الأصوات الوطنية تتعالى لرفض الهيمنة والاستعمار

أطماع السعودية في المهرة تصطدم بوطنية شعب وقبائل حرة ترفض الاحتلال

 

 

الثورة /

بعد سبع سنوات من عدوانهما على اليمن، ظهرت السعودية والإمارات على حقيقتهما، وباتت نواياهما واضحة للعيان في احتلال البلاد والسيطرة على ثرواتها.
وتجّلت مؤامرة تحالف العدوان، بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني وأدواتهم، في تواجد قوات سعودية بمحافظة المهرة، في مؤامرة مبيّتة لاحتلالها.
تدخُّل النظامين السعودي والإماراتي في الشأن اليمني لم يكن وليد اللحظة، وإنما منذ عقود، إذ ظلتا تغذيان الصراعات في اليمن وشراء الولاءات لينتهي بهما المطاف بشن العدوان على اليمن منذ مارس 2015 بقيادة أمريكا.
ظل العداء السعودي لليمن متواريا خلف ستار الخوف من استقرار الأوضاع في اليمن، لكنه سرعان ما انكشف بشن العدوان وارتكاب أبشع الجرائم بحق الأطفال والنساء والشيوخ، والتدمير الممنهج لمقدّرات اليمن.
المهرة، من المحافظات اليمنية، التي تكتوي بنار تحالف العدوان الأمريكي- السعودي، رغم بُعدها عن دائرة المواجهات، إلا أن أطماع المملكة دفعتها لاستقدام الكثير من القوات والآليات العسكرية إليها، تمهيدا لتنفيذ أطماعها، التي يأتي في مقدّمتها مد أنبوب نفطي إلى البحر العربي.
ويؤكد مختصون وباحثون لـ(سبأ) أن السعودية سعت إلى تعزيز تواجدها في المهرة، وتسخير أدواتها وإمكانياتها للسيطرة عليها، كحلم وهدف استراتيجي للمملكة لمد أنبوب يمكّنها من تصدير نفطها عبر بحر العرب بدلا من مضيق هرمز.
وأشاروا إلى أن مخطط السعودية، الذي حظي بمساندة حكومة المرتزقة، سرعان ما تبدد واصطدم بمواقف وطنية من أبناء وقبائل المهرة، الذين رفضوا مد الأنبوب، واقتلعوا العلامات التي نصبتها القوات السعودية لهذا الغرض.
وعلى الرغم من رفض أبناء المحافظة للتواجد السعودي، إلا أن قوى الاحتلال لا زالت تسعى للسيطرة عليها، نظراً لموقعها الاستراتيجي، وثرواتها الطبيعية.
ومنذ دخول قواتها إلى المهرة عام 2017م، تواصل السعودية تدخلاتها السافرة، ومحاولات إدارة المحافظة من خلال تجنيد ما يقارب ستة آلاف من شباب المهرة، واستحداث الكثير من الثكنات العسكرية.
وفي سياق تلك التدخلات، سيطرت قوات الاحتلال السعودي على منفذ شحن الحدودي الاستراتيجي، ومنعت دخول المعدات والآلات الزراعية والبضائع المتنوعة، كما رفعت التعرفة الجمركية، وحظرت دخول ما يزيد عن 100 سلعة إلى المحافظة، بذريعة الإجراءات الأمنية لحماية المواطنين.
كما مارست قوى الاحتلال الانتهاكات والتعذيب بحق من يخالفها من أبناء المحافظة، ومن يعارض سياستها، وأنشأت السجون، وعملت بكل الوسائل على زعزعة الأمن والاستقرار لخدمة مصالحها وأطماعها، ناهيك عن الاعتداءات بحق المهريين، وأبرزها الاعتداء على أبناء منطقة فوجيت بمديرية شحن، العام الماضي.
لجأت السعودية وأدواتها إلى جملة من التدخلات للتأثير على النسيج الاجتماعي للمهريين، ومحاولات طمس هُويتهم، مستخدمة أساليب وإغراءات وضغوطات متعددة، من ضمنها تغيير أسماء مدارس بأسماء مُدن سعودية، كشرط لحصولها على الدعم.
وتركزت مخططات الاحتلال السعودي، في الفترة الأخيرة، على استحداث مبانٍ ومنشآت عسكرية لقواته بالقرب من مطار الغيضة، لتكون منطلقاً لتنفيذ اعتداءاتها.
وعمَد الاحتلال إلى تحويل منفذي شحن وصرفيت إلى ثكنات عسكرية بمباركة حكومة الارتزاق، التي توفّر الغطاء لقوات الاحتلال السعودي للتدخل السافر، وتنفيذ أجندتها وأطماعها.
وبحسب تقرير صادر عن مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط، رغم التدخلات والمحاولات التي يمارسها الاحتلال السعودي، إلا أن ذلك لم يؤثر على الهُوية المهرية، بل ساهم في تأصيلها وتماسكها، بعيداً عن أجندة بعض أنظمة الخليج، وفي المقدمة النظام السعودي.
وأشار التقرير إلى أن أبناء المهرة، خاصة في المركز الإداري “الغيضة”، شكلوا حراكاً شعبياً من قِبل قادة قبليين وشخصيات اجتماعية عام 2019م، للمطالبة برحيل السعودية والإمارات، وإعادة المرافق الحيوية، بما في ذلك المنافذ والمؤسسات الحكومية، وتسليمها لأبناء المهرة.
وعقب قيام بريطانيا بإرسال جنودها إلى المهرة في أغسطس الماضي، بذريعة حماية السفن، واجه أبناء المحافظة هذه التدخلات، وخاضوا صراع وجود مع الاحتلال الذي يهدد المهرة الأرض والإنسان.
وبحسب خبراء، فإن تزايد الأصوات المطالبة برحيل الاحتلال بات يمثل مصدر قلق كبير للسعودية، ويضع تواجدها أمام ممانعة اجتماعية وثورية، قد تباغتهم في أي لحظة.
وتشهد المهرة حالياً حراكاً شعبياً لمواجهة قوى الاحتلال السعودي ومشاريعه، وتتّجه كل التيارات من أبناء المحافظة لمناهضة العدوان والاحتلال.
بدورها، أطلقت لجنة الاعتصام السلمي في المهرة حملة مناهضة للتدخل الأجنبي، انطلقت من مدينة الغيضة عاصمة المحافظة.. مؤكدة الاستمرار في تنفيذ الحملات المناهضة للتواجد الأجنبي في المهرة، الذي تسبب في تعطيل الحياة العامة، والتحكم بالمنافذ، والموانئ، والمطار.
وفي هذا الصدد، حذّر محافظ المهرة، القعطبي الفرجي، من خطورة التواجد الأجنبي في المحافظة تحت أي مسمًى كان .. مبيناً أن الاحتلال السعودي يسعى، من خلال تواجده في المهرة، لنهب الثروات والسيطرة على موقعها الاستراتيجي.
ودعا قبائل المهرة إلى تعزيز التلاحم والاصطفاف لمواجهة التواجد الأجنبي وتفويت الفرصة على المحتلين الذين يسعون إلى نهب ثروات البلاد، وتمزيق النسيج الاجتماعي.
وحثّ المحافظ القعطبي، على تكثيف الأنشطة والفعاليات المناهضة للعدوان، وكشف جرائم وأطماع قوات الاحتلال للعالم.

قد يعجبك ايضا