موقف دولي مشتت.. مجلس الأمن يستعرض جرائم الصهاينة ولا يدينها..وأمريكا تمعن في دعمها السافر لجرائم العدو اليهودي

 

الثورة / تقرير

اجتمع مجلس الأمن الدولي أمس الخميس- في جلسة تأجلت أربع مرات برفض أمريكي متكرر- لكنه لم يتبنَ حتى الآن إعلانًا أو مقترحات للتوصل سريعًا إلى وقف الحرب ، كما لم يتمخض عن الجلسة التي استعرض فيها وزراء الخارجية جرائم العدو الصهيوني عن بيان إدانة للجرائم المروعة التي ارتكبها العدو في قطاع غزة.
وعقد مجلس الأمن مساء أمس جلسة حول فلسطين بطلب من المجموعة العربية والإسلامية في مجلس الأمن ، الجلسة استعرض فيها ممثلو الدول العربية والإسلامية مجازر العدو الصهيوني التي يرتكبها في قطاع غزة ووصفوها بالمروعة ، وآملت المجموعة أن تصدر موقفا واضحا يدين جرائم العدو الصهيوني ومحاسبة مرتكبيها.
وقد أتت الجلسة بعدما رفضت أمريكا السماح للمجلس بعقد جلسة حول فلسطين والتصعيد الصهيوني لمرتين متتاليتين ، موقف يعبر عن الموقف الأمريكي الداعم لكيان العدو الصهيوني، عززته أمريكا بإرسال أسلحة جديدة للعدو الصهيوني.
واتهم خلال الجلسة وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، كيان العدو الصهيوني بارتكاب «جرائم حرب»، ودان “عدوانه على الشعب الفلسطيني ومقدساته”، وطالب وزراء المجموعة العربية والإسلامية مجلس الأمن والأمم المتحدة باتخاذ موقف واضح إزاء جرائم العدو في قطاع غزة ، ومحاسبة مرتكبيها.
وفيما يبدو فقد فشل مجلس الأمن الدولي، أمس، في التوصل إلى اتفاق على بيان بشأن العدوان الوحشي الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، وهذه هي المرة الثالثة خلال أقل من أسبوع التي يفشل فيها المجلس في هذا المسعى، بعدما سبق وأن رفضت أمريكا السماح بإصدار بيان مشترك لمجلس الأمن.
وبينما أحجمت أمريكا عن مطالبة ربيبتها إسرائيل بوقف عدوانها على غزة، دعت في الوقت ذاته حركة «حماس» وبقية الفصائل الفلسطينية إلى الوقف الفوري للهجمات الصاروخية ، واكتفت المندوبة الأمريكية بالقول إنه يجب وقف التصعيد. كانت الصين قد أعربت عن أسفها لقيام الولايات المتحدة بعرقلة إصدار بيان لمجلس الأمن الدولي ، وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي- الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال اجتماع للأخير عبر الفيديو- «بكل أسف، فقط بسبب عرقلة دولة واحدة، لم يتمكن مجلس الأمن من التحدث بصوت واحد»، وأضاف «ندعو الولايات المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها».
وفيما اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن للعدو الصهيوني الحق في الدفاع عن نفسه وفق تصريحات أدلى بها لوسائل إعلامية ، لازالت تصريحات الدول خجولة وغير مجدية أمام هول الإجرام الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، بحيث لم تخرج من إطار الأقوال التي لا تقدم ولا تؤخر سوى بمزيد من إهدار الوقت لصالح جرائم الكيان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
ومنذ بداية الحرب قبل عشرة أيام ظهرت أمريكا بموقف سافر ووقح في دعمها للكيان الصهيوني ، وإمعاناً في دعمها لكيان العدوان وتشجيعاً له على عدوانه على الشعب الفلسطيني، كشفت مصادر أمريكية قبل أيام أن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت الكونجرس بصفقة جديدة لبيع أسلحة لكيان الاحتلال قيمتها 735 مليون دولار ، ونقلت شبكة CNN الإخبارية الأمريكية عن مصدرين قولهما: إن “الصفقة تشتمل على صواريخ دقيقة التوجيه”، لافتين إلى أن أمام الكونجرس 15 يوماً من تاريخ استلام مذكرة البيت الأبيض في الخامس من شهر مايو الجاري للنظر في الصفقة.
وتعد هذه الصفقة جزءاً بسيطاً من مجمل المساعدات العسكرية الأمريكية التي تقدمها لكيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث تعهدت واشنطن عام 2016 بتزويد “إسرائيل” بمساعدات عسكرية بقيمة 38 مليار دولار خلال عامي 2019 و2020.
ويشن العدوان الإسرائيلي عدواناً همجياً على قطاع غزة وعدد من المناطق الفلسطينية مخلفاً مئات الشهداء والمصابين أغلبهم من الأطفال، كما أدى إلى تهجير وتشريد العديد من العائلات ، في المقابل دعمت أمريكا جرائم الصهاينة وعملت على إفشال ثلاث جلسات لمجلس الأمن ورفضت إصدار بيان إدانة للجرائم التي ارتكبها العدو الصهيوني.
الموقف الأمريكي يعد فضيحة سافرة تكشف حقيقة أمريكا التي تدعم مجرمي الحرب وقد ذهبت وقاحتها إلى أبعد الحدود ، وسارعت إلى نصرة ربيبتها الصهيونية على حساب حق الشعب الفلسطيني والعدالة الإنسانية والدولية ، وما كان واضحا من تصريحات بايدن ومسؤوليه ، ثم في مجلس الأمن يفضح الشراكة الأمريكية الصهيونية.
وقد رد الوزير الفلسطيني رياض المالكي على التصريحات الأمريكية ، حيث قال إن موقف واشنطن الداعم للاحتلال الإسرائيلي في مجلس الأمن مرفوض، موضحا أن عرقلة الولايات المتحدة للمرة الثالثة إصدار مجلس الأمن ولو بياناً صحفياً بشأن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني يفتح الباب أمام تحرك فلسطيني للتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
الموقف الأمريكي إن دل على شيء فهو يدل على أن ما يجري في فلسطين هو حملة إرهابية وحشية عنوانها الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.

قد يعجبك ايضا