شيماء معاذ
لم يكن أطفال غزة الذين سقطوا جراء الغارات والقصف الإسرائيلي الأخير على غزة هم وحدهم حصيلة الوحشية الإسرائيلية، فإسرائيل كيان محتل له سجل حافل بجرائم قتل الأطفال الفلسطينيين منذ احتلال فلسطين في العام 1948م..
استهداف الأطفال الفلسطينيين من قبل إسرائيل بدم بارد ثقافة مترسخة في عقلية المحتل الذي استهدف فلسطين أرضا وإنسانا حاضرا ومستقبلا..
“الثورة” وفي إطار اهتمامها بكشف جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين وآخرها ضحايا 11يوماً من العدوان الإسرائيلي تعيد التذكير بأبرز جرائم إسرائيل ضد الأطفال الفلسطينيين منذ احتلال فلسطين..
إسرائيل والحقد على الطفولة
المتعارف عليه أن المحتل – أي محتل – لأي بلد من البلدان يستثني الأطفال من جرائمه إلا إسرائيل فسلوكها الإجرامي ضد الأطفال الفلسطينيين ينطلق من رغبة جامحة في إلحاق الضرر بالأطفال وترويعهم وتعريض حياتهم للخطر ضاربة عُرض الحائط بكل الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان بل أن أغلب قيادات الحكومات الإسرائيلية هم مجرمون ارتكبوا جرائم تعطي الحق في تقديمهم للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
إسرائيل عندما تستهدف الأطفال الفلسطينيين ترغب في استهداف نبع بقاء الشعب الفلسطيني ولهذا نعتبر جرائم إسرائيل ضد الأطفال الفلسطينيين أحد أنواع التصفية العرقية، وللأسف ترتكب تلك الجرائم من قبل إسرائيل في ظل صمت الضمير العالمي والمنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة.
محطات من سجل إسرائيل الأسود في قتل أطفال فلسطين
من فجر التاسع من ابريل 1948م بدأت إسرائيل شن هجوم وحشي بحق أطفال فلسطين، حيث يذكرنا هذا اليوم بمجزرة دير ياسين التي أدت إلى سقوط 360 طفلا بالإضافة إلى النساء الحوامل اللاتي قتلن في ذلك اليوم ولم تكتف إسرائيل بذلك بل قامت بالتمثيل بجثث الأطفال وإحراقهم تلى ذلك ادعاء جون ميرشايمر وستيفن والتب أن ما يسمى “جيش الدفاع الإسرائيلي” شجع على تكسير عظام الفلسطينيين المحتجين خلال أول عامين من الانتفاضة واحتاج ما يتراوح بين 23600 -29900 طفل للعلاج الطبي النفسي نتيجة التعرض للتعذيب النفسي وكان ثلث هذا العدد تقريبًا ممن هم دون العاشرة.
وكما يتضح أنه كان هناك عدد أكبر من الوفيات بين الأطفال منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي بدأت في عام 2000م، مرورًا بالحرب على قطاع غزة في الفترة 2008 – 2009، وحتى سبتمبر عام 2012م، وقد توصلت دراسة أجراها المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب عن الفترة من سبتمبر 2001م حتى يناير 2005م إلى أن 88 فلسطينيًا لم تتجاوز أعمارهم 12 عامًا قتلوا خلال تلك الأحداث خلال شتاء 2008 – 2009م، نشرت منظمة “بتسليم” تقريرًا يذكر أن القوات الإسرائيلية قد قتلت 320 قاصرًا فلسطينيًا عمن تقل أعمارهم عن 18 عامًا لم يشاركوا في القتال والأعمال العدائية، كما لقي 19 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عامًا ممن شاركوا في هذه الأعمال حتفهم، في حين أنه من غير المعروف ما إذا كان 6 أطفال آخرين ممن لقوا مصارعهم قد شاركوا في الأعمال أم لا.
وأوردت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في تقريرها أن 352 طفلاً قد لقوا مصارعهم كنتيجة مباشرة للأعمال العسكرية الإسرائيلية.
في حين توصل مركز الميزان لحقوق الإنسان إلى أن 355 طفلاً من غزة قد استشهدوا على يد القوات الإسرائيلية، ووفقًا لمنظمة العفو الدولية تضمنت أعداد الوفيات الفلسطينيين “حوالي 300” طفل.
وتعود أول حادثة “موثقة” قام فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل أطفال فلسطينيين إلى نوفمبر عام 1950م حينما تم إطلاق النار على ثلاثة أطفال فلسطينيين تبلغ أعمارهم 8 و10 و12 عامًا من قرية يالو، وقد وقعت الحادثة بالقرب من دير أيوب في منطقة “النطروق”، ووفقًا لشهود عيان بالغين، فإن “جندياً إسرائيليا واحدًا فقط هو الذي أطلق النار عليهم من مدفع رشاش “ستن” إلا أن أحدًا من أفراد كتيبته لم يحاول التدخل.
وفي فبراير عام 1953م أُطلق جنود إسرائيليون الرصاص على خمسة رعاة عرب في قرية البرج، كان من بينهم طفل يبلغ من العمر 13 عاماً.
واستشهد 4 أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عامًا بنيران مدفع آلي أثناء الغارة على بيت جالا عام 1952م وتم نقل 54 قاصرًا إلى المستشفيات، وحسب تقديرات رابطة الأطباء الفلسطينيين كان يصاب طفل أقل من ستة أعوام بطلق ناري في الرأس كل أسبوعين أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
ووفقًا للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، “استشهد 383 طفلاً أو نسبة 64.4% من إجمالي 595 طفلاً استشهدوا في الفترة من 29 سبتمبر 2000م إلى 30 يونيو 2004م خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية نتيجة هجمات جوية لتنفيذ محاولات اغتيال أو نتيجة فتح الجنود الإسرائيليين النار بشكل عشوائي” و”استشهد 212 طفلاً، أو نسبة 35.6%، نتيجة إصابات تعرضوا لها خلال الاشتباكات مع قوات الجيش الإسرائيلي.” .. وتشير تقديرات الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال إلى إصابة 4816 طفلاً فلسطينيًا على الأقل في الفترة من 1 يناير 2001م إلى 1 مايو 2003م، وكانت معظم الإصابات ناجمة عن تحركات الجيش الإسرائيلي أثناء ممارسة الأطفال الفلسطينيين أنشطتهم اليومية الطبيعية.
واتهمت منظمة العفو الدولية القوات الإسرائيلية بعدم إجراء التحقيقات الكافية في عمليات قتل الأطفال أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية خلال الحرب على قطاع غزة، وهو صراع مسلح استمر لمدة ثلاثة أسابيع في قطاع غزة بين إسرائيل والجماعات الفلسطينية العسكرية المسلحة في شتاء عام 2008 – 2009، وقد استشهد أو أصيب في تلك المواجهات عدد “غير مسبوق” من الأطفال، وفقًا للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الذي رصد 313 حالة.
وفي المعركة الأخيرة “سيف القدس” الشهر الماضي مايو 2021م بلغت حصيلة الشهداء من الأطفال الفلسطينيين قرابة 70 طفلا.
طفولة في معتقلات الاحتلال
في الوقت الذي ينعم فيه أطفال العالم بالدراسة والتعليم فإن أطفال فلسطين يعيش من سلم منهم من القتل في معتقلات إسرائيل ويتعرضون لكل أنواع التعذيب النفسي والجسدي دون ثبوت جريمة ارتكبوها إلا الدفاع عن أنفسهم بالحجارة ففي القوانين الإسرائيلية أي تجمع يتكون من خمسة إلى عشرة أشخاص في الأماكن العامة جريمة سياسية تطبق بشأنها أشد العقوبات، ومن هنا وبحسب إحصائيات اليونيسيف ومنظمة العفو الدولية فإن ما يقارب 7000 طفل فلسطيني في السجون الإسرائيلية يحاكمون يوميا وتصدر بحقهم أحكام بالإعدام أو السجن المؤبد، وفي الآونة الأخيرة وبعد تحرك المنظمات الإنسانية الدولية تم إلزام إسرائيل بالسماح للمحامي ولأحد من أفراد أسرة الطفل المحكوم عليه بالتواصل مع الطفل معا أن المتعارف عليه أن كل قوانين العالم لا تدين الأطفال بالجرائم لفقدان الأهلية، فمتى سيتساوى أطفال فلسطين مع أطفال العالم ؟!