أمريكا تقود العدوان وتعرقل السلام

زيد البعوة

 

مهما حاولت الولايات المتحدة الأمريكية أن تخفي حقيقة دورها الرئيسي في العدوان على اليمن، ومهما حاولت الظهور بمظهر المحايد والحريص على السلام، إلا أن طغيانها وجرائمها وأسلحتها ومواقفها السياسية والاقتصادية العدائية تفضحها وتثبت للجميع أنها السبب الرئيسي في العدوان والحصار وعرقلة السلام في اليمن ، فعندما نرى أمريكا تقوم بتعيين مبعوث خاص بها تحت مسمى صناعة السلام في اليمن، نجد مواقفها وأعمالها وطائراتها وأسلحتها وسياستها الطاغوتية المخادعة، تؤكد حقيقة دورها الرئيسي في العدوان على اليمن، وفي عرقلة السلام، وفي تفاقم المعاناة، وفي تدمير الاقتصاد اليمني، وفي تضييق الخناق على الشعب اليمني، من خلال إغلاق الموانئ والمطارات ومنع سفن المشتقات النفطية من الدخول وإعاقة أي جهود تبذل من أجل السلام في اليمن.. كل هذا الدور الخبيث تلعبه أمريكا، تمارس دور القاضي ودور المجرم في وقت واحد، وهذه اللعبة المفضوحة يدركها الشعب اليمني الصامد جيداً ويعي كيف يتصدى لها.
هجمة عدوانية إجرامية شاملة شنتها وتشنها الولايات المتحدة الأمريكية على الشعب اليمني منذ أكثر من ست سنوات في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية والإعلامية بل وحتى الإنسانية بهدف فرض الوصاية الأمريكية على الشعب اليمني وجندت معها كل عملائها وأدواتها في المنطقة، وفي مقدمتهم آل سعود وعيال زايد وغيرهم من الخونة الذين جندوا أنفسهم في سبيل خدمة أمريكا وتحقيق أهدافها ويبذلون من أجلها المال والدم والنفط، ولكن أمريكا ومن معها اصطدموا بشعب يمني قوي في مواقفه وفي صلابته وفي تشبُّثه بقضيته وحريته واستقلاله، حيث جعل من نفسه ودمه وروحه وماله وتضحياته سلاحاً لحماية نفسه وحماية وطنه وحاضره ومستقبله ودينه ودنياه، بل وآخرته، فكان الصراع في مواجهة أمريكا وأدواتها عبارة عن موقف إنساني ديني وطني أخلاقي تبناه غالبية الشعب اليمني الصامد وكانت نتائجه قوية ومثمرة ومؤثرة، وهذا ما أثبتته الأيام والأحداث.
معلوم لدى الجميع أنه لولا طغيان أمريكا وأطماعها الاستعمارية وحقدها على اليمن واليمنيين لما كان هناك عدوان وحصار على الشعب اليمني ولكان السلام في اليمن هو السائد، ولكنها تسعى إلى فرض هيمنتها على اليمن واليمنيين في كل المجالات ولا تريد أن يستقر اليمن إلا بعد أن يعلن استسلامه لها، وهذا هو المستحيل الذي لا يقبل به الشعب اليمني، فمنذ أكثر من ست سنوات وأمريكا وأدواتها تعمل بكل ما تستطيع في عدوانها على الشعب اليمني، فهي ترتكب الجرائم الإنسانية وتحاصر الملايين من اليمنيين وتمنع عنهم الغذاء والدواء والمشتقات النفطية وتدعم داعش والقاعدة لمساندتها في حربها الإجرامية على اليمن واليمنيين، كل هذا بهدف أن تفرض هيمنتها الكاملة على اليمن واليمنيين، ولكن لأن الشعب اليمني يرفض هذا الأمر جملة وتفصيلاً فهو لا يقبل بالوصاية الخارجية ولا يقبل أن يكون مستعمرة لأمريكا، فقد قرر أن يتصدى لها ويقف في وجهها، وفعلاً تمكن بعون الله من أن يفشل مؤامراتها ويحطم كبرياءها، وأمريكا اليوم تنتقم من الشعب اليمني إنسانياً وعسكرياً واقتصادياً بسبب مواقفه الصلبة ومع ذلك ستفشل.
ومهما حاولت أمريكا أن تحقق أهدافها تحت العناوين المختلفة السياسية منها والإنسانية والاقتصادية وغيرها فإنها ستفشل، لأن الشعب اليمني يدرك جيداً أن كل جريمة ارتكبتها طائرات تحالف العدوان بحق الشعب اليمني منذ عام 2015م إلى اليوم فإن المسؤول الأول عنها هي الولايات المتحدة الأمريكية لأنها هي من تقود العدوان، وهي من تعرقل السلام في اليمن، وبصمات أمريكا الإجرامية في اليمن تكشفها طائراتها وقنابلها وصواريخها التي تقتل اليمنيين منذ أكثر من ست سنوات، وعند كل جريمة تُرتكب بحق اليمنيين تثبت الأسلحة والأدلة أن أمريكا هي المجرم، وفي وسط ركام المنازل والمستشفيات والمدارس والطرقات والمساجد التي دمرتها طائرات تحالف العدوان في اليمن منذ بداية العدوان وإلى اليوم، يتم العثور على بقايا أسلحة أمريكية الصنع، هذا أكبر دليل على أن أمريكا هي التي تدمر اليمن وتقتل اليمنيين وتزرع الحرب والدمار في اليمن بدلاً من السلم والسلام، ولا يمكن أن تكون أمريكا في يوم من الأيام حمامة سلام ولا منظمة حقوق إنسانية، هكذا ينظر إليها شعب الإيمان والصمود، وستفشل وتُهزم في اليمن بإذن الله.

قد يعجبك ايضا