رسوماته الجريئة قبل 40 عاماً للأوضاع المشقلبة كأنها نقشت اليوم

اعترافات مثيرة في حوار ينشر لأول مرة نبش في ذاكرة عبدالفتاح عبدالولي.. وحكايته مع كاريكاتير “الثورة”

 

 

في الجزء الأول من حوار الذكريات مع الفنان عبدالفتاح أحمد عبدالولي تتبعنا بعضا من ملامح محطات مختلفة من حياته الممتدة من الطفولة والنشأة والتعليم الأولي في كتاتيب القرية وعدن ..مرورا بظروف انتقاله إلى تعز في العام 1959م والتحاقه في مدرسة الأحمدية، وتوقفنا بشيء من التفصيل المكثف أمام مرحلة تعز التي شكلت منعطفاً مهماً في مسيرة الشاب عبدالفتاح ورأينا ان محطاته المتتالية كانت عبارة عن تراكمات من المعرفة والثقافة في غير مجال ..أوصلته إلى حالة التوهج الفني التشكيلي والقصصي والقانوني أيضا .
وتبقى اسئلة كثيرة تتعلق بتجربته بفن الكاريكاتير ..فكيف بدأت علاقته بفن شائك.. له متاعبه وأسراره وخطوطه.. وقبل ذلك حساسيته ..؟، ومتى.. وفي أي ظروف اندفع الى تلكم المعمعة ..؟، وماهي الروافد الثقافية التي تأثر بها وجذبته الى عالم الكاريكاتير .. ..؟، كيف وجد طريقه الى صحيفة “الثورة” اليومية الرسمية في صنعاء ..؟، ماذا كان يرسم.. وماذا عن ردود فعل الجهات التي كان يوجه لها سهام النقد ..؟.
وما معارك عبدالفتاح الصحفية التي تصدى لها عبر سلاح الكاريكاتير كفن ..؟، وفي أي ظروف توقف عن الرسم ..؟، وماذا اعطته تجربته في “الثورة” التي استمرت نحو عامين ..؟!.
هذه الأسئلة وغيرها قفزت إلى ذهني.. وأنا أفكر في حوار الذكريات مع الفنان عبدالفتاح ..والذي لم يكن سهلا.. ولا جرى في جلسة واحدة.. كما أشرت في مقدمة الجزء الأول…فإلى نص الحوار :

الثورة /
عبدالحليم سيف

قصتي مع “الثورة”
* في البداية.. دعني أسألك عن قصة دخولك إلى رحاب صحيفة “الثورة” من بوابة الكاريكاتير.. فماذا تقول؟
أجاب فتاح:
– اسمح لي أن أعترف لك أولاً بأنني لم أفكر في يوم من أيام حياتي مع شغفي بالفنون التشكيلية في رحلة البداية أن أجد نفسي وقد اُقمحتُ في معمعة الرسم الكاريكاتوري.. لصعوبته وحساسياته.. وله نجومه وأبطاله.. فالكاريكاتير يجلب على صاحبه المشاكل.. ويعرضه إلى الاعتقال والمطاردة والمضايقة.. خاصة في ظل بيئة سياسية قمعية لا تعي وظيفة فن الكاريكاتير في تناول قضايا المجتمع وهموم الناس وأداء السلطات المحلية بأسلوب ساخر ولاذع بهدف النقد للظواهر السيئة ولفت الانتباه إلى مواقع الخلل…زد على ذلك رسام الكاريكاتير يتحلى بالمرح وصاحب نكتة لاذعة ومصادم ..لا يخاف ..وأنا بطبعي إنسان مسالم ..أميل إلى الهدوء.. ولست مشاكساً ولا احب السياسة.
* *ومع هذا قذف بك الكاريكاتير إلى “الثورة”…فكيف حدث ذلك وفي أي ظروف..؟
*سألته :*
*فيجيب قائلا :*
– دخلت إلى جريدة “الثورة” مرتين.. الثانية ككاتب قصة وانطباعات في شؤون الأدب والفن.. كنت أنشر في الملحق الثقافي الأسبوعي.. ويصدر كل يوم خميس.. أما المرة الأولى لاقتحامي ساحة الكاريكاتير على صفحات الثورة.. فحدث ذلك بالصدفة…فبعد عودتي إلى صنعاء سنة 1988م من باريس حيث أنهيت دراسة عليا في مجال القضاء بالمدرسة الوطنية للقضاء ..التحقت بالعمل في إدارة الشؤون القانونية بالبنك اليمني للإنشاء والتعمير.. وكنت متابعاً وقارئاً لجريدة “الثورة” اليومية.. لفت انتباهي غياب الكاريكاتير فيها باستثناء محاولات غير منتظمة وقليلة جداً لرسومات المصري الفنان جابر ناشد.. وذات مرة أرسلت رسمة كاريكاتورية لإدارة تحرير الصحيفة.. وجدتها في اليوم التالي منشورة على صفحتها.. وفوجئت في ذات يوم باتصال من الصديق الأستاذ إبراهيم أحمد المقحفي مدير تحرير “الثورة” وكان عليَّ علاقة طيبة مع كل الفنانين والأدباء والمثقفين.. ويعمل على استقطابهم للكتابة في الصحيفة وملحقها الثقافي…أخبرني بنشر ما ارسلته واعجبته الفكرة.. وقال لي إن “الثورة” تفتقر إلى رسام يمني يجيد فن الكاريكاتير.. فكان أن عرض عليَّ أن أرسم الكاريكاتير بشكل يومي.. ساعتها شكرته على هذه الثقة لكنني في قرارة نفسي تهيبت لهذا العرض.. فحاولت إقناعه بصعوبة الرسم بشكل يومي فأنا أعرف ما يعانيه الصحافيون في جريدة يومية حكومية من متاعب.. وأن هذا العمل بحاجة إلى تفرغ وجهد.. فضلا عن انشغالي اليومي بعملي الأساسي في البنك اليمني.
لكن الصديق إبراهيم المقحفي ألح عليَّ وقال لي :” حاول قدر المستطاع.. وأنا أنتظر رسوماتك بعد الظهر في مقر الصحيفة..” وكان موقعها –حينذاك-في شارع القيادة وهي قريبة من مقر عملي في التحرير حيث المقر الرئيسي للبنك.
عُدتُ إلى بيتي وكنت مستأجراً حينها.. أفكر بعرض الصديق المقحفي..أحدِّث نفسي بين القبول والاعتذار له..وبعد تفكير لم يدم طويلا قررت خوض هذه التجربة المثيرة لأول مرة في حياتي وليكن ما يكن ..وبدأت أرسم كل يوم الكاريكاتير.. وكنت في البداية اركز على قضايا محلية بعضها ناقدة لظواهر معينة تتصل بقصور المؤسسات الخدمية اليومية مثل الكهرباء والمياه ..كجس نبض…ثم تطورت الفكرة إلى تناول موضوعات حساسة وساخنة.. ويوماً بعد آخر وجدت نفسي أعيش في متعة مصحوبة بمخاوف جراء رد فعل بعض المؤسسات الرسمية.. من تعليقات تتعدى دائرة النقد إلى درجة الاتهام في بعض الحالات.. وهكذا واظبت على الرسم كل يوم.. لمدة عامين تقريباً وذلك خلال الفترة من 1979 – 1980م.
ليت والله…
* *وهل تتذكر حكاية أول كاريكاتير نُشر لك في الثورة؟
– نعم .. مازلت أتذكر أول كاريكاتير أرسلته لـ”الثورة”.. فقد رسمت فنانا يعزف على العود وهو يشدو بأغنية الفنان الكبير أحمد السنيدار : ” ليت والله والأيام ثواني.. والسنة يوم والشهر ساعة.” مع تعليق يقول:(طيييب.. ومتى باننجز برنامج الخطة الخمسية للتنمية الاقتصادية ) في إشارة إلى ان الزمن يمضي بسرعة في حين أن الكثير من المشروعات التنموية والخدمية التي يتم الإعلان عن وضع حجر الأساس لها تبقى في انتظار تنفيذها وفقا للتقويم الزمني.. وغيرها تبدأ خطوات التنفيذ لكنها لا تكتمل فترحل إلى الخطة الخمسية التالية.
روَّاد ألهموني
* *أسمح لي قبل أن أواصل الطواف معك حول ذكرياتك وتجربتك مع “الثورة”..أن أذهب معك مجدداً إلى البداية وأسألك عن الروافد الثقافية والفنية التي شكلت وعيك لممارسة فن الكاريكاتير.. والمعروف عنك كرسام تشكيلي*…؟
يجيب الفنان عبدالفتاح بقوله:
– لم أدع بأنني خريج أكاديمية فن الكاريكاتير.. كانت اهتماماتي بالشخبطة في المعلامة.. وبقيت هذه الهواية تنمو معي في طفولتي ودراستي للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدينة تعز وحتى في دراستي الجامعية في موسكو.. ولم يكن لديَّ أية تجربة سابقة في هذا الجانب عدا حرصي على متابعة فن الكاريكاتير في الصحف والمجلات المصرية والكويتية واللبنانية التي كانت توزع في صنعاء في تلك الفترة منها القاهرية كالمصور وآخر ساعة وروز اليوسف وصباح الخير والأهرام والأخبار.. والكويتية مثل.. الطليعة والنهضة والقبس والرأي العام.. وأعجبت برسومات رواد فن الكاريكاتير من الفنانين المصريين الكبار : صلاح جاهين ومصطفى حسين واللباد وبيكار وحجازي وأيضا رائد الكاريكاتير الدولي الفلسطيني الفنان ناجي العلي، هؤلاء الرواد هم من ألهموني.. فقد كنت أرسم ولا انشر من باب التدريب.. بعدها وجدت أسلوبي في الرسم والخطوط والتعليق، كما انني كنت متابعا أثناء دراستي في الاتحاد السوفييتي لصحيفة (كاريكاديل)ومعناها التمساح المتخصصة بفن الكاريكاتير.
* *ويتواصل الحوار مع الفنان عبدالفتاح.. واسأله هذه المرة عما إذا كان قد وقع عقدا مع مؤسسة سبأ العامة للصحافة والأنباء التي تصدر “الثورة” في صنعاء والجمهورية في تعز في تلك المرحلة؟
فيرد:
– لا.. لم أوقع أي عقد ..ولم أطلب من إدارة الصحيفة ما ذكرته..فقط كنت أحصل نهاية كل شهر على مبلغ متواضع تحت بند الإنتاج الفكري.
* *وما حجم المبلغ..؟
– لم أعد أتذكر بالضبط كم هو ..لربما يترواح بين “500 – 600” ريال..شخصياً لم أهتم بالعائد المادي..بقدر حرصي على أن أكون رساماً للكاريكاتر في صحيفة يومية واسعة الإنتشار ولها تأثير في أوساط المجتمع أقصد في المحافظات الشمالية وقتذاك..ويكفي أن إدارة “الثورة” فتحت لي صفحاتها لخوض تلك التجربة الجميلة.. واتاحت لي فرصة التواصل مع القراء.
وضاح بطل رسوماتي
وعدت وسألته:
* *لكنك اخفيت إسمك الحقيقي عن قارئ الصحيفة .. فقد كنت توقع باسم مستعار هو “وضاح “.. فبماذا تجيب؟
يرد فتاح بقوله:
– لا أكذب عليك إذا ما قلت لك بأنني لم أكن ابحث عن الشهرة.. ووضاح هو إبني البكر.. وبطل رسوماتي.. وبالمناسبة كنت أكتب في تلك الأيام في جريدة 13يونيو( تحول اسمها فيما بعد إلى 26 سبتمبر) الأسبوعية الصادرة في صنعاء عن دائرة الشؤون العامة للتوجيه المعنوي للقوات المسلحة عمودا بعنوان “خط ساخن” بتوقيع ” أبو إيضاح “..وهي ابنتي التي راحت ضحية لحادث مروري عام 1986م..وعمرها تسع سنوات حيث كانت ذاهبة ذات صباح إلى المدرسة فصدمها فرنسي.. وهي بالمصادفة من مواليد مدينة(بو)بجنوب فرنسا.
* وكم استمريت تكتب وترسم لجريدة 13يونيو..؟
سألته ..فيجيب :
– والله لم أعد أتذكر مدة الفترة التي تعاملت فيها مع صحيفة 13يونيو…على ما أذكر أنني رسمت عدداً محدوداً من الكاريكاتير ثم انقطعت عن الرسم والكتابة معا بعد أن طلب مني رئيس تحرير صحيفة 13 يونيو كتابة مقال امدح فيه الرئيس علي عبدالله صالح.. فأنا بطبعي لا أقبل التوجيه مهما كان..ومن أي كان.
بدون شروط
* *قلت : هذا يقودنا للعودة إلى عملك مع الثورة أخبرني بصراحة.. هل إدارة التحرير وضعت عليك شروطا لما ينبغي.. وما لا يجب تناوله في رسوماتك..؟
– قال فتاح : وأنا بدوري سوف اجيبك بصراحة أيضا.. لم يحدث أن اشترطت عليَّ إدارة تحرير صحيفة “الثورة” بما هو ممنوع وما هو متاح إطلاقاً في تناول الكاريكاتير..كنت أنا من أختار أي قضية تهم المجمتع..أو حدث الساعة محليا وخارجيا وأرسم..لم يحصل أن حَجَبَتْ الصحيفة أية رسمة لي …أو تدخلت في تغيير محتوى التعليق .
* *وسألته* :
*أفهم من هذا أنك كنت حراً في التقاط موضوعاتك لرسم الكاريكاتير..ولم يحدث أن تلقيت توجيهاً ما لمعالجة أو نقد ظاهرة محددة؟
– أجاب فتاح: نعم..كما سبق وقلت لك أنني كنت اجتهد وأحاول قراءة الصحيفة وما تثيره من قضايا وأواكب الأحداث والتطورات..وأعود وأقول للأمانة مرة واحدة أقترح علىٌ أن أرسم كاريكاتيرا انتقد فيه سلطات مطار هيثرو في لندن لقيامها بحجز طائرة الخطوط الجوية اليمنية ، التي أقلت وفد حكومة الجمهورية العربية اليمنية برئاسة الأستاذ عبدالغني عبدالغني بعد نهاية مباحثاته مع الحكومة البريطانية حول العلاقات الثنائية وتطويرها…وكان سبب احتجاز طائرة اليمنية كما عرفت بحجة ديون متراكمة عند الشركة تمت تسويتها بحكم قضائي كما أتذكر..وأعتقد أنني قمت بتناول تلك القرصنة بسلسلة رسومات تناولت فيها تلك التصرفات غير المألوفة في العلاقة بين الدول….كما تَعرّضْتُ للفساد في إدارة اليمنية.. هذه هي المرة الوحيدة.. وماعداها فقد كنت مستقلاً في التقاط فكرة الكاريكاتير من الواقع الذي أعيش فيه.
الإنسحاب من الثورة
* *عرفنا بدايتك مع الثورة الصحيفة..ولكن هناك من يجهل كيف كانت النهاية..بمعنى في أي ظروف توقفت عن رسم الكاريكاتير..وهل من سبب؟
قال فتاح:
– من المعروف أن صحيفة “الثورة” شهدت في نهاية 1980م تحولا مهماً في مسيرتها.. فقد انتقلت إدارة تحريرها إلى مبناها الجديد في الجراف “طريق المطار”.. وعرفت طباعة الاوفست..وتحسن الإخراج.. وفي تلك الفترة أو بعدها لم أعد أتذكر بالضبط.. عاد الزميل الفنان محمد الشيباني إلى صنعاء من السعودية حيث كان يعمل رساما للكاريكاتير في صحيفة عكاظ بجدة كما قيل..فاستقطبته إدارة تحرير “الثورة” للعمل معها كمتفرغ وبراتب تقاعدي قبل أن يُسكن في الدرجة الوظيفة في الكادر الوظيفي للمؤسسة..(يقصد مؤسسة سبأ العامة للصحافة والأنباء قبل أن تتحول بعد الوحدة 22 مايو 1990م إلى مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر) ..وبدأت رسوماته تظهر في الجريدة، فأعجبتني خطوطه القوية في الرسم الكاريكاتوري.. وأعود وأقول بأنه لم يطلب مني التوقف عن الرسم في “الثورة”.. بل أنا من بادر إلى الإنسحاب.
* *ولكن..ماذا فعلت بعد أن تركت الثورة*؟
– عُدتُ وألقيت أمام الفنان فتاح هذا السؤال..
فأجاب قائلاً:
– لا.. لم أترك صحيفة “الثورة”..كما ذَهبْتَ في سؤالك.. فقد بقيت على تواصل معها كأحد كُتابها في الملحق الثقافي الأسبوعي.. فكنت أنشر قصصي وأعمالي الأدبية ..وكان ذلك الملحق أهم ما شهدته الصحافة في الشمال قبل الوحدة حيث كان يلتقي فيه أدباء يمنيون وعربا خاضوا معارك أدبية في مختلف المجالات.
تجربة شيقة وشاقة
* *ولو سألتك عما أعطتك تجربتك في الثورة كأول رسام لفن الكاريكاتير بشكل يومي..فماذ تقول؟
– يمكنني أن أقول في هذا المجال الكثير.. لكن أسمح لي هنا ومن خلالك.. وعبر سطور هذا الحديث التعبير عن شكري وتقديري لكل الزملاء الأعزاء في صحيفة “الثورة” الذين شرفوني بأن أكون أحد أفراد أسرتها.. ولو كنت من خارجها ..فقد ربطتني صداقات جميلة وعلاقات طيبة مازالت قائمة مع صحافييها وكتابها.. ما يعني أن تجربتي رغم قصرها لم تكن عابرة بالنسبة لي ..بقدر اعتزازي وفخري بها..فقد جعلتني انغمس وسط المتاعب اليومية الشاقة والشيقة للصحافيين والفنيين المنتسبين لصاحبة الجلالة..واعطتني التجربة أيضاً خبرة في كيفية متابعة الأحداث وقضايا المجتمع أولا ً بأول..وكيفية التقاطها بسرعة زمنية قياسية ومن ثم عكسها في رسومات لنشرها على صفحات الجريدة بشكل يومي.. وهذه عملية صعبة جدا وحساسة أكثر …وهكذا وبعد توقفي عن الرسم الكاريكاتوري في “الثورة” تفرغت أكثر للانشغال بالفنون التشكيلية..وانتجت عشرات اللوحات التي كانت موضوعا لمعرضي الشخصي الأول في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بصنعاء..ثم أقمت معارض شخصية في مؤسسة العفيف الثقافية بصنعاء ومؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز وأكثر من معرض في مؤسسة بيسمنت الثقافية بصنعاء ..وكذا اتيحت لي الفرصة للمشاركة في معرض جماعي في جامعة الصداقة بموسكو أثناء دراستي هناك في عام1973م وفي الأسبوع الثقافي اليمني الذي أقيم في بغداد عام 1988م واحرص على متابعة الأعمال الإبداعية للتشكليلين اليمنيين الرواد منهم والشباب..من خلال المعارض التي أقامتها وزارة الثقافة خلال السنوات الست الماضية بجهد وإشراف الصديق والزميل الفنان حكيم العاقل..وكذا المعارض التي تقيمها بشكل منتظم مؤسسة البيسمنت في مقرها بصنعاء.
أهم فناني الكاريكاتير
* *ومن تتابع من رسامي الكاريكاتير في الصحف اليمنية؟
-سألت الفنان عبدالفتاح..
فيجيب بقوله:
-أنا معجب برسومات العديد من الفنانين الذين أثروا الصحف اليمنية بأعمالهم الإبداعية على مدى سنوات..وباتوا يشكلون أهم روَّاد فن الكاريكاتير في اليمن..وهم على وجه الخصوص الزملاء : محمد الشيباني في “الثورة” والميثاق ..والفنان عبدالله المجاهد المشهور بـ ” أبو سهيل” (رحمة الله تغشاه)..وكان يعمل مخرجا ورساما للكاريكاتير في صحف عدة منها : التجمع .. والثوري ..والشورى والوحدوي.. وهناك رسومات الفنان عدنان جمن في مجلة متابعات إعلامية ..وفي الجمهورية التعزية: تشدني رسومات الزميلين: عارف البدوي (رحمة الله عليه).. ورشاد السامعي.. وهو بالمناسبة أشهر فنان كاريكاتوري حاليا.. وينشر أعماله في النت وتتناقلها صفحات الفيسبوك.
لا.. والحمد لله
* *وليس أخيرا..هل كُرِّمت أو نلت شهادة تقدير طوال حياتك الفنية من أية جهة أو مؤسسة تعني بالثقافة وتهتم بالمبدعين اليمنيين؟
– رد الفنان والمثقف والقاص عبدالفتاح عبدالولي على سؤالي بكلمتين:
لا.. والحمد لله.
معارك فتاح الكاريكاتورية
*أطوي صفحات الحوار مع أبو وضاح ، لاسترجع معه ومعكم تفاصيل تلكم الساعات والأيام التي قضاها الفنان عبدالفتاح عبدالولي في معمعة أو خضم معركته الصحافية عبر الكاريكاتير ..وفي هذا الإطار وجدت نفسي في لحظة في لحظات أن أتوقف أمام” 70 لوحة ” منشورة على صفحات “الثورة” تضم الأنواع الثلاثة للكاريكاتير.. من الشخصي إلى الاجتماعي وحتى السياسي..وأنا أطيل التأمل في شخوص الرسومات وامكنتها.. يُخيل إليٌ أن عبد الفتاح ..قبل أن يتكأ في غرفته ومعه الأوراق والأقلام.. كان يبذل جهدا في البحث عن فكرة ترصد مظاهر وقضايا الساعة الماثلة.. قبل أن يلخص الواقع في أعمق صورة …وهذا ما تكشفه أعماله.. فقد كان يطوف حول أحياء مدينة صنعاء.. ميادينها وشوارعها ..أسواقها وحارتها.. يتوقف في المقاهي ..ثم يذهب أبعد من الساحات إلى الوزارات والمؤسسات الخدمية والمحاكم وأقسام الشرطة.. يقترب من المواطنين يسمع أنينهم وأصوات معاناتهم.. قبل ان يعود إلى معقله وفي جعبته مشاهد عدة من الموضوعات.. ويبدأ يعصر ذهنه لبلورة الفكرة.. وحتى تختمر في عقله ينهمك في بسطها على الورق بريشته المبدعة فتتحول الفكرة إلى خطوط بسيطة لكنها عميقة .
فك التكشيرة
وما يميِّز رسومات فتاح.. هو ما نجده في لوحاته شعار الشمس وهي ترسل اشعتها من السماء الصافية الزرقاء ..لأنها الشاهد على كل ما يدور على سطح الأرض كما يقول فتاح نفسه.. وثمة بصمة أخرى في رسوماته.. تتجسد في طفل متحرك لا يهدأ تلتقي به أمامك أينما يمَّمت وجهك .. تارة واقفا من بعيد يتأمل.. وطورا تراه محشورا وسط شخوص اللوحة وهو يضع يديه خلف ظهره ..أو يعبر بحركة يديه وعيونه وملامح وجهه محتجا على الأوضاع المقلوبة التي تثير الحسرة والغضب.. وعندما سألت عبدالفتاح عن مغزى اختياره لهذه الشخصية : قال: هذا إبني وضاح كتقليد اهبل” لحنظلة” ابن الفنان الكبير ناجي “.. قلت له هذا من باب التواضع ليس إلا.. فلكل فنان أسلوبه وخطوطه وسماته وحتى نفسه في كيفية” فك التكشيرة “!
خبطات متواصلة
وبالقطع ..إن المتتبع لرسومات “وضاح” في تلك المرحلة الممتدة بين عامي 1980-1979م يمكنه أن يعرف بسهولة.. لا بل ومن النظرة الأولى ان عبدالفتاح كان يقود حملة إعلامية ضد كل مظاهر التخلف والأمراض البيروقراطية ومعاناة المواطنين جرّاء تردي الخدمات وفوضى الشارع.
فبعد الرسمة الأولى” ليت والله والأيام ثواني…توالت “سلاسل وضاح الكاريكاتورية” على صفحات جريدة “الثورة” مواكبة لتفاصيل الحياة اليومية.. وأنا أطالع ما بين يدي من رسومات كنت ابتسم تارة بمرارة.. ومندهش للموضوعات الجريئة التي لم تكن متداولة في النادر منها من قبل ومن بعد في ساحة الكاريكاتير في “الثورة” الصحيفة.. ولا أبالغ إن قلت أن معظم تلك الرسومات لقضايا ومنغصات مازالت قائمة إلى راهننا.. وكأن عبدالفتاح رسمها الآن وليس قبل أربعة عقود من الزمن ويزيد.. فهو صاحب فكرة نقادة وصارخة ” لسلاسل شنق المواطن بغلاء الأسعار “..وضياع وقت الطلبة في العطلة الصيفية.. وعذاب المواطن من” كهرباء طفي لصي..” والبيروقراطية الإدارية القاتلة.. و” هجروا الأرض وهاجروا.. ” وليتني تاجر استورد الخشب ” والتهريب المسلح”.. ومسلسل حصار الأب لطلبات أبنائه التي لا تنتهي.
هموم كبار السن
ومن الإجمال إلى إيراد تفاصيل بعض النماذج من رسومات عبدالفتاح.. فكان المواطن ومكابدة كبار السن لمواجهة المعيشة حاضرا ..فطالت رسوماته ما عُرف آنذاك بقانون الضمان الاجتماعي وكيف تحول إلى “ضنك”.. وهذا ما نراه في شخصية شيخ عجوز يعتمر مشدة مهللة.. وهو يحشر جسمه النحيف وظهره المقوس داخل ثوب مُرقع.. متكئ على عصاه شاهدة على عذاباته.. وهو يمشي خلف شخص آخر يحمل بيده اليسرى لوحة نقش عليها “قانون الضمان الاجتماعي”.. ونظره موجهه نحو رجل عجوز يفترش الأرض لعله ينتظر من يجود عليه بصدقة ..أو شيء من هذا القبيل فيخاطبه الرجل بقوله : ” روح جُر معاش ضمان ..تضمن بقية أيامك “!!
شنق المستأجرين
وفي مجموعة أخرى من الرسومات.. يتناول عبدالفتاح واحدة من أطول المآسي التي ماتزال ماثلة إلى اليوم وأعني بها معاناة الموظفين والمواطنين من نخيط مُلاك المنازل وسلوكياتهم غير الحضارية تجاه المستأجرين.. وبالأخص الموظفين ذوي الرواتب المتدنية ومحدودي الدخل.. وذلك في ظل غيبة قانون ينظم العلاقة بين المؤجر والمستأجر.. فعلاوة على قيام “المالك الملك ” بغارة التفتيش الدوري والمفاجئ على” البيت” ودخوله عنوة ..إلى رفع الإيجار بين حين وآخر.. وإذا لم يكن المستأجر لا يستطيع الدفع …تجد” مالك البيت” وقد اقتحم” المنزل” في غياب المستأجر فيلقي بعفشه المتواضع إلى قارعة الشارع بصورة همجية وغير إنسانية.. ومن أساليبهم ما تجسده رسمة يظهر فيها “مالك بيت مؤجر” وقد نصب مشنقة من الخشب ليصلب” المستأجر” شنقاً فيما يقف “طفل أبي وضاح” معصوب العينين مذهولاً ولسان حاله :” لا شفت.. ولا سمعت.. ولا رأيت”.. في إشارة إلى سلبية المواطن من قول الحق ونقد المنكر.. ناهيك عن عدم وجود قانون لحماية المستأجر الغلبان .!!
فساد القضاء و”القيود”
وانتقد فتاح في رسوماته بشكل لاذع ظاهرة تلاعب القضاة والمحاكم ووكلاء الشريعة بقضايا المواطنين والمتاجرة بها من خلال أساليب التطويل واللف والدوران بحيث تستنزف عملية المتابعة كل ما لدى المواطن من أموال..، ويضطر للاستدانة للانفاق على ما تسمى أتعاب المحاماة ووكلاء الشريعة.. وفي نهاية المطاف يصطدم بقرار محكمة ما يقضي بضياع حقه ..وإن حصل على أحكام تؤكد ملكيته لقضية ينازعها عليها مدّعٍ متسلبط يواجه عقبة عدم التزام خصمه بتنفيذ الأحكام.. وذلك في ظل تلكؤ الجهات المعنية بالتنفيذ لسبب لا يعلمه إلا الله والراسخون في دائرة التلاعب بحق الغير.. وتتجلى هذه الظاهرة المزمنة في لوحة كاريكاتورية لمواطن اضناه تعب المحاكم..يحمل على ظهره شوالة متورمة من ” أحكام شريعة وبصائر “..ويصادفه في الطريق قاضٍ يسأله :” لا وين رايح بهذا الحمل..؟”
فيرد المواطن بلهجة ساخرة وتهكمية بقوله:” هذه مخطوطات شرعية شاسرح أعرضها على اللجنة الاستشارية للثقافة العربية”.(!!)
ولم تسلم عودة الأصفاد والقيود إلى أقسام الشرطة والسجون في زمان الجمهورية من ريشة الفنان عبدالفتاح.. ففي لوحة كاريكاتورية بدا أربعة مواطنين يفترشون التراب وأقدامهم مصفَّدة بالقيود الحديدية.. وسط دهشة وحيرة “طفل أبي وضاح” فلم يجد ما يعبر عنه إلا بإطلاق كلمات فيها ما فيها من المرارة والسخرية في آن: “صكت في عهد بيت حميد الدين وبقيت للذكرى “!!
لعنة الخبراء.. وهجرة العقول
وكثيرة هي المضحكات حد المبكيات في كاريكاتير عبد الفتاح.. فَشخَّص البيئة الطاردة للكوادر اليمنية والعمالة المحلية.. في مرحلة كانت الأولوية لما عرف بالخبراء الأجانب حتى في” مكافحة الكلاب الضالة” خاصة في مشاريع تنفذ بتمويل دولي لشفط الملايين من الدولارات وعلى حساب الكادر اليمني المؤهل !!..فتاح رصد تلك” الظاهرة” في كذا رسمة ..فنشاهد لوحة لمبنى حكومي.. بابه مغلق في وجه كادر وطني يحمل شاهداته العلمية…وفي الجانب الآخر بوابة لمؤسسة رسمية فاتحة الباب على مصراعيه لاستقبال المتعاقدين والخبراء الأجانب أو العجول السمينة حد وصف فتاح في إحدى الرسومات.. وتعكس عجز الإدارة اليمنية.. من ذلك مجلس إدارة يجتمع بمرؤوسيه وأمامه ملفات متخمة بالقضايا.. فيعلن رئيس الإجتماع عن ” تإجيل النقاش في القضايا المطروحة حتى وصول الخبير الأجنبي الذي تم التعاقد معه أخيرا ” !!…وتبلغ الإثارة مداها في لوحة فنية لمرفق حكومي ملئت جدرانه بلافتات متعددة الأحجام.. فَكُتب في إحداها بخط عريض ” وظائف شاغرة لغير اليمنيين” .. وتضحك ملء شدقيك وأنت تقرأ لوحات بارزة لا تتحدث عن الشروط اللازمة لشغل الوظيفة وهي المطلوبة من اليمني: عمر المتقدم وان يكون من أبوين يمنيين ..والشهادات العلمية.. والكفاءة والنزاهة وشهادات حسن السيرة والسلوك” كما في الإعلانات المنشورة في “الثورة” الجريدة في صنعاء إبان سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين.. وإنما تشير تلك اللوحات إلى الامتيازات المتعددة.. من ” مرتبات مغرية “..”بدل سكن “..”بدل غربة “.. وحتى “بدل خبرة “..ويصل مشهد اللوحة ذروته الساخرة والمحزنة ..فقد عزلت ساحة” مبنى المؤسسة” بأسلاك حديدية شائكة.. وخلفها يقف شاب يمني بلباسه التقليدي.. مستنكرا بعيون صامتة كيف أصبح الإنسان في وطنه مغتربا تقفل بوجهه كل سبل العمل.
وهذه الصورة تكمل بقية تفاصيلها رسمة على صدرها “مطار صنعاء الدولي..” وتهاله كثافة طابور له بداية وليس له نهاية لمواطنين يمنيين يقفون عند” صالة المغادرة ” إلى الخارج بحثا عن عمل في بلدان الاغتراب.. وفي ذات اللحظة يرى في” صالة الوصول” تدفق عشرات العمال الأجانب من جنسيات مختلفة في طريقهم إلى المؤسسات العامة والخاصة.
خيبة العرب
وتجاوزت ريشة فتاح الكاريكاتورية الهموم المحلية.. وذهبت لتخوض في الأوضاع القومية والعالمية.. مواكبة لأحداث الساعة السياسية والعسكرية وانعكاساتها السلبية على حياة الشعوب وتطلعاتها للحرية والكرامة والسلام .
في هذا السياق احتلت أزمات العرب المتفجرة والمضطربة والمزمنة.. وسط انقسام قديم-جديد بشأن قضية فلسطين.. وذلك بعد التوقيع على اتفاقيات ” كامب ديفيد” بين نظام السادات وحكومة الاحتلال الصهيوني في 17 سبتمبر 1978م.. وكذا اتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل الموقعة في مارس 1979م، تلك المعاهدات التي أحدثت شرخا في الجسم العربي العليل ..فقد كانت هدفا لريشة فتاح المقاومة للتطبيع ، فتظهر رسمة تجمع “ترويكا الكامب الشهيرة” الرئيس الأمريكي جيمي كارتر وعلى يمينه الإسرائيلي مناحيم بيجين.. وأمامهما في وضع القرفصاء يجلس الرئيس المصري أنور السادات بشواربه المميزة.. وبيده بيب السيجار الشهير الذي لا يفارق شفتيه.. وهو في حالة استغراق مستمعا لما يقوله بيجن :” وأنا كمان من نتاج الحكم الذاتي”..! وفي لوحة ثانية يبدو السادات واقفا قبالة خريطة فلسطين ومحيطها العربي وهو يفتح ” الحدود المصرية مع إسرائيل”.. وخلفه أحد أثرياء الخليج فوق برميل نفط يدحرجه ولا يمتلكه وكأنه يقول للسادات: ونحن بعدك للهرولة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي الصهيوني ! .. وفي مكان غير بعيد يقف” وضاح إبن فتاح” يراقب المشهد فوجد لسان حاله معلقا بسخرية :”.. من النيل إلى ما لا نهاية ياعرب..”.!
وفي رسمة رابعة يجلس بيجن خلف مكتبه ودرجه مكتظ بالملفات أهمها “بروتوكولات حكماء صهيون ” وهو يوقع على ” خطة ضم القدس عاصمة أبدية لإسرائيل “..فيما تظهر على مكتب بيجين أربعة من أجهزة الراديو العربية ..وهي تولول كعادتها ببيانات :” احتجاج.. شجب.. إدانة .. استنكار “.!
وعلى ذات المنوال تكررت في لوحة أخرى تمثل عجز قادة الأنظمة العربية في مواجهة التحديات والمخاطر المحيقة ببلدانهم وشعوبهم وحتى كراسيهم التي بدأت من كامب ديفيد ..فهاهي قمة تونس المغلقة المنعقدة في نوفمبر 1979م تلتئم وسط الانقسام التقليدي فتكتفي بتجديد المشاركين فيها لإدانتهم الرافضة لاتفاقية كامب ديفيد ..ثم قمة عمان في 25نوفمبر 1980م حين تعهد القادة بإسقاط اتفاقية كامب ديفيد للسلام.. ولم يتم تنفيذ خطوة في تعهدات الحكام العرب .!
وفي ذات المضمار تطالعنا “الثورة” في أعدادها برسومات وضاح يتناول فيها بلغة ناقدة ولاذعة فشل القمم العربية الطارئة والدورية التي تتعامل برد الفعل.. تقول ولا تفعل ..تقرر ولا تطبق قرارتها.. فلا تضامن عربي تحقق.. ولا تعاون تنموي مشترك أنجز.. ولا تحرير القدس والأراضي الفلسطينية والعربية حدث..كل شيء مجمَّد في فريزر من الاجماع العربي إلى الأرصدة …فقط معدة الدول الصناعية مفتوحة لالتهام نفط العرب فيما شعوب المنطقة تعيش في وضاع مزرية .
مجلس” الحرب “الدولي
وفي رسومات فتاح يطل في مجلس الأمن الدولي بأعضائه الـ15 ملتفا كعادته حول منطقة الشرق الأوسط.. باعتباره البؤرة الأكثر اشتعالا بالحروب الداخلية والإقليمية والأزمات السياسية حيث تجد الأصابع الغربية موجدة فيها تغذيها وتتلاعب بها ..في ذلك الوقت كانت الحرب الباردة في ذروتها بين المعسكر الرأسمالي الغربي بزعامة أمريكا من جهة.. والمعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي من ناحية أخرى ..وفي هذا الشأن سلطت ريشة فتاح الضوء على تلاعب أصحاب الفيتو الخمسة بقضايا الشرق الأوسط لمصالحها الخاصة ..ومع إطلالة عام 1980م قام الفنان عبدالفتاح برسم ” الكرة الأرضية فوق عربة مفخخة في إشارة لوجه الأمريكان والسوفيت .. وأمامهما ساحة مترامية الأطراف مشتعلة بالحروب والصراعات والتوترات وفي القلب منها : الشرق الأوسط .”.جنوب لبنان .. إيران.. العراق.. أفغانستان ..جنوب إفريقيا ..الصحراء الغربية.. روديسيا .. إيرلندا .و…”.
22 /5 /2021م

قد يعجبك ايضا