المتهمون جمعوا 66.3 مليار ريال خلال أربع سنوات .. والضحايا 100 ألف شخص
بتهمة الاحتيال وغسيل الأموال النيابة تُحيل 82 متهماً في قضية “قصر السلطانة” للمحاكمة
الثورة /
أحالت نيابة الأموال العامة ومكافحة الفساد الابتدائية بأمانة العاصمة أمس، قضية ما تسمى مجموعة قصر السلطانة للأقمشة والفضة، إلى محكمة الأموال العامة ومكافحة الفساد بالأمانة، وعلى ذمتها 82 متهما بجرائم الاحتيال وغسيل الأموال على رأسهم المتهمة بلقيس علي غالب الحداد.
وأوضح مصدر قضائي في نيابة الأموال لـ (سبأ) أن إحالة هذه القضية جاء بناءً على توجيهات النائب العام بسرعة التصرف في القضية بما يضمن الفصل فيها واستعادة حقوق ضحايا النصب والاحتيال.
وبين أن القضية استكملت كافة الإجراءات المتعلقة بها حيث ستقدم النيابة المتهمين الـ «26 المحبوسين، و53 مفرجاً عنهم بالضمان وبمحل الإقامة، وثلاثة فارين من وجه العدالة»، أمام محكمة الأموال العامة ومكافحة الفساد الابتدائية لمحاكمتهم بما أسند إليهم من تهم.
وأشار المصدر إلى أن النيابة ستطالب بالحكم على المتهمين بالعقوبة المقررة قانوناً مع مراعاة محاكمة الفارين من وجه العدالة، ومصادرة المضبوطات النقدية والمنقولة والعقارية لصالح المواطنين المتضررين.
ولفت إلى أن النيابة أسندت للمتهمين في القضية تهماً بالحصول على فائدة مادية لأنفسهم ولغيرهم بالاحتيال والنصب واتخاذ مظاهر كاذبة وصفات تجارية غير صحيحة، حيث أوهموا ضحاياهم من المواطنين الذين يزيد عددهم عن 100 ألف بأنهم يمارسون أعمالاً وأنشطة تجارية تُدر أرباحاً فصلية وسنوية تحت مسمى عقود مضاربة وبيع الأسهم لدى ما أسموه مجموعة قصر السلطانة للأقمشة والفضة وذلك خلال الفترة يناير 2016 حتى 15 يوليو 2020م.
وأفاد المصدر أن المتهمين جمعوا خلال تلك الفترة مبالغ مالية تقدر بحوالي 66 ملياراً و314 مليوناً و405 آلاف ريال، دون أن يكون لهم كيان قانوني حاصل على ترخيص من الجهات الرسمية المختصة، ووزعوا 44 ملياراً و869 مليوناً و493 ألف ريال لهم ولغيرهم تحت مسمى أرباح فصلية وسنوية من أموال الضحايا الجدد، منها مبلغ 11 ملياراً و284 مليون ريال سلمت لمن تم تسميتهم بالمساهمين المستفيدين دون وجه حق.
وذكر أن المتهمين تحصلوا لأنفسهم ولغيرهم فائدة مادية قدرها 21 ملياراً و444 مليون ريال من أموال الضحايا بدون وجه حق، كما ارتكبوا جريمة غسل الأموال العائدة والمتحصلة من الجريمة الأصلية الاحتيال حيث نقلوا وحولوا تلك الأموال من الريال اليمني إلى الريال السعودي والدولار واستمروا في بيع وشراء واستبدال العملات بأدوات خفية وغير معلنة بالاستعانة بشركات الصرافة التابعة لبعض المتهمين بغرض تمويه الطبيعة الحقيقية لتلك الأموال وأخفوا جزءاً منها في منازلهم واكتسبوا لأنفسهم وبأسماء آخرين من أقاربهم أصولاً عقارية ومنقولة، منها ما تم حجزه وتحريزه من قبل النيابة.
ووفقاً للمصدر، فقد زاول المتهمون أنشطة المؤسسات المالية المتمثلة في تحويل وصرف العملات واستبدالها والتعامل بأدوات السوق النقدي وسوق رأس المال بيعاً وشراءً بما في ذلك العملات الأجنبية وأسواق الصرف دون الحصول على ترخيص مسبق بذلك.
وكانت إجراءات التحري والضبط والتحقيق في هذه القضية التي تمت من قبل جهاز الأمن والمخابرات ونيابة الأموال العامة بإشراف مباشر من محامي عام نيابات الأموال العامة على مدى ما يقرب من عام ، تمكنت من استعادة مبلغ 8.152.135.235 ريالاً يمنياً نقدية وقيمة عقارات.
وأكد المصدر أن حجم المبالغ التي ما تزال مفقودة ومخفية ولم يتم ضبطها واستعادتها ويشتبه تهريب جزء منها وإخفاء معظمها ضمن أصول عقارية وأنشطة تجارية من قبل المتهمين وآخرين لم يتسن كشفها بإجمالي مبلغ أربعة وعشرين ملياراً وخمسمائة وستة وسبعين مليوناً وتسعمائة وسبعين ألفاً ومائة وثلاثين ريالاً.
ونوه المصدر بأن النيابة كلفت جهاز الأمن والمخابرات ووحدة جمع المعلومات المالية بتتبعها والتحري عنها وإخطار النيابة لضبطها وتحريزها وبما يكفل استعادة أموال الضحايا من المواطنين.
وثمن المصدر جهود فريق الفحص والمراجعة والتحليل المالي والتحري والاستدلال والتحقيق من قبل جهاز الأمن والمخابرات والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ووحدة جمع المعلومات المالية بالبنك المركزي ومباحث الأموال العامة ونيابة الأموال العامة التي بذلوها في الفحص والمراجعة والتحليل المالي والضبط والتحقيق وما تم ضبطه واستعادته من أموال الضحايا من المواطنين.
وأهاب المصدر بالمواطنين توخي الحذر والحيطة من الانجرار وراء أي مظاهر كاذبة لما يسمى بشركات بيع الأسهم والمضاربة بها غير المرخص قانونيا من قبل الجهات المختصة في وزارة الصناعة ومجلس الوزراء للحفاظ على أموالهم ومدخراتهم من الاحتيال ما يترتب عليها من جرائم غسل أموال وإضرار بالاقتصاد الوطني والعملة الوطنية .