أن تتقاتل عصابات المرتزقة فيما بينها فتلك عادة لا نستغربها. أما أن تتجاوز ذلك إلى الاعتداء على النساء والأطفال في البيوت الآمنة وإحراق المنازل، فتلك جريمة نكراء يستهجنها القريب والبعيد.
مذبحة بئر باشا بين عصابة المرتزق ماجد الأعرج وعصابة المرتزق عصام الحرق لن تكون آخر غزوة لسرقة الأراضي والبقع، والمتخصص فيها ماجد الأعرج برعاية ما يسمى بالمحور، طالما وبقية قوى الإرهاب تغتصب السلطة في مدينة تعز وبعض ضواحيها وتصول وتجول ضد المواطن.
كان يوم الثلاثاء ١٠ أغسطس ٢٠٢١م يوماً مشؤوماً على حارة عمد، وبالذات على أسرة الحرق.
سارق الأراضي والبقع ومكسر الاقفال المحسوب على مليشيا محور المقر، حاول الاعتداء على أرضية قيل إنها لبيت الحرق، فتصدى له عصام الحرق المحسوب على عصابات الأمن ( الذي لم يؤمن أحداً) قتل الأعرج ذراع سالم الدست، فأرسل المقر مليشياته وعصاباته لتعيث في الأرض فسادا حيث قتلت ضابط الأمن عصام وقتلت من وجدت في طريقها من إخوانه ومن يحملون لقب الحرق، ونهبت وشردت وأحرقت ١٠ من بيوت الحرق، واختطفت طفلين من أسرة الحرق، وفي اليوم الثاني اختطفت ابن عم عصام وأعدمته ورمت بجثته في غرب المدينة، وما زالت العصابات ترابط في بيوت الحرق، وفي مشفى البريهي تطلق الرصاص وتتوعد الجرحى.
حصيلة غزوة عمد ليومي الثلاثاء والأربعاء أحد عشر قتيلا وعدد من الجرحى، دون حساب المخطوفين والمشردين من النساء والأطفال والعجزة، ورغم أن أولاد الحرق هم ضمن العصابات، لكن يبدو أن عصابة عن عصابة تفرق، فعصابات أصحاب (أبلاد) تحظى برعاية زائدة لدى ما يسمى الحاكم العسكري لتعز.
المهمة الجهادية قام بها أكثر من ١٧ طقما، قيل إنهم عادوا معززين بالقتل والغنائم وإبادة بيت الحرق التي تصدى أبناؤها لأكبر سارق أراضٍ.
ما حدث من اعتداء وقتل وتنكيل لبيت الحرق هو جريمة إبادة جماعية في نظر القانون الدولي.
جريمة إبادة وقعت تحت ضوء الشمس، وبأوامر قادة الأحزاب والمليشيات والعصابات المتحكمة بتعز.
جريمة لم نسمع إدانة لها من أي مكون في المدينة، بل إن الصمت يلف الجميع بمن فيهم عصابات فنادق الرياض الارتزاقية.
دماء تسفك وسط مدينة تعز ولا من محرك أو مستنكر.
نقول للصامتين والساكتين على جرائم الإبادة، ولمن صفقوا لهذه العصابات، غدا ستصل رصاص الإرهاب إلى صدوركم، فهذه الغاشية لن ترحم أحدا، ولن توفر حتى من ناصروها وعملوا معها، كما حدث لجماعة عادل عبده فارع السلفية وكما حدث لجماعة اللواء “٣٥ مدقدق”.
المطلوب من كل ذي عقل في هذه المدينة المنكوبة إعادة النظر فيما يجري في المدينة، واتخاذ موقف من هذه العصابات الفاشية التي تجاوزت كل الحدود الدينية والقانونية والوطنية، وأصبحت تنطلق من غريزة متوحشة تنم عن أزمة تطحن هذه العصابات، وحقد دفين على الإنسان.
تعز مدينة منكوبة على مدى سبع سنوات وهي تنام على الرصاص وتصحو على الدم والناس ساكتون عن الجرائم.
بالتأكيد فإن الرصاص الذي أباد بيت الحرق سيصل إلى صدوركم، وسكاكين الدواعش ستجز رقابكم.
يا عقلاء تعز وأبناؤها: الأمر جد خطير، جرائم بشعة غير مسبوقة، عار على كل من يصمت عليها، فابحثوا لكم عن مخرج، فالإرهاب لن يرحمكم، فكلما تلقى هزيمة من هنا أو هناك عاد ليقتلكم ويثأر منكم.
الرحمة لشهداء بيت الحرق والخزي والعار للقتلة ومن يقف وراءهم.