية
تقرير/ محمد العزيزي
دشنت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد فعالية المشروع الخاص بدور الهوية الإيمانية والثقافية القرآنية في الحد من ممارسات الفساد، وفي حفل التدشين ألقى مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين كلمة أكد فيها أن حماية المال العام مهمة عظيمة ومسؤولية كبيرة، وأنها مسألة ليست بالسهلة، كونها أمانة ينبغي أن نكون على قدر هذه المسؤولية لأن الله قد ابتلى أبونا آدم في اختبار تحمل المسؤولية ولكن الشيطان وسوس إليه وأزله إلى ارتكاب المعصية.
وقال العلامة شمس الدين إن الله حذرنا من ارتكاب الأخطاء والفساد والزلات ووعظنا جميعا بعدم ارتكاب الفساد في أيات وموضع كثيرة في القرآن، ولكنه ابتلاء الإنسان بحب الدنيا ومتاعها.
وأكد مفتي الديار اليمنية أنه من المناسب أن تبدأ الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد توعيتها من منابر المساجد، من أجل تعزيز النزاهة والشفافية ومحاربة الفساد وتوعية المجتمع بأضرار الفساد على الناس والوطن ونذكر الناس من أين يأتي الفساد وما هو الفساد وأسبابه وطرقه وأثاره على المجتمع والأمن والسلم والمجتمعي.
لافتا إلى أن التزود الروحي والوعي الديني ركيزة أساسية لمحاربة الفساد، لأن البعض يتظاهر بالصلاح والالتزام وبعد أن يتمكن ويصل إلى المنصب تتغير تلك المبادئ ويذهب الصلاح والبعض الآخر حصّل المسؤولية واختير لها بالمحابة والمجاملات والمحسوبيات والمحاصصة والتقاسم والمراضاة ولم ينطلقوا من باب المسؤولية والأمانة بعيدا عن كل شيء .
ونبّه العلامة شرف الدين إلى أنه من الواجب على ولاة الأمر أن يختاروا المسؤولين بعناية شديدة، لأنه يدير شؤون الخلق وطالب المجلس السياسي الأعلى والحكومة بالاهتمام بمطالب الناس وحاجتهم.
من جهته قال العلامة فؤاد محمد ناجي نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة بحضور عضوي الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد المهندس حارث العمري والدكتور احمد عبدالله أبوبكر ووكيل وزارة التعليم الفني ووكيل وزارة الإرشاد صالح الخولاني وعميد أكاديمية القرآن الكريم أن على الخطباء والمرشدين دور كبير ومهم جدا في رفع الوعي بمخاطر الفساد، كونه من أنكر المنكرات ومن الواجب على الجميع مواجهته بكل صدق وأمانة تنفيذا لتوجيهات القرآن والقيادة الثورية والسياسية.
وقال: ليس من المعقول أن يقدم الأبطال أرواحهم فداء لهذا الوطن ويتركون أسرهم يعيشون شظف العيش ونترك الفاسدين يعبثون بمقدرات البلاد دون رادع أو حتى وازع، وأنه من العيب أن يسمح شخص لنفسه بممارسة الفساد في ظل هذه الظروف ومعاناة هذا الشعب.
وأكد العلامة ناجي أن القيادة التي وهبنا الله إياها هي من أشرف القيادات ولذلك فإن الحجة علينا أكبر في محاربة الفساد.. وأضاف :نحن في وزارة الإرشاد سنعمل جنبا إلى جنب مع الهيئة في التوعية والإرشاد والوعظ بمخاطر الفساد على الأمة والبلاد وذلك من خلال منابر المساجد في كل المديريات والمحافظات والأحياء من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كون هذه المهمة لا تقل عن ما يقدمه الرجال في الجبهات .
كما أشار الدكتور ريدان محمد المتوكل نائب رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد أن هذا المشروع الذي تشارك فيها وزارة الإرشاد يحمل أهمية كبيرة في زرع وغرس قيم ومبادئ النزاهة ضمن برنامج الهيئة في مكافحة الفساد.
وقال: إن مكافحة الفساد تتطلب تشارك كل فئات المجتمع والمنظمات المدنية والجهات الحكومية والشعب، لأن مكافحة الفساد بكل مظاهره وأشكاله والوقاية منه والقضاء عليه وملاحقة مرتكبيه تبدأ من خلال تعزيز النزاهة والشفافية و المساءلة وإنفاذ القانون وتكامل الأدوار للمنظومة الوطنية للنزاهة وبمشاركة مجتمعية واسعة وتعاون الجميع بما يحقق مستهدفات مكافحة الفساد.
ولفت نائب رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد إلى أن الوعي ورفع مستوى النزاهة والحفاظ على المال العام مهمة كبيرة ووطنية نتحملها جميعا في الإرشاد والتعليم والإعلام وغيرها من الوسائل المؤثرة على وعي المواطن والتي تصب في حماية المال العام.
كما عقد بعد ذلك اللقاء التشاوري بين وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة والهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد حول دور الخطباء والمرشدين في تعزيز دور الهوية الإيمانية في غرس قيم النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد والرقاية منه وفي اللقاء الذي ترأسه الدكتور أحمد عبدالله الشيخ أبوبكر عضو الهيئة عضو لجنة التوعية والتثقيف أكد العلامة فؤاد محمد ناجي نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة على أهمية العمل التكاملي والتشاركي بين كافة الجهات من أجل حماية المال العام.
وشدد نائب وزير الإرشاد في ورقة العمل التي ألقاها في اللقاء التشاوري بعنون دور استشعار الرقابة الإلهية والثقافة الإيمانية في محاربة الفساد – شدد على ضرورة تفعيل الثقافة الإيمانية والدينية ورفع قيم النزاهة والرقابة الذاتية والإلهية لدى المجتمع وتحصين المجتمع .
من جهته تحدث الأخ عادل علي العقبي رئيس دائرة التوعية والتثقيف والمشاركة المجتمعية في ورقة العمل بعنوان رؤية الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد حول تفعيل دور الإرشاد في تعزيز النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد والوقاية منه حيث أشار فيها إلى الدور الكبير الذي تلعبه وزارة الإرشاد في التوعية وتحفيز المجتمع في مواجهة ومحارية الفساد.
مشيرا إلى أن الهيئة تولي هذا الجانب أتمذة كبيرة لإيمانها بأهمية التوعية والتحصين للمجتمع من آفة الفساد وتعليم الأجيال مبادئ وقيم النزاهة وغرسها في المجتمع.
ونوه العقبي إلى أن التنسيق والتعاون مع الجهات وكافة الجهات وأجهزة الدولة مهمة رئيسية للهيئة في تعزيز وتطوير وتحديث وسائل مكافحة الفساد ولعل الإرشاد ووزارة التربية و التعليم والإعلام هي في مقدمة هذه الجهات لمساندة الهيئة في التوعية المجتمعية بمخاطر الفساد.
وخلص اللقاء التشاوري إلى العديد من التوصيات الهامة أبرزها تشكيل لجنة فنية مشتركة من الهيئة والوزارة تتولى الإشراف والإعداد والتنفيذ لكافة البرامج التوعوية والتثقيفية ..وتتضمن مهام اللجنة المشتركة التنسيق للتوعية بمضامين الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد2022 ـــ 2026م فيما يتعلق بالبرامج والحملات التوعوية المشتركة في الجهود الرامية لمكافحة الفساد والوقاية منه.
كما تتضمن مهام اللجنة القيام بالتنسيق لإدماج مفاهيم الشفافية والنزاهة و الحكم الرشيد ومكافحة الفساد والوقاية منه في الخطاب الديني والإرشادي والتوعوي ويشمل ذلك من خلال تعميم ( خطب الجمعة وبشكل أسبوعي ,المحاضرات والندوات التوعوية والتثقيفية ) لمكاتب الوزارة في أمانة العاصمة والمحافظات بتخصيص خطب جمعة تتناول مواضيع تتعلق بمنظور الإسلام للفساد ووجوب مكافحته , حتى تغدو تلك المفاهيم قيماً راسخة وسلوكاً في التعاملات الحياتية .
كم تعمل اللجنة على التنسيق لإشراك الخطباء والمرشدين والعلماء في برامج وأنشطة الهيئة التوعوية والتثقيفية مع مختلف مؤسسات ووحدات الجهاز الإداري للدولة.
تصوير/ فؤاد الحرازي