بعد سبع سنوات عجاف من العُدوان السعودي – الخليجي على اليمن تتهاوى مؤامراتهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*
توقفتُ عن الكتابة مُنذ ما يزيد عن أربعة أشهر، وهي الفترة التي تعرضت فيها لجائحة كورونا (كوفيد-19)، ولولا لُطف الله سبحانه وتعالى، واهتمام الأطباء الأكفاء، والقيادات السياسية، والاهتمام الشخصي من قِبل قائد الثورة الحبيب/ عبدالملك بدرالدين الحوثي، وسيل الدعوات لي بالشفاء من الجميع، لكنا في عداد من تولاهم الله برحمته وغفرانه، مع الطابور الطويل من الأصدقاء والمعاريف الذين توفاهم الله بسبب تلك الجائحة الخبيثة، والحمد لله رب العالمين. وها نحن والحمد لله نعاود تنفيذ مهامنا وأعمالنا اليومية المكتبية والإدارية، ومنها الكتابة.
لقد مرَّت الذكرى السنوية السادسة للعُدوان، وولجنا العام السابع لذات العُدوان القبيح، ولم أتمكن حينها من المشاركة في إحياء الذكرى السنوية، ولا في الفعاليات الثورية الاحتفائية، ولا حتى بالكتابة عنها، وهاأنذا أواصل رحلة الكتابة من جديد بالتعبير عن تفاصيل العُدوان منذ انطلاقتها قبل سبعة أعوام.
لقد وضع قادة دول العُدوان، وبالذات قادة الدول الخليجية برنامجاً استراتيجياً، وخططاً خبيثة لتركيع الشعب اليمني وتدمير إرادته الحُرة، وحاولوا اجتياح العاصمة صنعاء من منافذ مختلفة، بواسطة تلك الترسانة الهائلة من الأسلحة الجوية والبرية والبحرية، معتمدين على الدعم العسكري اللوجستي من الولايات المتحدة الأمريكية، ودول حلف شمال الأطلسي، ودولة الكيان الصهيوني الإسرائيلي، إضافة إلى قوات المملكة السعودية، ومشيخة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة قطر، والبحرين، وربما الكويت، كل هذه الأطراف والقوى العسكرية ساهمت بهذا القدر أو ذاك في هذا العُدوان الوحشي على اليمن.
كما نذكر أنه ومع بدء العُدوان، أي في العام الأول منه (مارس 2015م)، قد اشتركت قوى يمنية مُسلحة عديدة بما فيهم مقاتلو تنظيم القاعدة الإرهابي، وكذلك مقاتلو داعش، وغيرها من القوى التي قبلت على نفسها أن تكون قوى يمنية عميلة للأجنبي، وعملت معه كقوى ارتزاق عن طريق خيانتهم للوطن وتربة اليمن الطاهرة الزكية.
لقد كانت الخطة العسكرية العدائية تجاه اليمن ترتكز على الآتي:
أولاً: تدمير البنية التحتية الأساسية التي أنفق الشعب اليمني عليها من طاقاته وعرقه وجهده الأيام والليالي الطوال، ومن ماله الشحيح التي بلغت المليارات بالعملات الأجنبية.
ثانياً: تم تدمير البنية التحتية العسكرية والأمنية؛ من معسكرات، وكليات حربية، ومطارات عسكرية ومدنية، وتجهيزات ومعدات عسكرية، وطائرات حربية ومدنية.
ثالثاً: ولزرع الخوف والرعب وهز المعنويات لدى المواطن اليمني المسالم، تم الاعتداء على الجامعات، والمعاهد، والمستشفيات، والمدارس، والموانئ، والمطارات، والمصانع، والمشاغل، وآبار مياه الشرب، والصرف الصحي، والجسور والأسواق.
رابعاً: تم إغلاق ميناء الحديدة ومحاصرته، وتم إغلاق مطار صنعاء الدولي، بهدف خلق المزيد من المعاناة للمواطنين وجلب الأذى لهم لأسباب غير إنسانية ولا أخلاقية.
خامساً: تم نقل وظائف البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى مدينة عـدن، بهدف خنق الاقتصاد الوطني برمته، وتدمير الإنتاج الصناعي والزراعي والنقل وغيرها من فروع الاقتصاد الوطني الحُر.
سادساً: نتذكر مع بدء العُدوان تم قصف وتدمير صـالات الأعراس، وصالات العزاء، والأسواق الشعبية المفتوحة والمغلقة، بهدف كسر إرادة الإنسان اليمني.
سابعاً: يتذكر المواطنون المدنيون في مدينة عدن وهم يشاهدون طائرات جيوش بلدان مجلس التعاون الخليجي (العربي المسلم!!!)، وهي تَدُك دون رحمة وتدمر مباني الفنادق، المتاحف، صرح جامعة عدن، أكبر وأضخم ستاد وملعب مبني في حي الشيخ عثمان في عدن، وحينما كان يتساءل المواطنون عن سبب ذلك التدمير الوحشي بمعالم مدينة عدن، جاءهم الرد الصادم أن بها أنفاقا ودهاليز معادية.
الخلاصة: لقد استخدم الإخوة العرب الأعداء ضد شقيقتهم المسالمة اليمن وفي سبعة سنواتٍ عجاف جميع وسائل قوتهم الوحشية، بهدف تركيعهم وهزيمتهم، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً، وسقطت جميع خياراتهم واستراتيجياتهم المريضة تجاه شعب الإيمان والحكمة وأحباب الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يتبق لهم سوى اعترافهم بالهزيمة المُرَّة.
﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾
*رئيس مجلس الوزراء — صنعاء